مَنْ تصدَّر للإقراء أو التأليف في علم الإقراء أو أمَّ القوم وهو صغير (دعوة للمشارك
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[14 Sep 2010, 05:25 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
هذا موضوع على غرر موضوعي: من اشتغلَّ بالإقراء ثم ترك أو نسي أو قطع القراءة أو امتنع من الإقراء ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22034) الذي بدأته، وعنونتُ له بهذا العنوان: مَنْ تصدَّر للإقراء أو التأليف في علم الإقراء أو أمَّ القوم مع صِغَرِ سنّه: جمعتُها من تراجم أهل العلم، وأرجو من مشايخي وأحبتي ذكر ما تيسَّر لهم في ذلك، وسأجعله مرتباً:
1) عمرو بن سلمة قال: كنا على حاضر فكان الركبان يمرو بنا راجعين من عند النبي صلى الله عليه و سلم فأدنوا منهم فأسمع حتى حفظت قرآنا قال: و كان الناس ينتظرون بإسلامهم فتح مكة فلما فتحت جعل الرجل يأتيه فيقول: يا رسول الله أنا وافد بني فلان و جئتك باسلامهم فانطلق أبي باسلام قومه فلما رجع قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: قدموا أكثرهم قرآنا قال: فنظروا و أنا لعلى حواء قال الدورقي حواء عظيم و قال أبو هاشم: حواء و قالا: فما وجدوا فيهم أحدا أكثر قرآنا مني فقدموني و أنا غلام فصليت بهم و علي بردة لي فكنت إذا ركعت أو سجدت فتبدو عورتي فلما صلينا تقول لنا عجوز دهرية:
غطوا عنا است قارئكم قال: فقطعوا لي قميصا قال: أحسبه قال: من معقد النحرين فذكر أنه فرح به فرحا شديدا قال الدروقي: قال ليؤمكم أكثركم قرآناً) أخرجه الإمام في المسند وابن خزيمة في صحيحه.
2) عبد الله بن عباس رض2 كما في الصحيح، قال: ((كنتُ أُقرئُ رجالاً من المهاجرين منهم: عبد الرحمن بن عوف))، قال ابن الجوزي في" كشف المشكل ": فيه تنبيهٌ على أخذ العلم من أهله وإن صغرت أسنانُهم، أو قلَّت أقدارُهم، وقد كان حكيم بن حزامرض1 يقرأ على معاذ بن جبل رض1، فقيل له: تقرأ على هذا الغلام الخزرجي؟ قال: إنَّما أهلكنا التكبّر)). الآداب الشرعية لابن مفلح 2/ 111 - 112.
3) محمد بن الحسين بن رزين بن موسى العامري، قال الداوودي: فتصدَّر للإقراء والتدريس وعمره ثماني عشر سنة)، وقال أيضاً: وبرع في علم التفسير، وشارك في الخلاف والمنطق والحديث وصار من الفقهاء المقصودين للإفتاء). انظر طبقات المفسرين 2/ 138 - 139.
4) محمد بن إسرائيل بن أبي بكر الدمشقي المعروف بالقصَّاع، قال ابن الجزري: أستاذٌ كبير عارف، محرر ناقلٌ محقق، اعتنى بهذا العلم أتمَّ عناية .... ووَلِيَ مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية بعد أبي شامة) ويقول الذهبي: الأستاذ ... المقرئ مصنّف المغني والاستبصار في القراءات والكتابات ..... ) وقال: كان شاباً ذكيّاً، زكيّاً خيّراً، صالحاً متواضعاً، عني بهذا الشأن أتمَّ عناية وقرأ بالروايات الكثيرة ..... ) وقال: وقد جلس للإقراء، وأقرأ الناس، وسمع الكثير، وعاجلته المنيَّة فمات قبل الكهولة .. ) توفي وعمره 35سنة (غاية النهاية لابن الجزري 2/ 100.- معرفة القراء الكبار للذهبي 2/ 699).
5) الإمام محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، يقول الإمام السخاوي: وله تصانيف مفيدة كالنشر في القراءات العشر في مجلدين، والتقريب ومختصره، وتحبير التيسير في القراءات العشر، والتمهيد في التجويد، وهما مما ألَّفهما قديماً وله سبع عشرة سنة، كذلك نظم الهداية في تتمة العشرة، و سمَّاه الدُّرة، وله ثمان عشرة سنة، وربما حفظها أو بعضها بعض شيوخه) الضوء اللامع للسخاوي 9/ 257.
يتبع - إن شاء الله تعالى -
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على إتحافنا بهذا الموضوع المهم المفيد، كسائر موضوعاتكم.
يظهر أن تقديم الأطفال أو الشباب الذين ختموا القرآن ليؤموا الناس في صلاة التراويح، كان عادة شائعة في العالم الإسلامي، نجد لها عدة أمثلة، منها:
- ما دونه ابن جبير في رحلته عن مشاهداته في الحرمين الشريفين في شعبان ورمضان. (أكتفي بالإحالة إلى المصدر لطول النص).
- ما ذكره الإمام ابن الجزري في ترجمته لنفسه من غاية النهاية: "ولد - في ما حققه من لفظ والده - في ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، داخل خط القصاعين بين السورين بدمشق، وحفظ القرآن سنة أربع وستين وصلى به سنة خمس"، أي: أنه أم وعمره أربع عشرة سنة.
- ما ذكره الإمام ابن الجزري في ترجمته لابنه أبي بكر أحمد من غاية النهاية: "ولد ليلة الجمعة سابع عشر شهر رمضان سنة ثمانين وسبعمائة ( .. )، وختم القرآن سنة تسعين وصلى به سنة إحدى"، أي: أنه أم وعمره إحدى عشرة سنة.
- ما ذكره الإمام ابن الجزري في ترجمته لابنه أبي الخير محمد من غاية النهاية: "ولد في جمادى سنة تسع وثمانين وسبعمائة ( .. ) ولما دخلت الروم حضر إلي سنة إحدى وثمانمائة فصلى بالقرآن"، أي: أنه أم وعمره اثنتا عشرة سنة.
وقد كنت أنوي كتابة مقال عن هذه الظاهرة، لكن "سبقك بها عكاشة". وفي ما ذكرتموه وستذكرونه - إن شاء الله - كفاية. وفقكم الله.
¥