تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم القاضي عياض (ت 544هـ) بعنوان (كتاب الشِّفا بتعريف حُقُوقِ المصطفى) وهو مطبوعٌ –أيضاً-، وهو كتاب جامع. وخرَّجَ أحاديثَهُ الحافظُ السُّيوطيُّ (ت 911هـ) في كتابه (مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا) وهو مطبوع، وشرحه عددٌ من العلماء ,منهم: علي القاري (ت 1014هـ) في (شرح الشفا) مطبوع، والخفاجي (ت 1069هـ) في كتابه (نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض)، ثم صنَّف الحافظُ ابنُ كثير (ت774هـ) كتابَهُ (شمائل الرَّسُول) وهو مطبوع3.

كتب السِّيرة المختصة

أمَّا كتبُ السِّيرةِ المختصَّة فإنَّها تلي -مِن حيثُ الدِّقَّة- القرآنَ الكريمَ و الحديثَ الشَّريفَ، ومما يُعطيها قيمةً علميةً كبيرةً أنَّ أوائلَها كُتبتْ في وقتٍ مُبكِّرٍ جِدَّاً، وعلى وجه التَّحديدِ في جيلِ التَّابعين حيثُ كانَ الصَّحابة موجُودين فلم يُنكروا على كُتَّابِ السِّيرة؛ مما يدلُّ على إقرارِهم لما كتبوه، وكانت محبتُهم للرسولِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وتعلَّقَهم به ورغبتَهم في اتباعِهِ وأخذهم بسنتِهِ في الأحكامِ سَبَباً في ذُيوعِ أخبارِ السِّيرةِ ومذاكرتهم فيها وحفظهم لها، فهي التطبيقُ العمليُّ لتعاليمِ الإسلامِ.

وكذلك فإنَّ التبكيرَ في كتابة السِّيرةِ قلَّل إلى حدٍّ كبيرٍ من احتمالِ تعرضها للتحريف أو للمُبالغةِ والتَّهويلِ أو للضياعِ4.

ومما لا شكَّ فيه أنَّ معظمَ أصل مادة كتب المغازي والسير، هي مروياتٌ مبثوثة في كتب السنة، حتَّى إن المحدِّثين عندما عَرَّفوا السنة، جعلوا السِّيرة جُزءاً منها. فقالُوا: (إنها كل ما أُثِرَ عن الرَّسُولِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صِفةٍ خَلْقيةٍ أو خُلُقيةٍ أو سيرةٍ).

وكما ذكرنا عند الكلام عن كتب الحديث باعتبارِها من مصادر السِّيرةِ، لمسنا ما تُكوِّنُهُ مادةُ السِّيرةِ من أجزاء في كتب الحديث. وكشأن العلومِ الإسلاميةِ المختلفةِ التي أخذتْ تنفردُ بالتَّخصصِ في جوانبَ مُعيَّنةٍ، فقد أخذَ بعضُ العلماءِ – وهم أصلاً محدثون- في إفراد السِّيرةِ باهتمامٍ خاص وكتب خاصة.

ومن أبرز المصادرِ التي وصلت إلينا في السِّيرة:

(سيرة ابن هشام): وهي تهذيبٌ لسيرة ابن إسحق، حيث حذف ابنُ هشام منها كثيراً من الإسرائيلياتِ والأشعارِ المنتحلةِ, وأضاف إليها معلوماتٍ في اللُّغةِ والأنساب، مما جعلها – بعد التهذيب- تنالُ رِضا جمهورِ العلماء، فليس من مؤلَّفٍ بعده إلا كان عِيالاً عليه. والحقُّ أنَّ الصُّورةَ التي تُعطيها مغازيه عن حياةِ الرَّسُولِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- تقتربُ إلى حدٍّ كبيرٍ مما أوردتْهُ كتبُ الحديثِ الصَّحيحةِ, مما يُعطي سيرتَهُ توثيقاً كبيراً. وقد شرح سيرةَ ابنِ هشامٍ الحافظُ السُّهيليُّ (ت 581هـ) في كتابِهِ (الرَّوضُ الأُنُف) وهو مطبوع.

ومنها (جوامع السِّيرةِ) لابن حزم الظاهري (ت 456هـ): وقد تخلَّى عن طريقةِ ذكر الأسانيد، ولم يُشرْ إلى مصادرِه، ورجَّح بين الرِّوايات ,وأثبتَ في كتابِهِ ما اختارَهُ وحقق في تواريخِ الأحداثِ, وغلبتْ عليه طريقةُ التلخيصِ فجرَّدَ السِّيرةَ من الأشعارِ والقصصِ.

ومنها (عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير) لابن سيد الناس (ت 734هـ): وهو مُحدِّثٌ ثِقةٌ، وثَّقَهُ الذَّهبيُّ وابنُ كثيرٍ، وقد أكثرَ فيه النَّقلَ عن كتب الحديثِ إلى جانبِ كتب المغازي التي سبقتْهُ، وقد ذكر مصادرَهُ في مُقدمةِ كتابِهِ.

ومنها (زاد المعاد في هدي خير العباد) لابن قيم الجوزية (ت 751هـ): وهو من أعلام العلماء في عصرِهِ، وكتابُهُ نفيسٌ في الشَّمائلِ والآدابِ والفقه والمغازي، فهو مزيجٌ من ذلك كلِّه.

ومنها (السِّيرة النَّبَويَّة) للحافظ الذَّهبيّ (ت 748هـ): وهو مؤلِّفٌ ثِقةٌ يمتلك عقليةً ناقدةً جيدةً ,وخاصة في استخدامِ قواعدِ المحدِّثين التي يُعتبر من أهلِ الاستقراءِ التامِّ فيها، وقد اقتصر على نقدِ بعضِ الرِّواياتِ في كتابِهِ هذا.

ومنها (إمتاع الأسماع) للمقريزي: وهو ثقةٌ، وقصدَ الاختصارَ وتخلَّى عن ذكرِ الإسناد، وقال السخاويُّ -عن (الإمتاع) -: (فيه الكثيرُ مما يُنتقد).

ومنها (المواهب اللدنية بالمنح المحمدية) لأحمد بن محمد القسطلاني (ت 923هـ).

ومنها (شرح المواهب اللدنية) لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت 1122هـ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير