تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[طرق تلقي القرآن عند القراء]

ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[03 Jun 2010, 04:40 م]ـ

منقول من مجلة الجندي المسلم:

http://islamic.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=315522

[طرق تلقي القرآن عند القراء]

د/ أحمد بن فارس السلوم

1ـ القراءة سنة متبعة:

اتفق القراء على أنَّ القراءة سنة متبعة (1)، يأخذها الخلف عن السلف (2)، تعتمد على المشافهة بين العالم والمتعلم، ولا ينفع فيها قياس ولا عربية، ولا أخذ من مصحف أو كتاب.

وقد عد العلماء أخذ العلم من الصحف من أنواع الجرح والثلم في الرواة، وقالوا:" لا تأخذ العلم من صحفي، ولا القرآن من مصحفي " (3).

وهذا حماد الراوية، علامة الشعر وحافظه، حفظ القرآن من مصحف، فصحف في نيّف وثلاثين حرفاً (4)!.

فإذا كان الأديب الجامع للأدب واللغة قد صحف في القرآن الكريم فغيره ممن لا علم له بالعربية أشد تصحيفاً، وأكثر تخليطاً. ولذلك أكد القراء على ضرورة الأخذ عن المشايخ، واتباع السلف في القراءة.

ومما ذكره المصنف عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال:" لولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا وحرف كذا " رواه الأصمعي.

وقال أبو زَيد:" قلت لأبي عمرو: أكلَّمَا أخذته وقرأت به سمعته؟ قال: لو لم أسمعه لم أقرأ به، لأنَّ القراءة سنة ". وروي عنه أنه قال:" لم أزل أطلب أن أقرأ كما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم " أهـ.

وقال أبو عبيد رحمه الله: والقراءة التي عليها الناس بالمدينة وبمكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقياً، وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته، وسلكوا فيها طريقه، وتمسكوا بمذاهبه، على ما رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وزيد بن ثابت، ثم محمد ابن المنكدر، وعروة بن الزبير، وعامر الشعبي رضي الله عنهم أجمعين أهـ.

قال أبو شامة:" يعني أنهم قالوا:" إن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه" أهـ (5).

ولذلك قال الخاقاني:

وإِنَّ لَنَا أَخْذُ القِرَاءَةِ سُنَّة عَنِ الأَوَّلِينَ المُقْرِئِينَ ذَوِي السِّتْرِ

وقال الداني في وصف القراء السبعة:

ونبذوا القياس والآراء ... وسلكوا المحجة البيضاء

في الاقتدا بالسادة الأخيار ... والبحث والتفتيش للآثار

إذ كان قد جاء عن الرسول ... في المسند المتصل المنقول

بأنه قد قال: إذا قرأتم ... فبالذي عني قد علمتم

فاستمسكوا لذا بما لديهم ... عن الذين عرضوا عليهم

واتصلت قراتهم بالمصطفى ... إذ كابر أخذها عن مرتضى

فنقلهم به تقوم الحجة ... يا بؤس من مال عن المحجة (6)

2 - أنواع تلقي القرآن:

وكان التلقي عند القراء على أربعة أنواع:

الأول: التلقين.

وهو التفهيم، يقال: تلقنته إذا أخذه لقانية أهـ (7). وطريقته: أن يُقرئ الشيخُ المتعلمَ الآيةَ من كتاب الله ويحفظه إياها، على نحو ما يتعلم الصبيان في الكُتَّاب.

وهذه الطريقة من أعلى أنواع التلقي، وقد كان من السلف طائفة قعدوا لتلقين القرآن ولتعليمه، وكان منهم طائفة تلقوا القرآن بالتلقين.

ومن الرواة عن القراء السبعة: قالون، ربيب الإمام نافع، رحمهما الله، فقد ذكر المصنف أنه أخذ قراءة نافع تلقينا ً. وكذلك: أبو بكر بن عياش أخذ القراءة من عاصم بن أبي النجود تلقينا ً.

قال المصنف رحمه الله: تعلم الْقُرْآن من عاصم خمساً خمساً كما يتعلم الصبي من المعلم، وذلك في نحو ثلاث سنين أهـ.

وقال أبو بكر: إنَّما تعلَّمتُ من عاصم كما يتعلم الصبي مِن المعلم، فلقيَ مني شدة، فما أحسن غير قراءة عاصم، وهذا الَّذِي أخبرك به من الْقُرْآن إنما تعلمته من عاصم تعلُّمَاً (8).

وقال أبو بكر: قال لي عاصم حين سمع قراءتي: احمد الله، فإنك قد جئت وما تحسن شيئاً، فقلت: إنما خرجت من الكُتَّاب ثم جئت إليك.

قال أبو بكر: لقد فارقتُ عاصماً وما أُسقِطُ من الْقُرْآن حرفاً ...

ويراعى في التلقين التيسير على المتعلم، وألا يكلف من الآيات مالا يطيق، وقد كان طائفة من السلف يلقنون القرآن خمس آيات في اليوم.

قال إسماعيل بن أبي خالد:" كان أبو عبد الرحمن السلمي يعلمنا القرآن خمساً خمساً " أهـ (9).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير