تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 02 - 08, 09:07 م]ـ

أمثل هذا القياس لا يشوبه شائب عساكم تفضلتم علينا بعلمكم في هذه المسأله. وجزيتم عنا خيرا

هذا قياس فاسد بلا ريب. وذلك من وجوه:

- أولها أن عليا رضي الله عنه لم يمكن له في الأرض، بل ما زال الناس منتقضين عليه، منذ بيعته إلى مقتله. أما يزيد فقد كان له التمكين التام، ولو شاء أن يقتص من قتلة الحسين رضي الله عنه لما انتطح فيهم عنزان.

- الثاني: أن عليا رضي الله عنه إمام مجتهد، إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد. أما يزيد فليس من أهل الاجتهاد، فهو موزور لا مأجور، في حاليه معا.

- الثالث: أن عليا وعثمان والحسين رضي الله عنهم كلهم من الصحابة الأكابر الأفاضل. أما يزيد فرجل من عوام الناس، متفق على فجوره وظلمه.

- الرابع: إن من بدهيات الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة تعظيم الصحابة، والكف عما شجر بينهم. لذلك من تمام الأدب أن نكف عما وقع بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، فلا نسأل مثل هذه الأسئلة الغريبة (وهل اقتص علي من قتلة عثمان؟). أما ما وقع من مقتل الحسين رضي الله عنه في خلافة يزيد، فلنا أن نسأل ونبحث، إذ الأمر ليس بين الصحابة، وإنما بين صحابي جليل هو الحسين، وبين قتلته من الفجرة.

ومما يستأنس به في مشروعية هذا السؤال، كلام العالم الرباني أحمد ابن تيمية:

(والذي نقله غير واحد أن يزيد لم يأمر بقتل الحسين ولا كان له غرض في ذلك بل كان يختار أن يكرمه ويعظمه كما أمره بذلك معاوية رضي الله عنه ولكن كان يختار أن يمتنع من الولاية والخروج عليه فلما قدم الحسين وعلم أن أهل العراق يخذلونه ويسلمونه طلب أن يرجع إلى يزيد أو يرجع إلى وطنه أو يذهب إلى الثغر فمنعوه من ذلك حتى يستأسر فقاتلوه حتى قتل مظلوما شهيدا رضي الله عنه وأن خبر قتله لما بلغ يزيد وأهله ساءهم ذلك وبكوا على قتله وقال يزيد لعن الله ابن مرجانة يعني عبيد الله بن زياد أما والله لو كان بينه وبين الحسين رحم لما قتله وقال قد كنت أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين وأنه جهز أهله بأحسن الجهاز وأرسلهم إلى المدينة لكنه مع ذلك ما انتصر للحسين ولا أمر بقتل قاتله ولا أخذ بثأره .. ).

تنبيهات:

- مما يسوء السني السلفي أن يذكر الصحابة فلا يترضى عنهم، ويذكر الحجاج ويزيد فيترحم عليهما. وهذا لا يخرج إلا من قلب منكوس الفطرة.

- يزيد لا عصمة له في الشرع، إلا العصمة التي لآحاد الفجار من المسلمين. أما أبوه معاوية فصحابي جليل لا يحل التطرق إليه بأدنى سوء.

- الرد على الرافضة لا يكون بتعظيم يزيد والحجاج وأضرابهما، بل ذلك - على بطلانه في ميزان الشرع - يفضي إلى تثبيت مذاهب الرفض، وتسويغ مناهجهم الردية. فليتأمل.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 03 - 08, 03:57 ص]ـ

شيخنا الأمين ... ما كان مثلي أن يستدرك على مثلك ولكن قد هاجت نفسي أن أسألك مستوضحا أمثل هذا القياس لا يشوبه شائب عساكم تفضلتم علينا بعلمكم في هذه المسأله. وجزيتم عنا خيرا

أخي الحبيب وفقك الله

الملك المجاهد يزيد رحمه الله لم يأمر بقتل الحسين رضي الله عنه ولا أراده. ولما فعل عبيد فعلته الشنيعة، تأسف يزيد لما حصل وبكى على الحسين رضي الله عنه، ولعن عبيداً، لكنه لم يقدر أن ينتقم منه، لأن العراق كان مضطرباً جداً، وعبيد يتبعه أنصار أبيه في العراق، وقد رآى يزيد أنه لو قام بقتل هذا الجيش الذي قتل الحسين (وهو جيش من آلاف من أهل الكوفة) لانقلبت عليه عشائر العراق ولقامت فتنة عظيمة وتوقفت الفتوحات العظيمة التي كانت تحصل في عهده في المشرق والمغرب. وقد حدثت فتنة عظيمة في الحجاز بعد كربلاء بقليل، ولم يكن قادراً أن يشتت الجيش الشامي على أكثر من جبهة، وما كان يريد إيقاف الفتوحات، فلم يقم باستدعاء الجيش الذي على الثغور.

ومع ذلك نقول أنه أخطأ في موقفه. وقد كان أباه رضي الله عنه يطالب علياً رضي الله عنه بالإسراع بتقديم قتلة عثمان للعدالة. لكن علياً رفض بسبب أن هؤلاء القتلة هم من العشائر المؤيدة له. بل كان من ولاته وقادته من كان فيهم. فلو طبق الحد عليهم لانفضوا من حوله وانقلبوا عليه. لكن ما لبث ملكه إلا أن استمر بالتقلص حتى استشهد رحمه الله. وكذلك ملك أمية لما قصروا في تطبيق الحد الشرعي، ما لبث أن تقلص حتى كاد يفنى. وقد انتقم الله من قتلة عثمان كما انتقم من قتلة الحسين.

والذي يتأمل العلاقة بين بني هاشم وبني أمية، يجد أنها عادة كانت قائمة على المحبة. فالعلاقة كانت وثيقة بين مروان وابنه عبد الملك وبين بني هاشم. وكان ينهى الحجاج عن التعرض لهم، وكان كذلك يستعظمهم، حتى أنه لما بلغه أن الحجاج قد تزوج هاشمية، غضب وأمره بفراقها لأنه لم يره كفئاً لها. بل وكان رحمه الله يرى أن سبب محنة بني أمية بعد موت يزيد، هو تقصيرهم في طلب دم قتلة الحسين. كما أن الملاحظ أن بني هاشم لم يحملوا يزيداً مسؤولية دم الحسين. بل عندما خرج بعض شباب أهل المدينة على يزيد، لم يخرجوا معهم أبداً. وجيش الشام لم يتعرض لهم بل قام أمير الجيش بإكرامهم بأمر من يزيد. ولولا تساهل بني أمية الشديد مع بني هاشم، لما تمكن بنو العباس من الثورة عليهم.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير