تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل خالفت مصاحف التجويد الحديثة الرسم العثماني؟]

ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[01 Sep 2010, 12:52 ص]ـ

[هل خالفت مصاحف التجويد الحديثة الرسم العثماني؟]

إنّ جلّ الانتقادات التي وجّهت لمصاحف التجويد الحديثة ركّزت على سلبيات شتّى ونقائص عدّة (بنظر أصحابها على الأقلّ) لعل أهمها:

1. كثرة الألوان وزخم الأحكام المعروضة ...

2. المساس بهيبة المصحف ...

3. إنّ هذا العمل قد عقّد القراءة والتلاوة من حيث أراد أصحابه التيسير والتسهيل ...

4. إنّ علم التجويد وأحكامه إنّما تؤخذ بالتلقي والمشافهة ومن أفواه الشيوخ المجيدين لا من المصحف مهما تطوّر رسمه و أتقِن ضبطه ....

5. .......... إلخ ........

ولعل أهمّ ما يمكن لأصحاب هذه المبادرة الحديثة أن يدافعوا به عن مصحفهم وعملهم أنّه لم يتعرض لرسم الإمام المجمع عليه بتعديل أو بتغيير وأنّ ما أحدثوه لا يتعدى ولا يتجاوز ضبط المصحف الذي يجوز التجديد والزيادة فيه ......

والحق والله أعلم أنّ مصاحف التجويد قد تعرّضت لرسم الإمام فعدّلته وغيّرته على خلاف ما يدعي أصحابه ولبيان ذلك ينبغي الوقوف على حقيقة رسم المصحف والفصل بينه وبين ضبطه لا من جهة التاريخ والحكم والمسائل ... ولكن من جهة ذواتهما وشكلهما في المصحف الشريف (إذا صحّ هذا التعبير) فهما يختلفان من ثلاث حيثيات هي:

1. ذات المرسوم؛ فهو في رسم الإمام الحرف خاصة وما ينزل منزلته (الحركات الطويلة) بينما هو في الضبط خاص بعوارض الحروف (الحركات ,السكون , الإشمام الشدّة , المدّ ... ) بذوات الحروف المحذوفة ...

2. حجم خطّ المرسوم؛ فهو في الضبط أدقّ منه في الرسم

3. لون المرسوم؛ فهو في الرسم أسود لا غير بينما هو في الضبط بألوان مغايرة (الأحمر , الأصفر , الأخضر)

والقصد من هذا التقديم تقرير كون رسم الإمام المجمع عليه والذي لا يجوز مخالفته ولا تعديله ولا تغييره إنّما يتميّز بذات المرسوم وحجمه ولونه والمصاحف الحديثة المعروفة بمصاحف التجويد خالفت رسم الإمام من حيث اللون فقد غيّرت لونه المجمع عليه (الأسود) وجعلته ألوانا كثيرة مختلفة ومتغايرة

هذا ما أعتقده وقد أكون مخطئا أرجو من الأساتذة التصحيح والتصويب وجزاكم الله خير الجزاء ...

فتحي بودفلة

ـ[بدر عرابي]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:48 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

الأخ الفاضل

دعني ألقي بما عندي لعله يفيد، كما أنتظر معك رأي أهل العلم والاختصاص.

بالنسبة للتلوين، فإن المصاحف العثمانية عندما كتبت باللون الأسود فهذا لأنه الأشهر والمتوفر في الكتابة دون غيره من الألوان، فليس جزء من صحة الرسم أن يكتب باللون الأسود دون غيره.

أما حجم الحروف، فإن المصاحف القديمة التي أثبتت الحروف المحذوفة للدلالة على نطقها، إنما كتبتها بلون مغاير للون المتن أو الرسم العثماني دلالة على أنها ليست من الأصل، وقد كتبت تلك الحروف بنفس حجم الحرف الأصلي تقريبا، فلم يتغير حجم الألف أو الواو أو الياء الزائدة خطًّا عن نظيراتها الثابتة رسما.

وقد ورد أن مما أجازه بعض أهل العلم - وأحسبه الداني - الحمرة والصفرة في الكتابة، ولعل هذا الجواز إنما لوجود اعتبارات منهجية

هي التي تبين سبب التلوين، فيمكن أن يكون التلوين لبيان الثابت من المحذوف، أو لبيان نقط الإعجام، أو لبيان نقط التشكيل، أو غير ذلك.

ولا يخفى عليك أن نقط الإعجام صار ومن فترة بعيدة يلون بنفس لون المداد، مع كونه ليس أصلا في الرسم، وبسبب صعوبة إمكانية التلوين في كثير من الأحيان صارت الحروف الثابتة نطقا لا رسما تكتب - ضمن الضبط - بحروف أصغر حجما من الحرف الأصلي؛ لأن تلك هي أفضل طريقة متاحة لبيان الثابت من المحذوف.

ما أقوله ليس دفاعا عن التلوين، وإنما بيان أن الأسباب التي ذكرتها لا تستقيم - في رأيي - سببا في جعل المصاحف الملونة - كمصحف التجويد - مخالفة في الرسم العثماني.

بارك الله فيك، ونفع بك

ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:06 م]ـ

الأخ الكريم بدر عرابي

شكرا على الالتفاتة

أوافقك الرأي أنّ حجم الخطّ ولونه لم يكن من أصل الرسم في العهد الأوّل قبل بداية ظاهرة الضبط

وقد استعملوا اللون الأسود لأنّه الأشهر أو المتوفر المتيسر أو لأنّه أبرز وأظهر ... وربّما لو توفر لهم غيره لكتبوا به

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير