تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (3)]

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 May 2010, 03:25 م]ـ

[المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (3)]

أولا:ملاحظات عامة على منهجية السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية:

1. تخصيص الكتاب بابتعاده عن تقريب تحرير الطرق والتعريف به ليسهل تمرير ما تضمنت السلاسل الذهبية من التدليس على العوام بإيهامهم أن كل رواية وحدة متكاملة منزلة هكذا تفصيلا في كل حرف منها وهو ما نأى عنه أئمة القراءات قديما أولئك المصنفون من طرق الرواة الذين ـ بأمانتهم العلمية ـ أعلنوا الرواية نصا وأداء وأعلنوا الرواية أداء دون النص وأعلنوا التحديث وأعلنوا القياس فجزاهم الله جنة وحريرا.

2. الاقتصار على الأسانيد العامة والتي لا تتطلب جهدا وهي تسمية أسانيده إلى ابن الجزري وهذا من عمل أي إملاء أو خط شيوخ كل مجاز، ثم اقتصاره على تسمية أسانيد ابن الجزري إلى أمهات كتابه النشر وهذا من عمل ابن الجزري نفسه في كتابه النشر، ثم اقتصاره على جدولة وترقيم اختيارات ابن الجزري من طرق أمهات كتابه النشر، ثم تقاصره وإهماله تجاوز تلك الأسانيد المجملة إلى الميدان موضع تحرير الطرق أي الرجوع إلى كل حرف من أحرف الخلاف وقع فيه الخلاف بين طرق الرواة ليحررها كما هي الملاحظة التالية:

3. أنه لم يقم بتمييز الطرق التي حواها النشر ـ كلما نشر حرفا من أحرف الخلاف ـ وليست من طرقه بل هي للحكاية والعلم وهذا هو الجديد المفيد المستدرك الذي أضيفه لخدمة هذا العلم الشريف.

4. عدم وصله ما أمر به البحث العلمي أن يوصل مما سقط من كتاب النشر بعوادي الدهر ونسيان او تصحيف أو تحريف النساخ.

5. أنه لم يفصّل ولو مرة واحدة ما أجمله ابن الجزري من طرق المصنفين في نشره أحرف الخلاف كقوله " وغيرهم " اهـ عقب تسمية بعض منها.

ثانيا: ملاحظات خاصة فأي علمية في السلاسل الذهبية.

وهذا أوان الشروع في الاستدراك:

أولا: الملاحظات العامة:

ـ التعريف بتحرير الطرق:

إن تحرير الطرق ليعني التقيد بالأداء الذي تلقاه المتأخر عن شيخه قراءة عليه لا تحديثا بأحرف الخلاف.

ولقد حسب البعض أن تحرير طرق القراءات يعني إلزام الناس ومنهم العوام أن يقرأوا برواية حفص أو قالون مثلا لا يحيدون عن طريق الشاطبي قيد أنملة ولو إلى طريق من طرق ذلك الراوي المقروءة الثابتة الموافقة لقراءة متواترة أخرى.

وحسب البعض أن تحرير الطرق هو تلكم الأوجه المتعددة التي تحصل من الضرب والافتراضات وامتلأت بها شروح الشاطبية كغيث النفع وحرصوا عليها إذ تزيد من الهوة بين القراء وغيرهم من الأعلام كالمفسرين والمحدثين.

وإنما تحرير الطرق هو تتبع الأداء مقرونا بالنص أو مفصولا عنه ـ كلاهما كاف شاف ـ من طريق التيسير أو الحرز أو الطيبة أو النشر أو غيرها إلى نهاية السلسلة أي إلى الراوي أو القارئ في هذه المرحلة قبل الحاجة إلى تجاوزها.

وحينئذ سيجد الباحث المتخصص نفسه أمام ملتقى للطرق فإذا به حيران لا يدري أيّا من الطرق المتشعبة هي امتداد الطريق الواحد لهذا الحرف بعينه من أحرف الخلاف؟ أم كل منها رغم تعددها هي امتداد طريقه؟

هنالك يتساقط الأدعياء وتظهر العمائم المزيفة والألقاب الوهمية تماما كالنياشين والأوسمة يعلقها أصحاب الرتب العسكرية الذين لم يخوضوا حربا ولم يقهروا عدوا ولو جبانا يخفق بين أضلعه قلب نعامة.

هنالك بعيدا عن التكلف وأوجه الضرب والحساب والافتراضات يتمسك الباحث المتخصص في تحرير أوجه القراءات أولا بالأداء ويطرح التحديث والقياس جانيا، ثم يثني إن شاء بوجه الاختيار من بين المرويات أداء.

إن النشر في القراءات العشر قد حوى طرق ابن الجزري إلى القراء العشرة وهي أمهات النشر أي المصنفات التي قرأ بها وتضمن النشر تعدادها (1/ 58ـ98) واختار من بينها لكل واحد من العشرة ما اختاره فأذن في إقرائه وهو ما تضمنته طيبة النشر إلا أحرفا يسيرة خرج فيها ابن الجزري عن طرق طيبته وذكرها في الطيبة للفائدة والعلم لا غير إذ بيّن في النشر حالها وطرقها فأضحت واضحة كالشمس لا تخفى على غير الأعشى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير