تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الرد على المستدرك على السلاسل: أحمد محمد فريد]

ـ[الجكني]ــــــــ[05 Jun 2010, 09:59 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..

فقد كتب أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير ـ واسمه الحسن بن ماديك ـ موضوعًا بعنوان: المستدرك على السلاسل الذهبية، وكتاب السلاسل الذهبية هو لفضيلة العلامة المقرئ الشيخ / أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى.

ولما اطلعتُ على كلام صاحب المستدرك ـ الذي مطَّه مطًّا كعادتِه ـ رأيت أمرًا عجبًا، فإني رأيت رجلًا يتَّهم غيرَه أنه اعتمد على نسخةِ كتابٍ بها أسقاطٌ وأغلاطٌ، ثم هو ينقُل من النسخة نفسِها، ثم إني رأيته يردِّدُ ويعيد أن في النشر سقطًا عريضًا، فها هو يقول: (ولعلها النسخة المطبوعة القديمة التي حققها الشيخ علي محمد الضباع .. الذي قرأ كتاب النشر ... قراءة ابتدائية لم تنتبه إلى ما فيه، تفتقر إليه؟؟ من صفحات وفقرات بكاملها حذفت بعوادي الدهر أو سقطت من النساخ) لما قرأتُ هذا الكلامَ ظننتُ في أول وهلةٍ أن قائلَه لديه أدلة قطعيةٌ على ما يقول، كأن يكونَ رجع إلى نسخةٍ خطية موثَّقة، بأن تكونَ مقابلةً أو مقروءةً على المصنف أو أحد العلماء مثلًا، لكن خابَ أملي لما رأيتُه يقول: (ويستدل من خبر هذا الفن ودراه عليها بالسياق) فأيَّ فن يقصِد؟ إنَّ فنَّ تحقيقِ النصوص يقول بالرجوع إلى نسخٍ موثَّقةٍ لذلك الكتابِ كما قدمتُ، فإن كانت كذلك فلتقابلْ للحصول على الصورةِ التي ترك المؤلفُ كتابَه عليها أو أقربِ صورةٍ منها كما هو معلوم، أما تلك النسخُ التي بين يديه فما أبأسَها به إن كانت جيدةً كما يقول! فهو يخَطِّئ ما أطبَقتْ عليه كلُّها ولا يُبالي، فبعد ثبوت كلمة (الداني) فيها، كما يظهر من كلامه، قال ـ في (7مكرر) عند استدراكه على طريق دوري أبي عمرو رقم (287) ـ (وسبب التصحيف من الناسخين المتأخرين عن ابن الجزري أن لفظ (الداني) إنما جاء به بعض النساخ بدل لفظ (الحافظ) وشجع الناسخ قول ابن الجزري قرأ بها على أبي الفتح) فيا عجبا! أهكذا تورَدُ يا سعدُ الإبل؟ أكلُّ النُّساخِ شجَّعهم أن (الحافظ) قرأ على أبي الفتح فأبدلوه (بالداني)؟ ما أعلمَ النساخَ إذًا! إنَّ ذلك لو كان احتمالًا لرُدَّ على قائله، فها هو قد جزم به، ليته اكتفى بما علق الشيخ به على هذه الطريق؛ فإنه الأمانةُ العلميةُ بعينها.

إنَّ التساهُلَ في نسبةِ التحريفِ والسَّقطِ بلا بينةٍ إلى كتابٍ أُطلِقَ عليه بخاريُّ القراء، يوجد منه فوق تسعين نسخةٍ معروفةٍ في العالم، ثم التجرُّؤُ على نصه، وترقيعُه من وحْيِ الفكرِ لتعدٍّ خطيرٌ، ولا يوصفُ بأكثرَ من ذلك، وهذا إذا أراده أحد بكتاب من كتب العربية الشهيرة ككتاب سيبويهِ أو مفصَّل الزمخشريِّ مثلًا، لقام عليه الناس، إذ هو طعنٌ في ميراثِ الأمَّةِ يأباه كل حُرٍّ، فكتابُ الله وما يتعلقُ به أولى بذلك.

ولستُ بحاجة لأن أذكرَ لك أني رأيتُ عدةَ نسخٍ خطيةٍ نفيسةٍ كاملةٍ ولم أجد أثرًا لما ادَّعيتَ من السقط، فأنت المدَّعي، والبينةُ على من ادَّعى، ودَعْ أن تقول: (ويستدل من خبر هذا الفن ودراه عليها بالسياق) فلا بينةَ في ذلك)، أما نسخُك الخطية فلم تعترف أنت بها، فغيرك بذلك أولى.

ولك عليَّ أنت والناظرُ في كلامي أني إن نقلتُ من كتابٍ أو أحلتُ عيه، فإنه كما ذكرتُ في مخطوطِه قبل المحقَّق منه، والله الهادي.

قال في المستدرَك (1): (نسيها الدكتور أيمن تقليدا منه ـ في أحسن الاحتمالات وأحسن المخارج ـ النسخة المتوفرة من كتاب النشر ولعلها النسخة المطبوعة القديمة التي حققها الشيخ علي محمد الضباع شيخ عموم المقارئ).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير