[إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[21 Jun 2010, 07:46 ص]ـ
إثبات تواتر القرآن
دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات
مقدمة
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فإن مسألة تواتر القرآن لجديرة بالبحث الجادّ المعمّق إذ لم تفرغ الأمة منذ نشأة علم القراءات إلى تحرير هذه الجزئية رغم أهميتها وأهليتها للبحث والدراسة.
وإنما انشغل المتخصصون والباحثون وغيرهم بمناقشة ثلاثة آراء هي:
1. القول بترادف لفظي القرآن والقراءات
2. القول بتواتر القراءات السبع والعشر.
3. القول بثبوت القرآن بصحة السند واستفاضته دون اشتراط التواتر.
ولم يستطع أي منهم ـ عبر التاريخ ـ إثبات تواتر القرآن على أرض الواقع، أو تجاوز هذه الدعوى إلى الاستدلال لأنهم بكل بساطة وبكل صراحة لم يفرقوا بين القرآن كما قرأه الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية ليقرئوا بها الناس وبين القراءات وما تضمنته من إدراج لهجات انقرض أهلها ومن قياس عريض لا يفتقر القرآن إليه، وإنما تعددت الروايات وتكاثرت بسبب التمسك به.
أهداف البحث
وأحاول من خلال هذا البحث:
إثبات تواتر القرآن دون الحاجة على اللهجات والقياس في القراءات.
بعد أن تبينت منذ عشرين سنة أن المصنفين من طرق الرواة ابتداء من القرن الرابع الهجري قد أدرجوا في القراءات كثيرا من اللهجات لتجذيير تعدد الروايات والقراءات وأدرجوا فيها كثيرا من القياس، وكان القرآن ولا يزال غنيا عن ذلك كله، تماما كما هو غني. أي لا يفتقر إلى تعدد الروايات والقراءات ليقع عليه الوصف بالتواتر.
وتبينت أكثر من هذا وهو أن عودة الأمة إلى الأداء بالمصاحف العثمانية أي إلى ست روايات أو خمس هي عدد المصاحف العثمانية لأيسر من حفظ الشاطبية أو الطيبة ومن تعلم القراءات العشر الصغرى أو الكبرى أو أقل من ذلك أو أكثر.
وأدعو الأمة إلى العودة إلى الأداء بالمصاحف العثمانية ليصلح آخرها بما صلح به أولها.
أدعو الأمة إلى استعادة الأداء الذي قرأ به الصحابة والتابعون الذين رافقوا المصاحف العثمانية وكلّفهم الخليفة عثمان بن عفان والصحابة معه رضي الله عنهم بإقراء الناس.
ولتصبح لدينا الروايات الخمس التالية:
1. رواية بالمصحف المدني.
2. رواية بالمصحف المكي.
3. رواية بالمصحف الشامي.
4. رواية بالمصحف الكوفي.
5. رواية بالمصحف البصري.
وتعني صحة القول بفقدان مصحفي البحرين واليمن أن قد ضاعت روايتان.
المبحث الأول:
الخطأ المنهجي بتهميش الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية وأقرأوا بها
ومن العجب العجاب أن تضمنت كتب المصنفين من طرق الرواة خطأ منهجيا لم يصححه متأخر منهم إذ أعرضوا عن تتبع أسماء الصحابة الذين بعث بهم عثمان بن عفان بالمصاحف إلى الأمصار ليقرئوا الناس بذلك الأداء، ولم تتضمن كتب المصنفين قبل ابن مجاهد وانتهاء بابن الجزري تتبع الخلاف بين روايات الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية وأقرأوا بما فيها من الأداء المأذون به، أما كتب المصنفين أو المحررين بعد ابن الجزري فإنما هم عالة عليه لم يأتوا بجديد إلا جديدا يبعد الأمة عن تحرير القراءات وتحرير طرقها.
ولنأخذ النماذج التالية من أمهات النشر أي من المصنفين من طرق الرواة:
ـ بدأ ابن مجاهد (ت 324 هـ) سبعته بذكر القراء السبعة وأنسابهم وأساتذتهم وتلامذتهم بدءا بنافع، غير أنه قال في مقدمته " ... والقراءة التي عليها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقيا وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين أجمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذهبه " اهـ بلفظه
¥