تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عن الوقف فحسب، فقال: "هذا كتاب الوقف التام والوقف الكافي والوقف الحسن في كتاب الله

عز وجل، اقتضبته من أقاويل المفسرين، ومن كتب القرّاء والنحويين، واجتهدت في جمع

مفترقه وتمييز صحيحه وإيضاح مشكله وحذف حشوه، واختصار ألفاظه وتقريب معانيه،

وبينت ذلك كله وأوضحته ودللت عليه، ورتبت جميعه على السور نسقاً واحداً إلى آخر

القرآن .. "

وكتاب السجاوندي اسمه (الوقف والابتداء)، ولكنه قصره على الحديث عن مراتب الوقوف،

وهي عنده خمس مراتب: اللازم والمطلق والجائز والمجوز لوجه والمرخص ضرورة

. ثم مضى يطبق هذه المراتب على سور القرآن من مطلعه إلى ختامه، دون

أن يتطرق لموضوع الابتداء.

وقد تناولت في هذا البحث جانباً واحداً من جوانب علم الوقف والابتداء، هو

"الكيفيات التي يصح البدء بها" أو طرائق الأداء للكلمة القرآنية إذا أراد القارئ أن يبدأ

بها اختياراً أو اختباراً. وكان الباعث على الكتابة في هذا الموضوع الرغبة في معالجة

النقص والإعواز في كتب الوقف والابتداء مما يخص هذا الجانب، والحرص على جمع ما

تفرق من مسائله في كتب التجويد والقراءات القرآنية، ولأن هذا الموضوع ذو أهمية خاصة

عند دارسي علم التجويد والراغبين في إتقان التلاوة والوصول إلى كمال الأداء. فإذا جمعت

هذه المسائل في بحث واحد أمكن للدارس أن يلم بها

ويعرفها ويطبقها في تلاوته لآيات القرآن الكريم.

وبعبارة أخرى يمكن القول:

إن البحث في علم الوقف والابتداء يشتمل على أربعة أركان هي:

- أين يوقف؟ ويقابله: من أين يبدأ؟

- كيف يوقف على الكلمة؟ ويقابله: كيف يبدأ بها؟

أولاً: تقسيم الكلمات القرآنية إلى ساكنة الأول أو متحركته.

- كيفية البدء بالكلمات التي أولها متحرك.

ثانياً: تقسيم الكلمات التي أولها ساكن إلى قسمين:

- ما تدخل عليه همزة الوصل.

- ما لا تدخل عليه همزة الوصل.

ثالثاً: تقسيم الكلمات التي تدخل عليها همزة الوصل إلى ثلاثة أقسام:

1 - الأسماء، وكيفية البدء بها.

2 - الحروف، وكيفية البدء بها.

3 - الأفعال، وكيفية البدء بها.

ويدخل في هذا القسم الأفعال التي في أولها همزة وصل ثم همزة قطع،

والأفعال التي في أولها همزة قطع ثم همزة وصل، وكيف يبدأ بكل منها.

رابعاً: الحديث عن الكلمات التي أولها ساكن ولا تدخل عليها همزة الوصل

وكيف يبدأ بها.

خامساً: الحديث عن كلمات متفرقة تحتاج إلى التنبيه

على كيفية البدء بها.

سادساً: الخاتمة وتتضمن خلاصة نتائج البحث.

* الكلمات القرآنية ساكنة الأول أو متحركته

الكلمات – سواء أكانت قرآنية أم غير قرآنية، إما أن يكون الحرف الأول منها ساكناً،

وإما أن يكون متحركاً، وميدان هذا البحث هو الكلمات القرآنية.

فالكلمة إذا كان أولها متحركاً، وأراد القارئ أن يبدأ بها، لزمه

أن يبدأ بالحركة كما هي، فتحةً أو ضمةً أو كسرة، فيقول مثلاً:

"مالك يوم الدين" الفاتحة/ 4، بفتح الميم، ويقول: "بسم الله" بكسر الباء،

ويقول "ضرب مثل" بضم الضاد. وهذا البدء يطرد في

جميع الكلمات القرآنية التي تحرك أولها.

ولابد هنا من التنبيه على أمور تتعلق بالكلمات التي تحرك أولها:

أولاً: تؤخذ الكلمة القرآنية بكمالها دون تجريدها من الحروف الداخلة

عليها كالواو والفاء وسائر الحروف التي لا تستقل بنفسها، ويبدأ

النطق من أول حرف في الكلمة، رعاية للرسم القرآني، نحو: "وسلام

على عباده الذين اصطفى" النمل/ 59 "فعليكم النصر" الأنفال/ 72،

حيث يبدأ القارئ اختباراً بالواو من كلمة "وسلام" وبالفاء من كلمة "فعليكم".

ويدخل في هذا أيضاً كل ما اتصل رسماً نحو: "يا أيها، هؤلاء، ها أنتم.

إذ لا يجوز البدء بـ "أيها، أولاء، أنتم" ما دامت هذه الكلمات متصلة

بياء النداء أو هاء التنبيه قبلها"

ثانياً: تضبط الكلمات القرآنية مراعاةً للوصل، وبناءً على ذلك سيأتي التشديد

الناتج عن الإدغام التام في بداية كثير من الكلمات نحو:

أولئك على هدىّ مّن رّبهم" سورة البقرة/ 5.

وهذا التشديد ينطق به حال الوصل فحسب، أما إذا بدأ القارئ بكلمة

(من) أو بكلمة (ربهم) من الآية المذكورة، فيجب أن يترك التشديد في أولها،

وينطق بالحرف الأول متحركاً خفيفاً.

ولهذا التشديد صور عديدة، وكلها ناتجة عن الإدغام التام سواء أكان صغيراً أم كبيراً

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير