لقد قدّمت اللّوحات السومرية والأكادية التي وقع العثور عليها في ما كان يسمّى قبل أربعة آلاف سنة ببلاد ما بين النهرين معلومات ثمينة تدلّ على مساهمة العمانيين آنذاك الأساسية والفاعلة في تطوير التجارة انطلاقا من مجّان دون إغفال دور دلمون التي أثبتت الحفريات أنها بلاد البحرين اليوم في ربط الصلة بين أصقاع آسيا المتباعدة والمترامية الأطراف. ولا غرابة إذن أن تذكر حضارة مجان "عمان اليوم" في إحدى لوحات بابل القديمة يعود تاريخها إلى 2300 عام قبل الميلاد وأن يذكرها سارجون – ملك آكاد – وأوّل إمبراطور في التاريخ معبّرا عن افتخاره واعتزازه بها.
أمّا في العصر الإسلامي فيسجّل التاريخ أنّ عثمان بن أبي العاص قد استعان بالقوّة البحرية العمانية سنة 16 هـ / 636 م عندما انطلق من صحار ومسقط بحملة ناجحة على ساحل الهند الغربي، هذه القوّة التي بدأت شيئا فشيئا تحلّ محلّ الفرس في القرن الثاني للهجرة أي منتصف القرن الثامن للميلاد حيث تذكر المصادر التاريخيّة أنّ أوّل عربي قام برحلة إلى الصين هو تاجر عماني يدعى أبو عبيدة عبد الله بن القاسم وكان ذلك حوالي عام 133 هـ / 750 م ليشتري الصبار والأخشاب وما أن جاء القرن الرابع الهجري حتّى بسط الملاحون العمانيون نفوذهم على التجارة البحريّة مع الشرق الأقصى وإفريقيا الشرقية بسطا كاملا ويذكر المسعودي صاحب "مروج الذهب" الذي شارك الملاحين العمانيين في بعض رحلاتهم التجارية في أقاصي الشرق أنّ السفن العمانية كانت ترتاد بحار الصين والهند والسند وأفريقيا الشرقية واليمن والبحر الأحمر والحبشة ويذهب إلى أنّ الملاحين العمانيين هم الذين أبدعوا القصص والحكايات التي تولّدت عنها قصص السندباد البحري الشهيرة التي أصبحت الآن جزء من التراث العالمي.
وإذا كان المجال لا يسمح بعرض الإنجازات التقنية النوعية التي أضافها الملاحة العمانيون إلى وسائل الاستكشاف والمواصلات البحرية مثل تطويرهم للإبرة المغناطيسية الصينية والتي كانت نتيجة اجتهادات علماء الفلك العرب في القرنين الثالث والرابع هجريا، ما مكن من صنع أجهزة دقيقة كالإسطرلاب فإنّه لا بدّ من الإشارة إلى عبقرية أحد أهمّ علماء البحر في كلّ العصور هو الملاح العماني شهاب الدين أحمد بن ماجد صاحب كتاب "الفوائد في أصول البحر والقواعد" الذي استنجد به البرتغالي فاسكو دي جاما في القرن العاشر هجريا لِمَا وجده عنده من معرفة علمية دقيقة ليصاحبه مرشدا وقائدا لرحلته البحرية الشهيرة التى تعتبر أوّل رحلة تتم عبر المحيط بين أوروبا والهند.
فهل أنّ العمانيين الذين قادوا فاسكو دي جاما إلى الهند هم أنفسهم الذين قادوا كريستوف كولومبس إلى أمريكا إن لم يكن مباشرة فعن طريق الخرائط التي تركوها في خزانة قرطبة بعد سقوط العرب في الأندلس؟.
ليس ذلك مستبعدا – المسألة أثيرت باحتشام ولكن الضرورة العلمية والحضارية تستوجب إعادة فتح خزائن قرطبة والمكتبة الوطنية الاسبانية من جديد اقتفاء لخطوات كولومبس البحرية نحو أمريكا. من وجّهها وما هي البوصلة الحقيقية التي قادته إلى هنالك.
http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=20783
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[20 - 02 - 09, 10:57 ص]ـ
من الآثار الغريبة التي وقفت عليها ما ذكره أبو الشيخ في كتاب العظمة والخلال في الحث على التجارة
921 - حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب، حدثنا عباس الدوري، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا علي بن ثابت، حدثنا القاسم بن سلمان، قال: سمعت الشعبي، رحمه الله تعالى، يقول:
«إن لله عز وجل عبادا من وراء الأندلس كما بيننا وبين الأندلس، ما يرون أن الله تعالى عصاه مخلوق، رضراضهم الدر والياقوت، جبالهم الذهب والفضة، لا يحرثون، ولا يزرعون، ولا يعملون عملا، لهم شجر على أبوابهم لها ثمر هي طعامهم، وشجر لها أوراق عراض هي لباسهم»
ـ[خليل إبراهيم]ــــــــ[20 - 02 - 09, 11:05 ص]ـ
من نزل جزيرة بورتوريكو يجد العاصمة القديمة سان جوان على الطراز المغربي الأصيل وكانت بعض الأحجار الصخرية مكتوبا عليها لا غالب إلا الله باللغة العربية لكنها أزيلت عبر السنين والأيام. وعلى باب أحد المنازل بنفس المدينة فوق الباب وعلى جانبيه باللغة العربية على الفسيفساء الجميل نفس الكلام لا غالب إلا الله. وحكى لي أحد المغاربة الذين التقيته وزوجته من بورتوريكو بعد زواجه منها في واشنطن وانتقل عددا من السنوات إلى بورتوريكو أنه قام باصطحابها في رحلة إلى المغرب ولما التقت جدته من أمه ذكرت نفس اسم الجد الذي تحمله نفس الجدة المغربية. فاستغربت وقالت لها إنك تحملين نفس اسم جدي والذي هاجر منذ زمن إلى أسبانيا ولم نعلم عنه شيئا إلا ما جاءنا أنه حمل في سفينة إلى خارج أسبانيا ولم نعلم عنه شيئا. لكن شاءت إرادة الله تعالى أن ترجع الفتاة إلى أصولها وتعتز بإسلامها أسأل الله أن يبارك فيها وفي زوجها وذريتهما.
¥