تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[معارك التحريرات - 3]

ـ[أحمد كوري]ــــــــ[10 Jun 2010, 06:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

معركة الغنة في الراء واللام للأزرق (سنة: 1283هـ):

ذكر ابن الجزري الغنة في إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء لجميع القراء غير شعبة والأخوين، وأطلق ذلك في جميع مؤلفاته ولم يستثن الأزرق، قال في النشر (2/ 24): "قلت: وقد وردت الغنة مع اللام والراء عن كل من القراء وصحت من طريق كتابنا نصاً وأداء عن أهل الحجاز والشام والبصرة وحفص. وقرأت بها من رواية قالون وابن كثير وهشام وعيسى بن وردان وروح وغيرهم".

وقال في التقريب (131): "وذهب كثير من أهل الأداء إلى الإدغام فيهما مع تبقية الغنة ورووه عن أكثر القراء كنافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وغيرهم وهو رواية النهرواني عن نافع وأبي جعفر ويعقوب وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر، وقد صحت عندنا من طرق كتابنا عن أهل الحجاز والشام والبصرة وحفص، وقرأت بها من رواية قالون وابن كثير وهشام وابن وردان وروح وغيرهم".

وقال في الطيبة (البيت: 275):

وادغم بلا غنة في لام ورا وهي لغير صحبة أيضا ترى

وأطبق على ذلك شراح الطيبة؛ قال ابن الناظم (شرح الطيبة لابن الناظم: 114): "قوله: "وهي لغير صحبة" أي: والغنة عند اللام والراء تجوز لغير صحبة، يعني: أنها وردت عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب وحفص". ومثله في شرح الطيبة للنويري: (3/ 28).

واتفق على ذلك المحررون المتأخرون كالمنصوري، ت. 1134هـ، (انظر: شرح مختصر قواعد التحرير: 5، والمطلوب: 8) وحتى من بعد الأزميري فقد كانوا يأخذون بها كإبراهيم العبيدي (كان حيا سنة: 1237هـ)، الذي لم يمنعها مطلقا، كما يقول (التحريرات المنتخبة على متن الطيبة: اللوحة: 5أ): "ثم اعلم أن الغنة تمتنع مع الإدغام الكبير لأبي عمرو ويعقوب وعلى وجه المد المنفصل للإصبهاني وعلى قصره لحفص وعلى توسط البدل للأزرق وعلى تفخيم الراء المضمومة له".

وحتى المتولي (ت. 1313هـ) فقد صرح بأنه قرأ بها على جميع شيوخه كما يأتي، أما أول من منعها مطلقا فهو الأزميري (ت. 1155هـ)، كما يقول مثلا (عمدة العرفان: 16 – 17): "قوله تعالى: وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم إلى آخر الآية: فيه للأزرق بحسب التركيب ثمانية أوجه يصح منها خمسة، ويختص ترقيق اللام في ظلمتم بوجه الفتح في موسى والترقيق في خير، وقد عرفتك أنه ليس له الغنة في خير لكم".

ثم تأثر به المتولي فمنعها، وصار يتهم المنصوري بالضعف في معرفة الأسانيد، كما يقول في رسالته "الشهاب الثاقب للغاسق الواقب" (نقلا عن: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات: 91): "فالحاصل أن الغنة من طريق الأزرق ممتنعة، لا نعلم لها أثرا، ولا ندري لها خبرا، إلا ما وقع فيه المنصوري ومن تابعه من الضعفاء من من قصرت همته عن معرفة الطرق، وإن كنا قرأنا بها متبعين لهم فقد رجعنا عنها تأسيا بالنصوص النشرية وما وافقها من التفحيصات الإزميرية ". ويقول (نقلا عن: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات: 343 - 344): " اعلم أخي – وفقني الله وإياك لمرضاته – أني قرأت القرآن العظيم كله بالغنة في النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتها اللام والراء لورش من طريق الأزرق عند قصر البدل ومده دون توسطه، وعند توسط شيء دون مده، وعند ترقيق الراء المضمومة دون تفخيمها اعتمادا على ما وقع في كلام بعضهم واشتهر ... وقد تتبعت كلام النشر في أحكام النون الساكنة والتنوين فلم أجدها وردت عن الأزرق في طريق من الطرق التي قدمها في بحث الطرق" "وقد كان ذلك في سنة: 1283هـ".

مع أن المتولي ليس له سند إلى الأزميري، بل يتصل سنده بالعبيدي والمنصوري (انظر سند المتولي في: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات: 107 - 111).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير