تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمن الشعراء من يجود في المدح دون الهجو، ومنهم من يبرز في الهجو دون المدح، ومنهم من يسبق في التقريظ دون التأبين، ومنهم من يجود في التأبين دون التقريظ، ومنهم من يغرب في وصف الإبل أو الخيل أو سير الليل أو وصف الحرب أو وصف الروض أو وصف الخمر أو الغزل، أو غير ذلك مما يشتمل عليه الشعر، ويتداوله الكلام.

وقال أيضاً: نظم القرآن يتساوى بلاغة

وقد تأملنا نظم القرآن فوجدنا جميع ما يتصرف فيه من الوجوه التي قدمنا ذكرها على حد واحد، في حس النظم، وبديع التأليف والرصف، لا تفاوت فيه. ولا انحطاط عن المنزلة العليا، ولا إسفال، إلى الرتبة الدنيا.

وقال أيضاً: وهو أن كلام الفصحاء يتفاوت تفاوتاً بيناً في الفصل والوصل، والعلو والنزول، والتقريب والتبعيد، وغير ذلك مما ينقسم إليه الخطاب عند النظم، ويتصرف فيه القول عند الضم والجمع.

ألا ترى أن كثيراً من الشعراء قد وصف بالنقص عند التنقل من معنى إلى غيره، والخروج من باب إلى سواه، حتى أن أهل الصنعة قد اتفقوا على تقصير البحتري مع جودة نظمه وحسن وصفه في الخروج من النسيب إلى المديح، وأطبقوا على أنه لا يحسنه ولا يأتي فيه بشيء وإنما اتفق له في مواضع معدودة خروج يرتضى، وتنقل يستحسن.

وكذلك يختلف سبيل غيره عند الخروج من شيء إلى شيء، والتحول من باب إلى باب.

وقال أيضاً: كلام الجن ومخاطباتهم في مستوى فصاحة العرب

قال أيضاً: وهو أنه [القران] سهل سبيله، فهو خارج عن الوحشي المستكره، والغريب المستنكر وعن الصنعة المتكلفة، وجعله قريباً إلى الإفهام، يبادر معناه لفظه إلى القلب، ويسابق المغزى منه عبارته إلى النفس.

وقال أيضاً: كلام فصحاء العرب لا يخلو من هنات

وقال في القرآن كلام موزون ولكنه غير مقفى

فإن قيل: في القرآن كلام موزون كوزن الشعر وإن كان غير مقفّى، بل هو مزاوج متساوي الضروب، وذلك آخر أقسام كلام العرب.

قيل: من سبيل الموزون من الكلام أن تتساوى أجزاؤه في الطول والقصر والسواكن والحركات، فإن خرج عن ذلك لم يكن موزوناً كقوله:

رب أخٍ كنتُ به مغتبطاً

أشدُّ كفّي بِعُرى صحبته

تمسكاً مني بالودّ ولا

أحسبُهُ يزهدُ في ذي أملِ

تمسكاً مني بالودّ ولا

أحسَبُهُ يُغَيِّرُ العهدَ ولا

يحُول عنه أبدا

فخابَ فيه أَمَلي

وقال أيضاً: القرآن ليس من قبيل الشعر ولا توافرت فيه شروطه

وأما ما في القرآن من السجع فهو كثير، لا يصح أن يتفق كله غير مقصود إليه، ويبنون الأمر في ذلك على تحديد معنى السجع.

تعريف السجع

قال أهل اللغة: هو موالاة الكلام على وزن واحد، قال ابن دريد: سجعت الحمامة معناها رددت صوتها.

قيل القرآن مختلط من أوزان كلام العرب

فإن قال قائل: القرآن مختلط من أوزان كلام العرب، ففيه من جنس خطبهم، ورسائلهم، وسجعهم، وموزون كلامهم الذي هو غير مقفى، ولكنه أبدع فيه ضرباً من الابداع لبراعته وفصاحته.

نفذ لامية البحتري

ونحن نعمد إلى بعض قصائد البحتري، فنتكلم عليها، كما تكلمنا على قصيدة امرئ القيس، ليزداد الناظر في كتابنا بصيرة، ويستخلص من سر المعرفة سريرة، ويعلم كيف تكون الموازنة، وكيف تقع المشابهة والمقاربة، ونجعل تلك القصيدة التي نذكرها أجود شعره.

أجود قصيدة للبحتري: سمعت الصاحب إسماعيل بن عباد يقول: سمعت أبا الفضل ابن العميد يقول: سمعت أبا مسلم الرستمي يقول: سمعت البحتري يذكر أن أجود شعر قاله:

أهلاً بذلكم الخيال المقبل ............. الخ

ألخلاصه ألخلاصه لما تقدم

إن كتاب الباقلاني كتاب بلاغي من حيث أخذه لجانب الإعجاز والبحث في الأدلة والرد على المخالفين.

وكتاب نقدي من حيث المقارنة والموازنة التي أجراها بين ألفاظ الشعر والخطابات وألفاظ القران الكريم.

ومن حيث الأسلوب القراني وأساليبه وبين كلام العرب.

حيث تكلم على الفصاحة في الشعر وجودته وفي نفس الأمر قام بمفاضلة ما بين الأبيات الشعرية لهذا نقد لامية البحتري وهي أجود قصائده كما استشهد بقوله ..

وكذلك نقده لأسلوب الجاحظ وطريقته ..

إذاً هو ناقد للشعر والخطب والمؤلفات لينتهي إلى القول بان القران الكريم معجزه في كل شيء خلاف ما في شعر الشعراء

جعل كما قال اخينا إثبات أن القرآن هوالنموذج الأعلى الذي قهر البلغاء وطأطأ رؤوس الفصحاء وأنه المثال الذي لابد أن يحتذى في التعبير ومن هنا كان الكتاب وغيره كتابا نقديا إذ إن أسلوب القرآن هوالميزان النقدي للأساليب بعامة

فجعل من القران الكريم معيار يزن به كلام الغير بعدما اثبت لهم انه معجزه في كل شيء ولا يعتريه ما يعتري الشعر من جنس النقائص والاختلاف مطلقا

وقال الباقلاني: تبين بخروجه عن أصناف كلامهم وأساليب خطابهم أنه خارج عن العادة، وأنه معجز، وهذا خصوصية ترجع إلى جملة القرآن، وتميز حاصل في جميعه

والحمد لله رب العالمين


المقدمه المنطقية التي لا يسع الطالب جهلها (خاص طلبة الأصول) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/multipage.gif 1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475) 2 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475&page=2) )
قال الشنقيطي: ثوراً هائجاً يعين على طلب العلم. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150043)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير