تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعد قيام ثورة يوليو 1952م فقدت المحافل الماسونية الكثير من أعضائها الأغنياء العاملين بسب بالخوف أو الحرص على المصالح الشخصية، وتوقفوا عن حضور الاجتماعات، وحاولت المحافل الماسونية الاستفادة من الأحداث السياسية بإعلان التأييد مرة والتهليل مرات، ووصل بها الأمر إلى محاولة ضم الرئيس جمال عبد الناصر إلى صفوفهم، لكن جمال عبد الناصر ما لبث أن وجه لهم ضربةً قاصمة في إبريل 1964م عندما أغلق المحفل الماسوني بشارع طوسون بالإسكندرية ـ بعد وجود في مصر دام أكثر من قرنين من الزمان ـ لكونه يندرج تحت اسم جمعيات لا ربحية غير معلنة وغير مصرح بها، و ذلك ضمن سياساته المناهضة لحقبة النفوذ الاوربي، و المكرسة للنفوذ الامريكي.

وكان الدليل الأكثر ازعاجًا الذي استغلت الحكومة المصرية ـ آنذاك ـ اعتقال الجاسوس الصهيوني "إيلي كوهين" الذي نجح في خداع المخابرات السورية سنوات طويلة ثم اكتشفت حقيقته المخابرات المصرية لكونه مصري المولد وتاريخه معروف لدى مخابرات مصر.

ومضات عن الحملة الفرنسية:

1 - لفتت "الحملة الفرنسية على مصر" أنظار العالم الغربي لمصر وموقعها الاستراتيجي وخاصة إنجلترا، مما كان لهذه النتيجة محاولة غزو مصر في حملة فريزر (19 سبتمبر 1807) الفاشلة على رشيد بعد أن تصدى لها المصريون، بعد ذلك بسنوات قلائل.

2 - أثارت تلك الحملة شيئا من الوعي لدى شريحة من المثقفين في الدول العربية ـ لاسيما في مصر و الشام ـ و لفتت إنتباههم إلى وحدة أهداف المحتلين على اختلاف مشاربهم، و أنها تتلخص في طمس هويتها الاسلامية و من ثّمَّ امتصاص خيرات البلاد.

3 ـ يعد المؤرخون الغريون من أبرز نتائج الحملة الفرنسية فك رموز اللغة المصرية القديمة التي كانت غامضة بالنسبة للعالم على يد العالم الفرنسي شامبليون، بعد اكتشاف حجر رشيد.

ألاَّ أن الترجمة الإنجليزية لكتاب العالم المسلم ابن وحشية النبطي في كتابه الموسوم بـ "شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام " و الذي كان قد فك فيه رموز الهيروغليفية قبل ذلك بزمن بعيد، كانت قد نشرت في لندن بتحقيق المستشرق النمساوي جوزف همر عام 1806م، أي قبل 16 عاما من اكتشاف شامبوليون المزعوم.

بل و قد قام ابن وحشية أيضاً بتناول 89 لغة قديمة وكتاباتها ومقارنتها بالعربية ومن ضمنها اللغة الهيروغليفية حيث اكتشف أن الرموز الهيروغليفية هي رموز صوتية، وقام أيضاً بتحليل العديد من رموزها قبل اكتشاف شامبوليون المزعوم.

ـ تعرف المصريون على الحضارة الغربية بمزاياها ومساوئها، و بدأت عملية التغريب في بعض فئات المجتمع المصري.

ـ لعل من أبرز من تتبع الحملة الفرنسية على مصر هو الشيخ عبد الرحمن بن حسن برهان الدين الجبرتي المولود في القاهرة عام 1756 وتوفي بها في القاهرة عام 1825 م. والذي يعد تاريخه المسمى بـ .. " عجائب الآثار في التراجم والأخبار" هو المرجع الأساسي لتلك الفترة من تاريخ مصر، و المشهور بتاريخ "الجبرتي" فقد ذكر كل الحوادث بالتفصيل و منتهى الإنصاف، كما أرخ لانقضاء الحملة الفرنسية في كتابه الشهير "مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس".

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير