[المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (4)]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[18 May 2010, 06:31 م]ـ
لقد قررت أن أبدأ بطريق التيسير كما بدأها ابن الجزري في نشره وثنّى بطريق الشاطبية جميع طرق كتابه النشر للرواة العشرين، ولكن عدلت عن ذلك، فاخترت الابتداء بطريق الشاطبي للرواة وطرقهم وأن أثني بطريق التيسير لارتباط التيسير بطريق جامع البيان ثم أتجاوز إلى سائر طرق النشر المعلومة والله من وراء القصد وهو المستعان وعليه التكلان:
قال الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله وأكرمه في الصفحة (63) من السلاسل الذهبية ما نصه: "انتقى الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله تعالى ـ من هذا الكتاب (يعني الشاطبية) تسعة عشر طريقا تفصيلها:
قالون: 1، 27
ورش من طريق الأزرق: 89، 91
البزيّ: 154
قنبل: 199
الدوري عن أبي عمرو: 232، 242، 273
السوسي: 367
هشام: 397
ابن ذكوان: 450
شعبة: 530، 543
حفص: 608
خلف عن حمزة: 662
خلاد: 717
أبو الحارث: 788
الدوري عن الكسائي: 828
اهـ بلفظه محل الغرض منه
وقبل الانتقال إلى كتاب التيسير فجامع البيان إلى آخر أمهات النشر التي انتقى منها ابن الجزري طرق النشر والطيبة سأناقش طرق الشاطبية المذكورة مبتدئا بطريق قالون التي اقتصرت السلاسل الذهبية منها على طريقين هما الأولى (1)، والسابعة والعشرون (27)، وذلك ظاهر عبارة النشر إذ اعتبر طريق التيسير لقالون وطريقين سواها للشاطبية كلها طريقا واحدة لإبراهيم بن عمر عن ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون.
ولا يسلم ذلك للنشر بل أجزم أنه سقط لحق بالكتاب من النساخ أو من عوادي الدهر، وكان الاستدراك على السلاسل الذهبية هو تقليد النشر وعدم التنبيه والتصويب كما فعل في أكثر من موضع وكان الترك في بعضها هو الصواب والله أعلم.
قال في النشر (1/ 99) ما نصه: رواية قالون طريق أبي نشيط عن قالون من طريق ابن بويان من سبع طرق (الأولى) إبراهيم بن عمر عنه من طريقي الشاطبية والتيسير. فمن التيسير قال الداني قرأت القرآن كله على شيخي أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى المقري الضرير وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقري وقال قرأت على إبراهيم بن عمر المقري.
ومن الشاطبية قرأ بها الشاطبي على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي وقرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن غلام الفرس وقرأ بها على أبي داود سليمان بن نجاح وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن ابن الدوش وأبي الحسين يحيى بن إبراهيم بن البياز وقرؤا بها على الداني.
وقرأ بها الشاطبي أيضاً على أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل وقرأ بها على أبي داود على الداني بسنده " اهـ محل الغرض منه.
وقال في النشر أيضا (1/ 101): " ومن طريق القزاز طريقان الأولى طريق صالح بن إدريس عنه ثمان طرق. الأولى: طريق ابن غصن قرأ بها الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الملك ين شفيع على عبد الله بن سهل على أبي سعيد خلف بن غصن الطائي " اهـ محل الغرض منه، وأثبت لاحقا في الصفحة التالية قراءة ابن غصن الطائي على أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون وقراءة عبد المنعم بن غلبون على أبي سهل صالح بن إدريس وقراءة صالح بن إدريس على القزاز عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون
ويعني ذلك أن ابن الجزري قد انتقى في النشر من الشاطبية أربع طرق بالتمام والكمال:
الأولى: هي التي أدغمها ابن الجزري في طريق التيسير من قراءة الداني على فارس على عبد الباقي بن الحسن على إبراهيم بن عمر على ابن بويان على ابن الأشعث على أبي نشيط على قالون.
إن لصاحب النشر منهجا وأسلوبا رائعا ذا مستوى عال من التحقيق والتدقيق إذ أدغم طريق الشاطبية في التيسير وعدّهما طريقا واحدا كلما تقيّد الشاطبي بما في التيسير أي نظمه من غير زيادة كما هو جلي من طرق النشر المنتقاة لرواية البزي وقنبل والسوسي وهشام وابن ذكوان وحفص وخلف وخلاد وطريقي شعبة.
¥