تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ماهي ضوابط التشدد أو التساهل في الإقراء؟]

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[29 Jun 2010, 02:11 م]ـ

نسمع كثيراً مَن يقول: إنَّ فلاناً متشدِّد في الإقراء، وآخر يُطلق على آخر متساهل في الإقراء. فما هي ضوابط التساهل أو التشدد في الإقراء؟!

هل التساهل كقراءة رواية أو أكثر في ليلة واحدةٍ أو ثلاث ليال أو نحو ذلك؟

أم التساهل هو إقراء أكثر من شخص في وقت واحد؟

أم التساهل في ترك بعض الأحكام التجويدية أحياناً؟

أم التساهل عدم التركيز على الحفظ كثيراً؟

أم التساهل راجعٌ لتصدُّر المقرئ ولم يكن أهلاً للإقراء؟

هذه بعض الأسئلة التي تدور حول تساهل بعض القرَّاء في الإقراء فيما ظهرت لي، وأتوجَّه إلى مشايخنا في هذا الملتقى المبارك: في معرفة ضوابط هذا التساهل في الإقراء، ولاسيِّما وقد جاء عن بعض أئمتنا في التحذير من التساهل في الإقراء، فمن ذلك ما جاء عن الإمام الذهبي - رحمه الله - في ترجمة محمد بن أحمد بن سعود، المعروف بابن صاحب الصلاة، قال ابن الأبَّار: لم آخذ عنه لتسمُّحه في الإقراء والإسماع، سامح الله له). قال الذهبي: قلتُ: وأنا رأيتُ له ما يدلُّ على تسمُّحه بخطه أنَّ بعض القرَّاء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمةً كاملةً برواية قالون) - معرفة القراء الكبار 1/ 1199 - . وانظره في غاية النهاية لابن الجزري 2/ 88.

وجاء في ترجمة محمد بن علي بن صلاح المعروف بالحريري: وتصدَّر للإقراء، قرأ عليه محمد ابن شيخنا ابن اللبان وغيره، جالسني كثراً، ولم يكن بالماهر). غاية النهاية 2/ 203.

وجاء في ترجمة محمد بن عبد الله بن سليمان أبو عبد الله الكلبي: وكان أميَّاً لا يكتب ولم يكن بالضابط ولا ممن يعرف الأداء، وكان عنده كتب سمعها من أبي أحمد فكانت تُقرأ عليه، أقرأ الناس بالقيروان وببلده). غاية النهاية 2/ 179.

وجاء في ترجمة ابن الوثيق إبراهيم بن محمد الأندلسي: أن الشيخ مكين الدين الأسمر دخل يوماً إلى الجامع الجيوشي بالإسكندرية فوجد شخصاً واقفاً وسط صحنه وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع في نفس المكين الأسمر أنه رجل صالح وأنه يعزم للرواح إلى جهته ليسلم عليه ففعل ذلك وإذا به ابن وثيق ولم يكن لأحد منهما معرفة بالآخر ولا رؤية فلما سلَّم عليه قال له: أنت عبد الله بن منصور، قال: نعم، قال: ما جئت من المغرب إلا بسببك لاقرئك القراءات، قيل: فابتدأ عليه المكين الأسمر تلك الليلة الختمة بالقراءات السبع من أولها وعند طلوع الفجر إذا به يقول من الجنة والناس فختم عليه الختمة جمعاً بالقراءات السبع في ليلة واحدة) غاية النهاية 1/ 25، 1/ 460.

فبعد عرض بعض التساؤلات وبعض النماذج من حال القرَّاء حول تساهل القرَّاء، أعود على بدء إلى مشايخي الكرام وأخوتي الفضلاء أهل القرآن لأقول: ما هي ضوابط التساهل في الإقراء؟

ملاحظة: وسيُلحق ما ذكرتُه - إن شاء الله - بعدة تساؤلات ونماذج للتشدد في الإقراء بمثل هذا، لكن بعد الإجابة والنقاش حول التساهل أولاً - استفدتُ في بعض هذا مما كتبه الدكتور محمد بن فوزان العمر - وفقه الله - حول الموضوع -

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Jun 2010, 02:35 م]ـ

سؤال مهم وموضوع جميل ..

بارك الله فيك أخي الكريم.

وأظن أن أكثر ما يبنى عليه إطلاق التشدد والتساهل هذه الأيام هو ما يتعلق بأحكام التجويد، وإقراء أكثر من شخص في وقت واحد.

ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 Jun 2010, 05:59 م]ـ

حقيقة الموضوع مفيد ومهم، وليتنا نسمع رأي كبار المشايخ المعروفين بالإقراء في أيامنا هذه.

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[29 Jun 2010, 06:14 م]ـ

سؤال مهم وموضوع جميل ..

بارك الله فيك أخي الكريم.

وأظن أن أكثر ما يبنى عليه إطلاق التشدد والتساهل هذه الأيام هو ما يتعلق بأحكام التجويد، وإقراء أكثر من شخص في وقت واحد.

شكر الله لك مرورك أخي الكريم: محمد بن حامد العبَّادي - وفقه الله -

سأذكر بعضاً من صور التساهل التي رأيتُها أو حدَّثني عنها بعض الإخوان ممن رأوا ذلك عند بعض مشايخ الإقراء:

1) إقراء أكثر من شخص واحد، فلقد رأيتُ من بعض المشايخ من يقرئ أكثر من واحد، فكنتُ أقرأ عليه في كتاب التيسير للدَّاني ويتابع معي من نسخته، ويقرأ آخر عليه رواية حفص، وآخر يقرأ ورش، وآخر يقرأ الثلاث، وأحياناً يقرئ أكثر من ذلك العدد - مع جلالة علم هذا الشيخ في القراءات العشر الصغرى والكبرى، وما منعني من قراءة القرآن عليه إلا هذه الطريقة.

2) أخبرني بعض أحبتي عن بعض المشايخ المعروفون بالإقراء أنَّه يقرئ اثنين بالقراءات السبع جمعاً، كلاً بموضع آخر - ولي مع هذا عودة -.

3) زرتُ أحد مشايخ الإقراء بإحدى المراكز للقراءة عليه، فرأيته جالساً يتصفح الكمبيوتر ويراجع بعض بحوثه فيما يظهر لي، وطالبٌ يقرأ عليه بالسبع جمعاً.

4) حدَّثني غير واحد أحبتي عن بعض المقرئين المشهورين، أنه أقرأهم بالدَّور كل طالبٍ يقرأ آية غير التي قرأها الأول حتى ختموا، وأجاز الجميع، وبعضهم يعملها في إقراء الطيبة هكذا.

5) إذا قرأ الطالب لحفص مصحفاً كاملاً، فلا يلزمه في باقي القراء إلا بقراءة أوجه الخلاف، فمثلاً: رواية شعبة قد ينهيها بقراءة أوجه الخلاف بمجلس واحد، وهكذا بقية القرَّاء، وقد رأيتُ ذلك من بعضهم.

6) أثناء جمع القراءات يجعل جلسة لقالون مثلاً، ثم الثانية لورش بمقطع آخر، ثم الثالثة لابن كثير، بالمقطع الثالث .. وهكذا، وهذا كثيراً ما سمعنا ورأينا من بعضهم.

فهذه بعض أساليب التساهل في الإقراء في نظري، أرجو من مشايخي وأساتذتي وإخواني تقويم ما اعوج منها وتصحيحه، وإرشادي في ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير