تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشارات لغوية ... لراغبي العلوم الشرعية]

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:15 ص]ـ

قال أبو منصور الأزهري في مقدمة [تهذيب اللغة]:

((نزل القرآن الكريم، والمخاطبون به قوم عرب، أولو بيان فاضل، وفهم بارع، أنزله جل ذكره بلسانهم، وصيغة كلامهم الذي نشؤوا عليه، وجبلوا على النطق به، فتدربوا به، يعرفون وجه خطابه، ويفهمون فنون نظامه، ولا يحتاجون إلى تعلم مشكله، وغريب ألفاظه، حاجة المولدين الناشئين فيمن لا يعلم لسان العرب حتى يعلمه، ولا يفهم ضروبه وأمثاله، وطرقه، وأساليبه حتى يفهمها.

وبين النبي صلى الله عليه وسلم للمخاطبين من أصحابه رضي الله عنهم ما عسى الحاجة إليه من معرفة بيان لمجمل الكتاب وغامضه، ومتشابهه، وجميع وجوهه التي لا غنى بهم وبالأمة عنه، فاستغنوا بذلك عما نحن إليه محتاجون، من معرفة لغات العرب، واختلافها، والتبحر فيها، والاجتهاد في تعلم العربية الصحيحة التي بها نزل الكتاب، وورد البيان.

فعلينا أن نجتهد في تعلم ما يتوصل بتعلمه إلى معرفة ضروب خطاب الكتاب، ثم السنن المبينة لجمل التنزيل، الموضحة للتأويل، لتنتفي عنا الشبهة الداخلة على كثير من رؤساء أهل الزيغ والإلحاد، ثم على رءوس ذوي الأهواء والبدع، الذين تأولوا بآرائهم المدخولة، فأخطئوا، وتكلموا في كتاب الله جل وعز بلكنتهم العجمية، دون معرفة ثاقبة، فضلوا وأضلوا)).

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:20 ص]ـ

قال الإمام أبو إسحاق الشاطبي [في الموافقات]:

((إن هذه الشريعة المباركة عربية ... وإنما البحث المقصود هنا أن القرآن نزل بلسان العرب على الجملة، فطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة؛ لأن الله تعالى يقول {إنا أنزلناه قرآنا عربيا} وقال {بلسان عربي مبين} وقال {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} وقال {ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي} إلى غير ذلك مما يدل على أنه عربي وبلسان العرب لا أنه أعجمي ولا بلسان العجم، فمن أراد تفهمه فمن جهة لسان العرب يفهم، ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة، هذا هو المقصود من المسألة ... فإن قلنا إن القرآن نزل بلسان العرب وإنه عربي وإنه لا عجمه فيه فبمعنى أنه أنزل على لسان معهود فى ألفاظها الخاصة وأساليب معانيها وأنها فيما فطرت عليه من لسانها تخاطب بالعام يراد به ظاهره، وبالعام يراد به العام فى وجه والخاص فى وجه، وبالعام يراد به الخاص، والظاهر يراد به غير الظاهر وكل ذلك يعرف من أول الكلام أو وسطه أو آخره وتتكلم بالكلام ينبئ أوله عن آخره أو آخره عن أوله، وتتكلم بالشيء يعرف بالمعنى كما يعرف بالإشارة، وتسمى الشيء الواحد بأسماء كثيرة، والأشياء الكثيرة باسم واحد، وكل هذا معروف عندها لا ترتاب فى شيء منه هي ولا من تعلق بعلم كلامها. فإذا كان كذلك فالقرآن فى معانيه وأساليبه على هذا الترتيب، فكما أن لسان بعض الأعاجم لا يمكن أن يفهم من جهة لسان العرب، كذلك لا يمكن أن يفهم لسان العرب من جهة فهم لسان العجم لاختلاف الأوضاع والأساليب. والذي نبه على هذا المأخذ فى المسألة هو الشافعي الإمام فى رسالته الموضوعة فى أصول الفقه وكثير ممن أتى بعده لم يأخذها هذا المأخذ فيجب التنبه لذلك، وبالله التوفيق)).

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:26 ص]ـ

يشير الشاطبي رحمه الله إلى قول الإمام الشافعي في الرسالة:

(( .... فإنما خاطب الله بكتابِه العربَ بلسانها على ما تعرف من معانيها، وكان مما تعرف من معانيها اتساع لسانها، وأن فطرته أن يخاطب بالشيء منه عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر، ويستغني بأول هذا منه عن آخره، وعاما ظاهرا يراد به العام ويدخله الخاص، فيستدل على هذا ببعض ما خوطب به فيه، وعاما ظاهرا يراد به الخاص، وظاهر يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره فكل هذا موجود علمه في أول الكلام أو وسطه أو آخره، وتبتدئ الشيء من كلامها يبين أولُ لفظها فيه عن آخره، وتبتدئ الشيء يبين آخرُ لفظها منه عن أوله، وتتكلم بالشيء تعرفه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ كما تعرف الإشارة ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها لانفراد أهل علمها به دون أهل جهالتها)).

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:28 ص]ـ

وقال أبو زكريا أحمد بن فارس في كتابه الصاحبي في فقه اللغة:

((القرآن نازل بلغة العرب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عربي، فمن أراد معرفة ما في كتاب الله جل وعز وما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل كلم غريب، أو نظم عجيب، لم يجد من العلم باللغة بدا ... ولسنا نقول: إن الذي يلزمه من ذلك الإحاطة بكل ما قالته العرب؛ لأن ذلك غير مقدور عليه، ولا يكون إلا لنبي، كما قلناه أولا، بل الواجب علم أصول اللغة والسنن التي بأكثرها نزل القرآن، وجاءت السنة، فأما أن يكلف القارئ أو الفقيه أو المحدث معرفة أوصاف الإبل، وأسماء السباع، ونعوت الأسلحة، وما قالته العرب في الفلوات والفيافي، وما جاء عنهم من شواذ الأبنية، وغرائب التصريف فلا))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير