[أسباب الإدغام (طلب الإفادة والتصويب)]
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[12 Sep 2010, 08:52 ص]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
فقد كنتُ وما زلتُ - ولله الحمد - أقوم بتدريس علم التجويد للإخوة والأخوات ببلادنا، وتيسيره لهم، وعمل عليه بعض الملخصات، ومن الملخصات مبحث (أسباب الإدغام) أضعه هنا على عدَّة مشاركات لأستفيد من علم مشايخي وأحبتي طلبة العلم طالباً منهم التصويب والإفادة:
فمما جاء في المقدمة:
أما بعد: فهذا ملخص مختصر في باب (المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين) في علم التجويد، جمعته بطلب من بعض الإخوان والأخوات عندما كنتُ أقوم بتدريس متن (تحفة الأطفال) للجمزوري – رحمه الله تعالى- في عدَّة دورات علميَّة تجويدية، وكان من آخرها دورة معلمات القرآن الكريم بمقرأة تاج الوقار التابعة للقطاع النسوي بمدينة غيل باوزير.
وقد راعيتُ في كتابة هذا المختصر سهولة الألفاظ، ووضوح العبارة، واعتمدتُ فيه على ما تلقيناه عن مشايخنا وبعض المصادر في هذا الفن، وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقتُ في جمعه، فمن وجد في هذا خطأً بيّناً فليرشد، وله الدعاء مني مبذول، وأسأل اللهَ تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعلنا من أهل القرآن، وَصَلَى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم أَجْمَعِينَ، وَسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلِيكَ.
الْمتماثلان
تعريفهما: هما الحرفان اللَّذان اتفقا مخرجًا وصفةً (1) ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1).
يقول الشيخ الجمزوري – رحمه الله - في تحفته:
إنْ في الصفات والمخارج اتفق ** حرفان فالمثلان فيهما أحق
أقسام المثلين وحكم كل قسم
وينقسم المتماثلان إلى ثلاثة أقسام:
1) المتماثلان الصغير: وهو أن يكون الحرف الأول منهما ساكنًا والثاني متحركًا.
وسمِّي صغيرًا لسكون أوَّلهما وتحرك الثاني فيسهل إدغامه لقلَّة العمل فيه. (وسيأتي حكمه والأمثلة عليه).
2) المتماثلان الكبير: و هو أن يكون الحرف الأول متحرك، والحرف الثاني متحرك أيضاً.
وسمِّي كبيرًا؛ لأنَّ الحرفين فيه متحركان، وعند من يدغمه يكون العمل فيه أكثر حيث يحتاج إلى تسكين الحرف الأول قبل إدغامه.
(والإدغام الكبير خاص بقراءة بعض القُرَّاء، وسيأتي ما يدغمه حفص من الإدغام الكبير).
3) المتماثلان المطلق: و هو أن يكون الحرف الأول منهما متحركًا والثاني ساكنًا.
وسمِّي مطلقًا؛ لعدم تقييده بصغير ولا كبير.
ومثاله: (مَا نَنْسَخ)، (شَقَقْنَا).
(وحكمُهُ: وجوب الإظهار عند جميع القُرَّاء).
حكم المثلين الصغير والأمثلة عليه
حكمه: وجوب الإدغام لكلِّ القرَّاء بشروطه.
والأمثلة عليه:
1) الباء مع الباء: مثل: (اضْرِب بِّعَصَاكَ)، (اذْهَب بِّكِتَابِي).
2) التاء مع التاء: مثل: (رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ)، (إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ).
3) الدال مع الدال: مثل: (وَقَد دَّخَلُوا).
4) الذال مع الذال: مثل: (إِذ ذَّهَبَ).
5) الرَّاء مع الرَّاء: مثل: (وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيْراً).
6) النون مع النون: مثل: (مِن نِّعْمَةٍ)، (وَمَن نُّعَمِّرُهُ).
7) الفاء مع الفاء: مثل: (فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ).
8) اللام مع اللام: مثل: (قُل لَّا يَعْلَمُ)، (وَالَّيْلِ).
9) الميم مع الميم: مثل: (لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ)، (إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ).
10) الكاف مع الكاف: مثل: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوتُ).
11) الهاء مع الهاء: مثل: (وَمَنْ يُكْرِههُّنَّ)، (أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ).
12) الواو مع الواو: مثل: (بَمَا عَصَوا وَّكَانُوا)، (اتَّقَوا وَّ ءَامَنُوا).
* وبهذا نعرف بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض التالين لكتاب الله تعالى في هذا الباب، وذلك مثل:
1) همس التاء الساكنة التي بعدها التاء (فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُم): وهذا لا يصح لوجود الإدغام المثلي الكامل، بل ندغم وتصبح هكذا: (فَمَا رَبِحَتِّجَارَتُهُمْ).
¥