تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حكم التغليظ مع الفتح في نحو {تصلى ناراً حامية} على توسط البدل لورش

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[25 May 2010, 10:47 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

كنت جالساً اتتبّع حلقة برواية ورش عن نافع على أحد القنوات لشيخنا أيمن سويد، فلفت انتباهي إلى قراءته بتغليظ اللام في {تصلى ناراً حامية} مع أنّه كان يقرأ بتوسّط البدل. ومعلوم أنّ توسط البدل يلزم منه التقليل في ذوات الياء وبالتالي الترقيق في {تصلى} لأنّها مقللة، والتقليل يلزم الترقيق كما هو معلوم، ثمّ بعد ذلك جاءتني الأخبار بأنّ الشيخ يقول بالتغليظ ولو على توسّط البدل مستدلاً بأقوال المتقدّمين.

فعزمت أن أبحث في المسألة وأفيد غيري في ذلك محاولا الاختصار ما استطعت فأقول وبالله التوفيق.

قال الشاطبيّ رحمه الله تعالى:

وفي طال خلفٌ مع فصالاً وعندما .......... يسكن وقفا ً والمفخّم فُضّلا

وحكم ذوات الياء منها كهذه

شرح البيت باختصار:

أشار الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى إلى أنّ التفخيم مفضّل في الأداء إذا فُصل بين الحروف الثلاثة وبين اللام بالألف وذلك في {طال}، و {فصالا}، {ويصّالحا}، وعندما تسكن اللام في الوقف في نحو {بطل} و {فصل} وكذا إذا وقعت قبل ذوات الياء في غير رؤوس الآي وذلك خمسة مواضع: في سبحان {يصلاها مذموماُ}، وفي الانشقاق {ويصلى سعيرا}، وفي الغاشية {تصلى ناراً حامية}، وفي الليل {لا يصلاها إلاّ الأشقى}، وفي المسد {سيصلى ناراً} وكذا قوله عند الوقف خاصّة لأنّه منوّن و {الذي يصلى النار} لأنّ الألف تذهب في الوصل.

فنخلص مما سبق جواز الوجهين في اللام الواقعة قبل ذوات الياء في غير رؤوس الآي أي التغليظ مع الفتح، والترقيق مع التقليل مع تقديم الأوّل في الأداء. وهذا مذهب الداني في جامع البيان وفي التمهيد، وإيجاز البيان، والتلخيص، والموضح كما ذكر المنتوري في شرحه على الدرر اللوامع: 2/ 620. واقتصر الداني في كتابه التيسير على وجه التغليظ مع الفتح. وهذا يدلّ على قوّة هذا الوجه في الأداء ولو كنت تقرأ بوجه التقليل في ذوات الياء. قال ابن الباذش في الإقناع: فأمّا {يصلاها مذموما}، و {يُصلّى سعيرا}، و {تصلى ناراً حامية}، و {لا يصلاها إلاّ الأشقى}، و {سيصلى ناراً}، فالذي أخذ به الناس له في هذه الخمسة بالتفخيم، وأجاز أبو عمرو الترقيق على طرد أصله في إمالة ما كان من ذوات الياء بين بين " انتهى كلامه.

قال ابن برّي في الدرر اللوامع:

والخلف في طال وفي فصالا ........ وفي ذوات الياء إن أمالا

قال المنتوري (ت834): وقوله: إن أمالا: يعني ورشاً والألف للإطلاق، وفيه تنبيه على أنّ الخلاف لا يعرض في تغليظ اللام من أجل الألف المنقلبة عن الياء، إلاّ على القول بإمالة ذوات الياء بين بين وأمّا على القول بالفتح فلا يعرض في ذلك خلاف، إذ لا مانع من التفخيم (شرح الدرر 2/ 618). انظر القصد النافع على الدرر اللوامع للخراز (ت718) ص 295. قال الجعبري: "ويجوز أن يُقال إنّ الخلاف على قول من يميل ذوات الياء لأنّ اللام جاورها ما يقتضي تغليظها وما يقتضي ترقيقها، لكن التغليظ يكون ههنا أولى من الإمالة، لأنّه شبّه الخلاف الذي هنا بالخلاف الذي سكن للوقف ... " (إبراز المعاني ص 264 دار الكتب العلمية).

أقول: إن قرأت بالفتح في ذوات الياء فليس لك في اللام الواقعة قبل ذوات الياء من غير رؤوس الآي إلاّ الفتح مع التغليظ، وإن قرأت بالتقليل في ذوات ا لياء جاز لك في اللام الوجهان: الفتح مع التغليظ والترقيق مع التقليل مع تقديم الأوّل في الأداء. وبالتالي فيكون:

- مع قصر البدل الفتح في ذوات الياء مع الفتح والتغليظ في نحو {تصلى ناراً حامية}

- ومع توسّط البدل التقليل في ذوات الياء مع الوجهين في نحو {تصلى ناراً حامية} مع تقديم الفتح مع التغليظ،

- ومع طول البدل الفتح في ذوات الياء مع الفتح والتغليظ في نحو {تصلى ناراً حامية}، ومع التقليل في ذوات الياء يجري الوجهان في {تصلى ناراً حامية} مع تقديم الفتح مع التغليظ

فيصير المجموع ستة أوجه: واحد على قصر البدل، ثنتان على توسطه، وثلاثة على طوله. خلافاً لمذهب المعاصرين الذي يعدّها أربعة أوجه وهي:

- قصر البدل وعليه الفتح في ذوات الياء مع الفتح والتغليظ في نحو {يصلاها}

- توسط البدل وعليه التقليل في ذوات الياء مع التقليل والترقيق في اللام

- طول البدل مع الوجهين في ذوات الياء: فتح ذوات الياء مع الفتح والتغليظ في اللام، وتقليل ذوات الياء مع التقليل والترقيق في اللام.

والعلم عند الله تعالى.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[26 May 2010, 02:17 ص]ـ

-

فيصير المجموع ستة أوجه: واحد على قصر البدل، ثنتان على توسطه، وثلاثة على طوله. خلافاً لمذهب المعاصرين الذي يعدّها أربعة أوجه

والعلم عند الله تعالى.

السلام عليكم

شيخنا الحبيب.هل أنت تتكلم في هذه النقطة من طريق الشاطبية؟؟

هل هذا الكلام منقول عن الخاقاني ـ وهو طريق التوسط ـ من التيسير؟

وجزاكم الله خيرا

والسلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير