تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أمرهما وانصرف عنهما وكادت البلاد لعدم الإقبال عليهما أن تخلو منهما، وليس لذلك سبب إلا سوء الترتيب وتخليط التفصيل والتبويب) (8).

قلت قال طاهر الجزائرى: (واعلم أن طريقة الخليل لها موقع عند الذين يرون أن الكلمات التي تشترك في الحروف وإن اختلفت في الترتيب لابد أن يكون لها معنى مشترك بينها هو جنس لأنواع موضوعاتها وذلك مثل "كلم" و "كمل" و "مكل" و "ملك" و "لكم" و "لمك"، فإن لها معنى يجمع بينها وهو القوة والشدة) (9).

@ الطريقة الثانية: طريقة الجوهري صاحب كتاب "الصحاح" قلت: قال طاهر الجزائري: ( ... فإنه رتب كتابه على حروف المعجم على النسق المعروف في المشرق، غير أنه جعل الآخر للباب والأول للفصل فكل كلمة يكون آخرها ألفاً مثل: "بدأ" يذكرها في الباب الأول وهو باب الألف ويسميها بالألف المهموزة احترازا على الألف اللينة التي هي أحد حروف المد، وكل كلمة يكون آخرها باء مثل: "أب" يذكرها في الباب الثاني وهو باب الباء ولم يزل يجري على هذا الترتيب حتى وصل إلى الحرف الأخير وهو حرف الياء. (وقد جعل كل باب ثمانية وعشرين فصلا، جعل الفصل الأول منها لما يكون أوله همزة، والفصل الثاني لما يكون أوله باء إلى أن وصل إلى الآخر، غير أن بعض الأبواب قد تكون فصولها أقل من ثمانية وعشرين وهو الأكثر كباب الراء فإنه لا يوجد فيه فصل اللام لعدم وجود كلمة في العربية أولها لام وآخرها راء. وأقل الأبواب فصولا باب الظاء فإن فصوله ستة عشر. إذا عرفت هذا تعرف أن مثل: "برى" و "بغى" يذكرها في فصل الباء من باب الياء وذلك آخر الكتاب، وأن مثل "برء" و "بطء" يذكر في فصل الباء من باب الألف وذلك في أول الكتاب، وقد جرت عادته في الفصل أن يراعي ما بعد الأول في الترتيب فيقدم "سأر" على "سبر"، وهي على "ستر" ويقدم "خردل" على "خزعل" و "عبقر" على "عبهر" (10)، وقد قال هذا الإمام الجوهري في مقدمة كتابه "الصحاح": (الحمدلله شكرا على نواله، والصلاة على محمد وآله، أما بعد: فإني قد أودعت هذا الكتاب ما صح عندي من هذه اللغة التي شرَّف الله تعالى منزلتها، وجعل علم الدين والدنيا منوطا بمعرفتها، على ترتيب لم أسبق إليه، وتهذيب لم أغلب عليه، في ثمانية وعشرين بابا وكل باب منها ثمانية وعشرون فصلا على عدد حروف المعجم وترتيبها، إلا أن يهمل من الأبواب جنس من الفصول، بعد تحصيلها بالعراق رواية، وإتقانها دراية، ومشافهتي بها العرب العاربة في ديارهم بالبادية، ولم آل في ذلك نصحا، ولا ادخرت وسعا، نفعنا الله وإياكم به) (11).

وعلى طريقة الجوهري سلك الإمام رضي الدين الحسن الصغاني في كتابيه "العباب" و "التكملة" والإمام جمال الدين في كتابه "لسان العرب".

@ الطريقة الثالثة: طريقة الجمهور: قال طاهر الجزائري في كتابه "الكافي في اللغة": (وقد رتب السالكون عليها كتبهم على حروف المعجم معتبرين فيها أوائل الكلم فيذكرون في الباب الأول وهو باب الألف ويراد بها هنا الهمزة كل كلمة في أولها ألف مثل "أب" و"ألو" و "أبي"، وفي الباب الثاني وهو باب الباء كل كلمة في أولها باء مثل: "بر" و"بري" ولا يزالون على هذا النهج إلى أن يصلوا إلى النهاية وهي باب الياء. وقد جعلوا كأصحاب الطريقة الجوهرية في كل باب فصولا ناظرين فيها إلى ثواني الكلم فيذكرون في الفصل الأول ما يكون ثانيه همزة وفي الثاني ما يكون ثانيه باء وفي الفصل الثالث ما يكون ثانيه تاء ولا يزالون على ذلك إلى أن يصلوا إلى النهاية. فالحرف الأول عند هؤلاء كالحرف الأخير عند الجوهري والحرف الثاني عندهم كالحرف الأول عنده، فمثل: "أبي" تذكر عندهم في أول الكتاب في فصل الباء من كتاب الألف، وتذكر عند الجوهري في آخر الكتاب في فصل الألف من كتاب الياء، ويقدمون بعض كلمات الفصل على بعض بالنظر إلى ما بعد الحرف الثاني فيذكرون "برج" مثلا قبل "برنج" قبل "برزخ" و "عندل" قبل "عندم" و "سنبك" قبل سندس، وعلى هذه الطريقة جرى ابن فارس في "المجمل" والهروي في "الغريبين" والراغب الأصفهاني في "المفردات" والزمخشري في "اساس البلاغة" وابن الأثير في "النهاية"، قال ابن فارس صاحب كتاب "المجمل في اللغة": (وذلك أني خرجته على حروف المعجم وجعلت كل كلمة أولها باء في كتاب الباء حتى أتيت على الحروف كلها، فإذا احتجت إلى الكلمة نظرت إلى أول حروفها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير