[أقصى المسلمين وهيكل اليهود ـ "منقول"]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 06 - 07, 02:50 م]ـ
أقصى المسلمين وهيكل اليهود
الحق والملكية في إطار السياق التاريخي وإشكاليات الصراع الحاضر
إعداد/ محمد الحلايقة
"لا يوجد شعب فلسطيني ... وكأننا نحن الذين جئنا لإخراجه من دياره والاستيلاء على بلده. فهم (الفلسطينيون) لا وجود لهم .. ".
رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة جولدا مائير في تصريح لصحيفة الصنداي تايمز اللندنية بتاريخ 15/ 5/1969
"كانت حياة العبرانيين في فلسطين تشبه حالة رجل يصر على الإقامة وسط طريق مزدحم، فتدوسه الحافلات والشاحنات باستمرار … ومن البدء حتى النهاية لم تكن مملكتهم سوى حادث طارئ في تاريخ مصر وسوريا وأشور وفينيقيا، ذلك التاريخ الذي هو أكبر وأعظم من تاريخهم". المؤرخ هـ. ج ولز في كتابه "موجز التاريخ"
تقديم:
تطور الجدل وتعددت مظاهر الصراع التاريخي والعقائدي بين المسلمين واليهود حول أحقية كل من الطرفين في امتلاك البقعة المقدسة التي يجثم عليها المسجد الأقصى المبارك منذ حوالي أربعة آلاف عام حيث بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد بنائه للمسجد الحرام في مكة المكرمة بأربعين سنة.
في إطار هذا الجدل، يثير اليهود الشكوك حول المسجد الأقصى المبارك وما حوله، وأنه بني فوق أرض يهودية وعلى أنقاض الهيكل المقدس الذي كان يشكل رمزاً للهوية اليهودية ومعلماً دينياً ووطنياً لهم في زمن من العصور الغابرة. وقد جند اليهود ومن أجل تأكيد هذه الشكوك، الكثير من الطاقات والمقدرات والإمكانات البشرية والمادية، لتصبح بعدئذٍ حقائق دينية أكيدة لدى جمهور كبير من اليهود الذين صبغت عقولهم بعنصرية دينية مارقة، وجبلت أذهانهم على حب الانتقام من الآخر، واستغلال كل فرصة وامتطاء أية وسيلة مهما كانت من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو تدمير الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، مستمدين عزيمتهم وإصرارهم من وحي عبارات تلمودية وتوراتية صاغها كبار حاخاماتهم وزعاماتهم الدينية، وغيروا وبدلوا فيها عبر كل عصر، حتى قيل أن التوراة دخلها أكثر من ثلاثمائة تحريف.
تم صياغة الفكر اليهودي المشوه في صحائفهم المزورة إلى حقائق مادية على أرض الواقع، تتمثل بمجموعات كبيرة من الشبان العنصريين الذين غرسوا وتربوا وترعرعوا على فكرة واحدة، وهي "بناء الهيكل لخلاص (إسرائيل) "، فكان هؤلاء الشبان هم الحصان الذي امتطى عليه كبار الحاخامات من أجل تغيير معالم المنطقة المقدسة تمهيداً للحدث الكبير، سواء كان ذلك بوساطة الحفر لتقويض أركان المسجد الأقصى، أو بالاعتداء الوحشي والمتكرر على المصلين المسلمين الذين يؤكدون على قدسية وإسلامية هذا المكان خمس مرات في اليوم الواحد.
وعلى الطرف الآخر، يقف المسلمون من أهل القدس وفلسطين، ينظرون ويتابعون بعين الريبة والخوف كل ما يجرى وهم يقدمون الروح والدم من أجل الإبقاء على المسجد الأقصى رمزاً دينياً ربط - وما زال- بين المسجد الحرام والسماء، وليس بمقدورهم إلا الهتاف بالحنجرة (أقصانا لا هيكلهم .. أقصانا لا هيكلهم).
فلسطين أرض عربية:
يرجح المؤرخون أن أول من سكن فلسطين هم الكنعانيون، وهي القبائل العربية السامية التي نزحت من الجزيرة العربية (الساحل الغربي للخليج العربي)، وتمركزت في فلسطين، فدعيت هذه الأرض باسم (أرض كنعان)، ليكون بذلك أول اسم تحمله فلسطين. وبقيت للكنعانيين السيادة ما يقرب من ألف وخمسمائة سنة، أي من 2500 ق. م إلى نحو 1000 ق. م، حين تمكن اليهود من إعلان مملكتهم.
ولعل فلسطين أقدم بقاع الأرض التي عرفت التوحيد، عندما هاجر إليها سيدنا إبراهيم ( u) قادما من العراق في نحو عام 1805 ق. م، ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط وغيرهم ليعمل على نشر دعوته، وهي الدعوة الحنفية السمحة، كما جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم: (ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين) (آل عمران: 67).
ويذهب المؤرخون إلى أن اليهود كانوا أدنى حضارة ورقياً من الكنعانيين وأنهم اقتبسوا من هؤلاء الكثير من حضارتهم وثقافتهم وآدابهم وطقوسهم، وأن ما شيد في عهد اليهود من قصور وهياكل إنما تم بمساعدة الفينيقيين.
¥