[لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة]
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[05 Jul 2010, 09:27 م]ـ
[لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة]
جمع وترتيب
سامح سالم عبد الحميد
[لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة]
الحمد لله على ما أنعم والشكر له على ما ألهم وصلى الله على محمد وسلم وبعد .....
فهذا بحث في أحكام لفظ الجلالة يهتم بتوجيه الأحكام بعد ذكرها والله أسأل القبول.
أولا: الكلام على اللام من لفظ الجلالة وأحكامها:
اللام من لفظ الجلالة لها حكمان: التفخيم والترقيق
والتفخيم إذا أتى قبلها فتح أو ضم والترقيق إذا أتى قبلها كسر مطلقا
حكم التفخيم:
اللام من لفظ الجلالة (الله) وإن زيد عليه الميم في آخره (اللَّهُمَّ) فتفخم لكل القراء إذا وقعت بعد فتحة خالصة سواء كانت حقيقة أو حكماً أو بعدَ ضمه.
أما وقوعها بعد الفتح الحقيقي فكثير نحو: {شَهِدَ اللَّهُ} {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَآ} {لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ} {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}.
وأما وقوعها بعد الفتح الحكمي: ففي لفظي {ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} و {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} على كلا الوجهين أي الإبدال والتسهيل بين بين وذلك لأن اللام هنا لم تقع بعد فتح حقيقي كما نحو {قَالَ اللَّهُ} وإنما وقعت بعد الهمزة المبدلة ألفاً في وجه الإبدال وبعد الهمزة المسهلة في وجه التسهيل والألف المبدلة في حكم الفتحة لأنها مبدلة من همزة الوصل المفتوحة في الأصل، وكذلك الهمزة المسهلة فإنها في حكم المتحركة بالفتح أيضاً فلهذا فخمت اللام في اللفظين على كلا الوجهين بلا خلاف للجميع. ا. هـ هداية القاري نقلا عن الدرر اللوامع
وأما وقوعها بعد الضم فكثير نحو {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ} {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ} {رُسُلُ اللَّهِ} {قَالُواْ اللَّهُمَّ}. أهـ هداية القاري لعبد الفتاح المرصفي ـــ رحمه الله تعالى.
وقد أشار إلى شرطي التفخيم في لام لفظ الجلالة الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:
*وفَخَِّم اللاَّمَ من اسْمِ الله * عن فتْحٍ أو ضَمٍّ كَعَبْدُ الله * أهـ
كما أشار إلى ذلك الإمام ابن بري في الدرر بقوله رضي الله عنه:
*وفُخِّمَتْ في الله واللَّهُمَّهْ * للْكُلِّ بَعْدَ فتْحة أو ضمَّة * أهـ هداية القاري لعبد الفتاح المرصفي ـــ رحمه الله تعالى.
فائدة:
(اللهم) قيل: معناه: يا الله، فأبدل من الياء في أوله الميمان في آخره (وهذا قول الخليل رحمه الله، انظر: اللسان (أله)؛ ومعاني الفراء 1/ 203)، وخص بدعاء الله، وقيل: تقديره: يا الله أمنا بخير (وهذا قول الفراء، ذكره في معاني القرآن 1/ 203)، مركب تركيب حيهلا. أ. هـ الراغب في مفرداته
ملحوظة:
قال ابن الجزرى: (فإن فصل هذا الاسم مما قبله وابتدئ به (الله) فتحت همزة الوصل وغلظت اللام من أجل الفتحة) أ. هـ النشر في القراءات العشر
كيفية تفخيم اللام؟:
أما إسمانها فبأن يكون العمل فيها بوسط اللسان وأدخل قليلا من مخرجها. أ. هـ الموضح للقرطبى
وكلمة (إسمانها) تعنى تفخيم اللام.
توجيه تفخيم اللام بعد الفتح والضم.
يدور توجيه اللام المفخمة في لفظ الجلالة عند العلماء على محورين:-
المحور الأول
تعظيم هذا الاسم لأنه خاص بالمعبود الحق وللتفرقة بينه وبين غيره وإليك أقوال الأئمة:
قيل: للتنبيه على فخامة المسمى به وجلاله. الموضح لعبد الوهاب القرطبى
وقيل: قصدا لتعظيم هذا الاسم الأعظم. إتحاف فضلاء البشر
وقيل: للتفرقة بينه وبين سائر اللامات. المنح الفكرية
وقيل: تعظيما لهذا الاسم الشريف الدال على الذات وإيذانا باختصاصه بالمعبود الحق. النويرى في شرح الطيبة
المحور الثاني:
فخمت اللام لأن الفتح والضم يناسبهما التفخيم لأنهما يستعليان في الحنك وإليك أقوال الأئمة:
قيل: فخمت بعد الضم والفتح لأن موجب الترقيق معدوم والضمة والفتحة يستعليان في الحنك. "فتح الوصيد في شرح القصيد للسخاوى "
وقيل: لمناسبة الفتح والضم التفخيم المناسب للفظ الله. الطرازات المعلمة لعبد الدائم الأزهرى ونقله ابن يالوشة في شرح الجزرية
تنبيهات:
¥