[هوامش على كتاب: إثبات تواتر القراءن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات]
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[20 Jun 2010, 12:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،وبعد:فهذه هوامش على كتاب [إثبات تواتر القرءان دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات] جعلتها على شكل وقفات والتزمت فيها بالمنهجية التالية:
1 - تجنبت فيها أسلوب الردود الذي يتسم عادة بالتجريج والنقد من أجل النقد
2 - التزمت فيها بنقل كلام المؤلف في المسائل التي أردت التعليق عليها
3 - علقت على المسائل حسب ورودها في كلام المؤلف، وربما كررت التعليق عليها بسب تكرر ورودها في كلامه، وربما أحلت عليها تفاديا للتكرار
4 - حصرت كلامي فيها في مسائل القراءات والقياس واللهجات وما يتصل بذلك، وأعرضت عما سوى ذلك،
هذا وقد وقفت في هذا الملتقى على بعض الردود التي نقدت الكتاب من زوايا مختلفة، ولعل هذه الهوامش وتلك الردود تزيل غبار الشبهات التي أثارها المؤلف حول بعض المسائل، والله تعلى نسأل أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب
الوقفة الأولى:
قال المؤلف ((الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد فإن القرءان المتواتر جملة وتفصيلا دون الحاجة إلى خلاف اللهجات كالإدغام والتسهيل بأنواعه ونوعي الإمالة والإشمام والروم، وكذلك دون الحاجة إلى الخلاف اللغوي والذي لا علاقة له بالمعنى كوجهي يحسب، وهو وهي المسبوقة بواو أو فاء أو لام ونحوها، ومثل الفتح والإسكان في ياءات الإضافة المختلف فيها، والحذف والإثبات في الزوائد المختلف فيها، ومثل وجهي (الملائكة اسجدوا) والتأنيث والتذكير والخطاب والغيب وغالب الجمع والإفراد، ومثل وجهي (القدس) و (أكل) و (خطوات) ومثل تعدد اللغات في جبريل وميكال، وكذلك تواتر القرءان في كل خلاف معنوي، وفي كل زيادات في المبنى وتركها، كل على حدة مثل وجهي و (صى) و (فتنوا) النحل (وأرجلكم) و (يطهرن) و (ترجعون) بمعنى البعث، ومثل زيادة (هو) قبل الغني في الحديد وكقراءات (وأن يظهر في الأرض الفساد) وشبهه.
أقول لو تركنا جميع لهجات القسم الأول واكتفينا بالأصل الذي أثبتنا تواتره كما سيأتي قريبا، وكذلك لو اكتفينا بأحد وجهي الخلاف اللغوي الذي لا علاقة له بالمعنى في القسم الثاني لتم انقراض كثير من الروايات والقراءات ولما تأثر تواتر القرءان الذي يجب أن يتمسك بخلافه المعنوي كما هو القسم الثالث، وأن تتعدد بحسبه المصاحف والتلاوة، إن القضاء على الخلاف في القسم الأول ضروري لأنه خطوة ومشاركة في إنقاذ آية (ولقد يسرنا القرءان للذكر) المكررة في القمر بدل هذه اللهجات التي قلبت المعادلة وجعلت التمسك بها عائقا أمام إتقانالقرءان والتفرغ لخلافه المعنوي، وإن القضاء على الخلاف في القسم الثاني غير ضروري لكنه مشاركة في التيسير ولعلهما المقصودان بقول ابن الجزري النشر ("1/ 32" فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة ... إلخ)).هـ
أقول: هذه هي المقدمة التي بدأ بها المؤلف كتابه، وقد رأيت أن انقلها برمتها ليقف القارئ على منهجه في العرض والاستدلال، أما ماورد في هذه المقدمة، فيجاب عنه من أوجه:
الوجه الأول: أن اللهجات العربية،جزء من اللغة التي نزل بها القرآن، فلا يمكن أن تنفصل عنها، لأن العلاقة بينهما علاقة تلازم، وقد نص علماء القراءات على هذا المعنى، حين اشترطوا في صحة القراءة أن يصح سندها وتوافق الرسم ولو احتمالا، وتوافق اللغة ولو بوجه، سواء أكان أفصح أم فصيحا،مجمعا عليه أم مختلفا فيه اختلافا لايضر مثله،إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقاه الأمة بالإسناد الصحيح، إذ هو الأصل الأعظم والركن الأقوام ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn1) )، ولعل هذا هو السر في أن المؤلف ألغى هذه الأركان، لاشتمالها على هذا الركن، لأن القضاء على اللهجات لايمكن الوصول إليه إلا بهذه الطريقة التي سيذكر المؤلف أنها إحدى نتائج تحقيقاته، ثم إن هذه اللهجات أقرب إلى اللغة التي نزل بها القرآن من كثير من الكلمات التي يسميها العلماء بالْمًعَرَّبِ، ك (مشكاة) و (قسطاس) و (إستبرق) فالأولى كلمة هندية،والثانية كلمة رومية، والثالثة كلمة فارسية ([2]
¥