[معارك التحريرات – 5]
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[19 Jun 2010, 02:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
معركة الجمع بين القراءات (المعركة التونسية):
اختلف العلماء في حكم جمع القراءات، وأثار هذا الخلاف معركتين، إحداهما في تونس والأخرى في مصر، واستتبع الجدل في حكم الجمع بحث مسألة التلفيق والخلط بين القراءات، وهي مسألة من صميم اهتمامات المحررين؛ إذ أن التحريرات ما نشأت إلا لمنع الخلط والتلفيق.
وقد وقعت المعركة التونسية؛ سنة: 1187هـ، وقد أجملها الشيخ إبراهيم المارغني التونسي، بقوله في رسالته: "تحفة المقرئين والقارئين في بيان حكم جمع القراءات في كلام رب العالمين": 225 – 227: "الخاتمة: في ذكر قضية تتعلق بجمع القراءات وقعت بحاضرة تونس عام سبعة وثمانين ومائة وألف، وحاصلها باختصار أن عالما من علماء حاضرة تونس ادعى أن جمع القراءات ممنوع لأنه لم يكن عليه السلف؛ فهو بدعة وكل بدعة ضلالة وأقل ذلك أن يكون مكروها والإدمان على المكروه فسق، فعارضه شيخ القراء في ذلك التاريخ بأن جمع القراءات جائز وذكر له أدلة الجواز فلم يلتفت إليها وحلف ليكتبن في ذلك رسالة إلى أمير تونس أبي الحسن علي باشا باي بن الأمير حسين باشا باي ليأمر بإبطال جمع القراءات فكتب الرسالة في نحو أربع ورقات وأغلظ فيها القول على القراء، ومن ما ذكره فيها أن في جمع القراءات الفساد والتحريف والتبديل للقرآن، ثم أرسلها إلى الأمير المذكور فلما اطلع عليها أمر بإحضار كتب القراءات بين يديه كالنشر في القراءات العشر والإتقان في علوم القرآن وغيث النفع في القراءات السبع وغيرها من المواد وأحضر كثيرا من علماء المالكية والحنفية وأمرهم بتصفح تلك الرسالة وبمراجعة أصولها، فلما راجعوا أصولها وجدوا المنع في تركيب القراءات، وأما جمعها بشروطه المتقدمة فوجدوا في جميع المواد أنه جرى به العمل من أثناء المائة الخامسة إلى أزمنة مؤلفي تلك الكتب، ولما تبين للأمير الحق في المسألة اشتد غضبه على كاتب الرسالة وحكم فيه قاضي باردو فحكم عليه بالنفي من حاضرة تونس فنفي منها ووزعت وظائفه على جماعة من العلماء".
المصدر:
تحفة المقرئين والقارئين في بيان حكم جمع القراءات في كلام رب العالمين – للشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي - مطبوعة بهامش النجوم الطوالع في أصل مقرإ الإمام نافع - دار الفرقان للنشر الحديث – الدار البيضاء – 1994م (ط. مصورة عن ط. التونسية 1322 هـ).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2010, 10:17 ص]ـ
أشكر أخي العزيز الدكتور أحمد كوري على هذه المعلومات الطريفة التي يتحفنا بها في ملتقى القراءات، وأسأل الله له التوفيق دوماً.
وهذه الحادثة لها نظائر عن بعض العلماء الذين كانوا يضيقون ذرعاً ببعض الآراء العلمية التي فيها سعة من الأمر، ويتخذون في سبيل معارضتها كافة السبل المشروعة وغير المشروعة أحياناً، ثم تكون العاقبة كعاقبة هذا الشيخ رحمه الله.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[19 Jun 2010, 03:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ الدكتور المشرف العام، على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
والشكر والدعاء أيضا لفضيلة الشيخ أبي تيماء.
وفقكم الله وأيدكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.