تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حَمِّل بحث (وجهة نظر جديدة في مخارجِ الأصواتِ السِّتَّةِ) للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2010, 12:14 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

برفقه بحث بعنوان

وجهةُ نظرٍ جديدة في مَخارج الأصوات الستة

للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد الأستاذ بجامعة تكريت وفقه الله ورعاه، بعث به لبريدي لنشره في ملتقى أهل التفسير. وأرجو أن يجد فيه الباحثون مجالاً للمدارسة والبحث في هذا الموضوع المتعلق بتجويد أحرف الإظهار الستة.

مقدمة البحث:

مقدمة

الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين , والعاقبةُ للمتقين , ولا عدوانَ إلا على الظالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين , والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين , أما بعد:

فإن دراسة مخارج الأصوات اللغوية من أهم موضوعات علم الأصوات النطقي , وكان لعلماء اللغة العربية المتقدمين وعلماء القراءة والتجويد عناية كبيرة بهذا الموضوع , لأنهم يعدونه من أهم الموضوعات التي ينبني عليها ضبط النطق وتصحيح القراءة , وحَظِيَ هذا الموضوع أيضاً بعناية كبيرة من دارسي الأصوات اللغوية المحدثين , وكانت لهم وجهات نظر جديدة في بعض جوانبه , تستند في كثير منها إلى ما أتاحته لهم الوسائل الحديثة لدراسة الصوت اللغوي.

وكنت أحسب أن الموضوع قد استوفى كل مقوماته الأساسية , وأن ما بَقِيَ للدارسين فيه هو النظر في بعض جوانبه الجزئية والتفصيلية , وكنت أجد وَصْفَ المتقدمين للأصوات الستة (ء هـ ع ح غ خ) بأنَّ مخرجها من الحلق من الْمُسَلَّمَاتِ , وأنَّ الهمزة و الهاء تخرج من أقصى الحلق , والعين والحاء من وسط الحلق , والغين والخاء من أدنى الحلق إلى الفم , ولم يُغَيِّرِ المحدثون من هذا الوصف سوى أشياء طفيفة , كالقول إن أقصى الحلق يُقْصَدُ به الحنجرة , ومن ثم وصفوا الهمزة والهاء بأنهما حنجريان , وأبقوا وصف العين والحاء على ما هو عليه , واقترح بعضهم عدَّ الغين والخاء طبقية , وهي أشياء تعبر عن وجهات نظر لا تغير من جوهر الموضوع.

وكانت تلفت نظري أشياء تتعلق بعلم الأصوات اللغوية من خلال رحلتي الطويلة مع هذا العلم , سواء من القراءة في كتب علماء العربية والتجويد , أم من القراءة في ما كُتِبَ بالعربية في هذا العلم في العصر الحديث , أو من خلال البحث في بعض موضوعات هذا العلم , والتأليف فيه , وكان البحث في تفاصيل أعضاء آلة النطق وكيفية إنتاج الأصوات اللغوية مما يستوقفني كثيراً، وازداد اهتمامي بتشريح الحنجرة ومكوناتها وعملها , مع أن البحث في مثل هذه الموضوعات مما يصعب على الدارسين للغة الخوض فيه، وقديماً قال الفخر الرازي:"إن مباحث الحرف والصوت وتشريح العضلات الفاعلات للحروف ... أمور صعبة دقيقة" (1) ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn1)، لكني حاولت الاستعانة ببعض كتب التشريح المترجمة إلى اللغة العربية وما فيها من صور توضيحية لأعضاء آلة النطق لاسيما مكونات الحنجرة.

وحاولت أن أُحدِّد بالضبط مواضع نطق الأصوات الستة: (الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء) , بعد أن وجدت أن التحديد السابق لمخارج هذه الأصوات غير كاف في تعيين مواضعها من الحنجرة أو تجويف الحلق بالضبط.

ولم أجد في كتب علم الأصوات اللغوية الحديثة ما يساعد على التدقيق في مخارج هذه الأصوات , لأن كثيراً من مادة هذه الكتب هو ترجمة من المصادر الغربية , ولم يُبْدِ علماء الصوت الغربيون اهتماماً بهذه الأصوات لأن أكثرها غير موجودة في لغاتهم , وقد قال الدكتور إبراهيم أنيس , وهو شيخ الباحثين العرب المحدثين في الأصوات - رحمه الله تعالى:" والمحدثون من علماء الأصوات اللغوية لم يحاولوا حتى الآن تحديد وظيفة الحلق بين أعضاء النطق , ولعل البحوث المستقبلة تكشف لنا عن أسرار جديدة لأصوات الحلق " (2) ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2) .

وقد تكشفت لي حقائق جديدة عن مخارج الأصوات الستة , فما كان يقال في كتب علم الأصوات الحديثة من أن لسان المزمار لا علاقة له بعملية النطق , وأن الوترين الصوتيين الكاذبين ليس لهما دور في عملية التصويت قول قد يكون غير دقيق , كما أن تحديد مخارج هذه الأصوات به حاجة إلى إعادة النظر، وذلك لأن القول:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير