[سؤال عن منشأ القول بإعجاز الرسم القرآني]
ـ[نور]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل كان مبدأ القول بإعجاز الرسم القرآني من أهل التصوف؟
سبب هذا السؤال أني وجدت – على قلة إطلاعي - من يزعم بأن رسم المصحف سر من أسرار الله معدود في أهل التصوف.
1.ابن البناء المراكشي رحمه الله في كتابه عنوان الدليل.
2.أحمد بن المبارك وشيخه عبد العزيز الدباغ رحم الله الجميع
ثم هل ظهر القول بإعجاز الرسم القرآني أو القول بأن رسم المصحف سر من أسرار الله تعالى قبل المراكشي؟
أسأل الله أن يبارك للجميع في علمهم وعملهم
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[11 Jul 2010, 10:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وعلينا معهم في الصالحين، آمين اللهم آمين:
معلوم أن القرآن كتب ورسم بالرسم العثماني بعد وفاة رسول الله وانقطاع الوحي، فلا يحتاج بيان بطلان القول بإعجاز الرسم إلى مزيد كلام، إذ لا إعجاز بعد انقطاع الوحي لأن الذي تحدى بالإعجاز هو الله، ولا وحي يصل بين البشر وبينه لمعرفة الرسم المعجز بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فيما أعلم.
ولكن يمكن النظر إلى جانب آخر مذهل في هذه العملية، وهي كيف أن صورة الرسم هذه استوعبت القراءات وكيف عمل المكلفون بكتابته من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على مثل هذا المستوى العالي من الإدراك والتنظيم، بحيث رسمت تلك المصاحف وربما رسمت فيها الكلمة لتعطي كل الطرق المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها، أما ابتداع الخزعبلات فديننا في غنى عنها.
والقرآن معجز من قبل كتابته وتدوينه على أي صورة من الصور.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[11 Jul 2010, 11:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وعلينا معهم في الصالحين، آمين اللهم آمين:
معلوم أن القرآن كتب ورسم بالرسم العثماني بعد وفاة رسول الله وانقطاع الوحي، فلا يحتاج بيان بطلان القول بإعجاز الرسم إلى مزيد كلام، إذ لا إعجاز بعد انقطاع الوحي لأن الذي تحدى بالإعجاز هو الله، ولا وحي يصل بين البشر وبينه لمعرفة الرسم المعجز بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فيما أعلم.
ولكن يمكن النظر إلى جانب آخر مذهل في هذه العملية، وهي كيف أن صورة الرسم هذه استوعبت القراءات وكيف عمل المكلفون بكتابته من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على مثل هذا المستوى العالي من الإدراك والتنظيم، بحيث رسمت تلك المصاحف وربما رسمت فيها الكلمة لتعطي كل الطرق المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها، أما ابتداع الخزعبلات فديننا في غنى عنها.
والقرآن معجز من قبل كتابته وتدوينه على أي صورة من الصور.
هذا الكلام ليس دقيقاً، فقد عني الرسول صل1 والصحابة رض3 بكتابة المصحف ولم ينتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى إلا والقرآن قد كتب كاملاً، ولكن لم يجمع في مصحف واحد، فقد كان للرسولصل1 كتاب كثر زادوا على الستين كاتباً، منهم الخلفاء الأربعة، ومعاوية، وأبان بن سعيد، وثابت بن قيس، وأرقم بن أبي، وحنظلة بن الربيع وغيرهم رض3، وقد روى زيد بن ثابت رض1 قال: ((كنت أكتب الوحي عند رسول الله صل1 وهويملي علي، فإذا فرغت قالصل1 اقرأ، فأقرأه، فاذا كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس)) رواه الطبراني في المعجم الكبير ورجاله موثوقون
أما بخصوص سؤال الاخت الكريمة فحسب علمي وبحثي في هذا الموضوع لم أطلع على قول قبل ابن البناء المراكشي (ت 721هـ) قال ان للرسم أسرار ومعاني باطنة تتعلق بمراتب الوجود والمقامات، مع الملاحظة أن المراكشي كان ذا ميل شديد إلى العلوم الرياضية والعقلية ويتجلى ذلك في مؤلفاته الكثيرة في الفلسفة والمنطق والفلك والرياضيات، ثم أنه ذو اتجاه صوفي وجداني دفعه إلى الانقطاع مدة عن أكل ما فيه روح، وأصيب بحالة عصبية فحجب في بيته سنة (1)، مما انعكس على تعليلاته على ظواهر الرسم، يقول أستاذنا الدكتور غانم: ((ورغم الصورة المنطقية التي يعرض فيها المراكشي مذهبه فإن هذا الاتجاه بعيد كل البعد عن طبيعة الموضوع، فلم يدر في خلد الصحابة رض3 شيء من تلك المعاني التي يحاول أبو العباس المراكشي أن يعلل بها رسم الكلمات في صورة فلسفية باطنية ... )) رسم المصحف دراسة لغوية تأريخية 229
ـــــــــــــــــ
(1) ينظر في ترجمته كتاب الاعلام للزركلي 1/ 213
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[11 Jul 2010, 12:41 م]ـ
هذا الكلام ليس دقيقاً، فقد عني الرسولصل1 بكتابة القرآن ولم ينتقل الرسول إلى الرفيق
أخي إياد الكتابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أمر معلوم غير مغفل ولا متناسى أثناء الرد لكن الحديث كان عن الرسم العثماني لأن الحوار يدور حول صورة هذا الرسم وما فيها من إعجاز، ولنفرض جدلا أن الرسم هو ما كان كتبه معاوية وزيد وأبي وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ما لم يؤثر هو الأمر قرآنا أو سنة برسم كلمة على نحو معين، لأن هذا متى كان على هذا النحو جاز لنا البحث عن جوانب إعجازه، للنص على صورته، ولقصد الشارع الحكيم إليه، أما الاجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم فهو خارج دائرة الإعجاز، كونه عملا بشريا، ولكن يحسب لهم ما بلغوا إليه من مراحل الفهم والاستنباط التي ربما لم تصلها غيرهم من الجماعات البشرية في المماثل من المقامات، رضي الله عنهم أجمعين وجعلنا من التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
¥