تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فبعض الأخوة ينقل قواعد وأصول عن النووي أو إبن حجر أو الشاطبي أو إبن الجوزي ونحوهم دون أن يتثبت مما يقولون، وينسى أنّ هؤلاء الأئمة رحمهم الله وعفا عنهم زلت أقدامهم في العقيدة للأسف، وأخذوا بأصول من أصول المبتدعة

فعليك بشيخ الإسلام إبن تيمية (فإنه يكفيك)

ـ[أمجد فلاح]ــــــــ[07 - 04 - 09, 06:24 م]ـ

أخي الفاضل شكرا على حسن الجواب و زادك الله علم و فقه

و لكن لقد تظاربت الاقوال في هذه المسالة حتى عند أهل الأثر و لم أخرج منها بجواب وافي يطمأن له القلب

قال الشيخ ناصر بن محمد الماجد

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

في سؤال طرح عليه بخصوص مسألة المجاز في القران

السؤال

ما حكم تأول المجاز عند تفسير القرآن فنقول مثلا عند تفسير قوله تعالى: ((إن الأبرار لفي نعيم)) إن استعمال النعيم في الآية مجاز؛ لأن النعيم لايحلَّ فيه الإنسان لأنه معنى من المعاني، وإنما أطلق فيه الحال وأريد المحل، وهل يعتبر المجاز في القرآن من باب القول على الله بغير علم؟

الجواب

مسألة تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز من المسائل التي نقل الخلاف فيها قديماً، وجماهير أهل العلم من المفسرين، والأصوليين، وأهل اللغة على إثباته، ولايفرقون بين مورده في اللغة، ومورده في القرآن الكريم، وفيهم أئمة لهم قدم صدق في تقرير عقيدة السلف والذود عنها.

والذين ذهبوا إلى نفي المجاز -خصوصاً من أهل السنة- حملهم على ذلك مارأوه من تسلط المبتدعة بدعوى المجاز على نصوص الوحيين، فعطلوها عن دلالاتها في مسائل الغيبيات، وصفات الخالق -عز وجل- خصوصاً.

وفي الحق، فإن القول بالمجاز لاخطر وراءه، ذلك أن الأصل في الكلام أن يحمل على حقيقته إلا بقرينة بإجماع أهل العلم، ولا قرينة تصحّح قول المعطل، وإنما أُتوا من توهّم كيفيات معينة لتلك النصوص، ثم سلّطوا التأويل عليها لدفع توهمهم الفاسد. على أن تلك الأخبار المتعلقة بالله -تعالى- لاتقبل دعوى المجاز من جهة اللغة وتراكيب الكلم، وهذا مبسوط تقريره في كلام أهل السنة -والحمد لله-.

والمقصود أنه لاضير من القول بالمجاز، ولايعدّ من القول على الله بغير علم، إذ القرآن الكريم نزل بلغة العرب، فجرى على طرائقهم في التعبير، وأساليبهم في تركيب الكلم، وإنما يكون قولاً على الله بغير علم إذا تعلق بأمور غيبية لاتدرك، ولم تشاهد تُعطل عن ظواهرها، ويُلحد فيها.

بقي أن يقال: إن الأسلوب المجازي ضرورة لبقاء أي لغة وحياتها، إذ الألفاظ وإن كثرت فهي محدودة لا تستوعب كل ما يطرأ من المعاني في حياة الناس، ومن تأمل هذا الأمر زال عنه - بإذن الله - كل تردد في هذه المسألة، والله ولي التوفيق.

ـ[أبو عبدالله ومحمد]ــــــــ[20 - 12 - 09, 10:58 ص]ـ

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وسلم وبعد , اخوتي وأخواتي , قد اطلعت على بعض كتب البلاغة وبعض كتب الأصول فوجدت أن جميع الأمثلة التي استشهدوا بها على أنها مجاز , لها مسالك بلاغية ولغوية وتفسيرية أوضح وأصح من مجرد وصفها بالمجاز , وفيما يلي عرض لتلك الأمثلة والإجابة عليها بما فتح الله علي به:-

قال الله تعالى (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ رِزْقاً) غافر-13

قال المثبتون للمجاز: أي سبب الرزق. وجواباً على ذلك أنه جاء في آية أخرى , (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) يونس-31. قال القرطبي: "من السماء" أي بالمطر. "والأرض" بالنبات.

وقال تعالى: (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ) البقرة -19 , قالوا أطلق الكل وأراد الجزء والإجابة على ذلك , قال السيوطي في علوم القرآن: "في" تأتي بمعنى "على" مثل قوله تعالى (وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) طه -71 , أي على جذوع النخل.

وقوله تعالى: (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ) النساء-43. قالوا هذا مجاز لأن "الغائط" في الاصل تطلق على المكان المنخفض والإنسان إذا جاء من مكان منخفض لا ينتقض وضوءه. والإجابة على ذلك أن هذا كناية عن التغوط وليس مجاز. فإن الكناية عند البلاغيين لا تمنع المعنى الأصلي ولكنه غير مراد مع القرينة. مثل قولهم "زيد كثير الرماد" كناية عن الكرم , وهذا لا يمنع أن يكون بالفعل كثير الرماد.

وقوله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ) الإسراء-24 , قالوا هذا مجاز لأن الذل ليس له جناح , والإجابة على ذلك أن الجناح بالنسبة للإنسان الجانب. والكل في موضعه حقيقة.

بنى له الامير قصراً. قالوا هذا مجاز لأن الأمير لايبني بنفسه. والإجابة على ذلك , هذا المثال فيه إيجاز حذف والتقدير بنى له الامير قصراً بواسطة عماله. قد يكون الحذف في هذا المثال لسببين , لأنه مفهوم أن الأمير لا يبني بنفسه والسبب اللآخر هو حتى لا يلتبس الضمير في "عماله".

وأنا لا أقول بأن كل من يثبت وجود المجاز في القرآن والسنة عنده خلل في العقيدة , لأن من أهل السنة والجماعة من يثبت وجود المجاز في القرآن والسنة , ولكنهم لا يرونه يقع في الصفات والغيبيات. ولكن الأسلم نفيه , والسلامة لا يعادلها شيء , لأن المجاز فيه مزلة. وأنا أنصح الإخوة والأخوات إذا وجد آية أو حديث صحيح أو حسن وقيل بأن فيه مجاز أن يعتقد أن الكل في موضعه حقيقة ويقول كما قال الشافعي رحمه الله (آمنت بالله وماجاء عن الله على مراد الله وآمنت برسول الله وماجاء عن رسول الله على مراد رسول الله) وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير