تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[جهود العلماء والأدباء في استنقاذ القدس من الصليبيين]

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[17 - 04 - 07, 11:17 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[جهود العلماء والأدباء في استنقاذ القدس من الصليبيين]

عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

من يطلع على التاريخ يجد تشابهاً إلى حد كبير بين الفترات التاريخية، فالصراع بين الغرب النصراني والشرق المسلم بدأ من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وسيستمر إلى نزول عيسى عليه السلام، كما نجد أن المسلمين إذا كانت قلوبهم متحدة قبل أبدانهم فإن عدوهم لا يجرؤ على التحرش بهم؛ لأنه يعرف عاقبة ذلك، وأما عند التفرق فإن العدو ينقض عليهم انتهازاً لهذه الفرصة التي قد لا تتكرر. وبعد هذا الإجمال نورد شيئاً من فوائد دراسة التاريخ؛ ليكون ممهداً لهذه الدراسة، فمن فوائد معرفة التاريخ: 1 - تثبيت قلوب المؤمنين، قال تعالى: وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى" للمؤمنين (120) {هود: 120}، قال الجنيد رحمه الله: " الحكايات جند من جند الله عز وجل يقوي بها إيمان المريدين" (1) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#1-). 2- أنها سبيل إلى معرفة سير أهل الصلاح والاقتداء بهم قال تعالى: أولئك الذين هدى الله فبهداهم \قتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى" للعالمين 90 {الأنعام: 90}، قال أبو حنيفة رحمه الله: " الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم" (2) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#2-). كما أنها سبيل لمعرفة سير أهل الضلال والخيانة لأمانتهم، ومن قدموا دنياهم على أخراهم، وكيف أنهم خسروا دنياهم بسوء العاقبة وسوء الذكر حتى إنهم لا يزالون يشتمون ما دامت مخازيهم مسطرة في كتب التاريخ. 3 - أنها سبيل إلى أخذ العبر والدروس من السابقين قال تعالى: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى" ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون 111 {يوسف: 111}، وما أصدق الشاعر حين يقول: اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ... ضل قوم ليس يدرون الخبر 4 - معرفة السنن الكونية من سنن التمكين والنصر، ونهاية الظالم، ونصر المؤمنين الصادقين ولو بعد حين، كما قال تعالى: أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر 43 {القمر: 43}، وقال سبحانه: وكذلك ننجي المؤمنين 88 {الأنبياء: 88}، وقال جل وعلا: وهل نجازي إلا الكفور 17 {سبأ: 17}. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "وقد قص الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر ما مضى من خلق المخلوقات وذكر الأمم الماضين، وكيف فعل بأوليائه، وماذا حلَّ بأعدائه، وبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً شافياً" (3) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#3-). ولما في القصص التاريخي من فوائد وعبر فإننا نجد أن الله سبحانه قص في كتابه كثيراً من القصص للأنبياء وغيرهم، قال تعالى: كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا 99 {طه: 99}. وقال سبحانه: ذلك من أنباء القرى" نقصه عليك منها قائم وحصيد 100 {هود: 100}. والقصص القرآني أحسن القصص كما قال جل وعلا: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين 3 {يوسف: 3}، وهذا يدل على أهمية القصص التاريخية المليئة بالدروس والعبر. ومن أحلك الفترات، وأشد المصائب التي مرت على المسلمين؛ فأبكت العيون، وأثارت الشجون، وأثرت في النفوس مصيبة استيلاء النصارى على أولى القبلتين، وثالث المسجدين، فقد استغل الصليبيون فرصة وجود عوامل الهزيمة في المسلمين فانقضوا مدمرين من يقف أمامهم بوحشية لا توصف، ولشبه تلك الفترة بأحوال المسلمين في الوقت الحالي من تحالف بين الصليبيين واليهود، واحتلال للأراضي المقدسة أحببت أن أسلط الضوء على تلك الفترة الحالكة من تاريخنا، وكيف انقلب الظلام شيئاً فشيئاً إلى نور مشع بالنصر والتمكين، وكيف لم يأتِ ذلك النصر إلا بتعب وجهود مضنية من المصلحين؛ علَّنا ندرك ذلك فنتبع طريق الإصلاح الموصل إلى النصر. أسباب استيلاء النصارى على أراضي المسلمين ومنها القدس: استمرت الحروب الصليبية قرابة المائتي عام من (491 - 690) ه، وكان الذي تولى كبرها البابا أوربانس بعد أن قدم إليه رجل فرنسي اسمه (بولس السائح)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير