[المستدرك على (السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية للدكتور أيمن سويد) (2)]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[13 May 2010, 04:10 م]ـ
[المستدرك على (السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية للدكتور أيمن سويد) (2)]
قلت: ولا يخفى اتصال أسانيد الأئمة المعاصرين كالشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد والمرصفي والزعبي وغيرهم من الأعلام إلى ابن الجزري صاحب النشر كما لا مرية في اتصال أسانيد ابن الجزري إلى كل كتاب من أمهات كتابه النشر.
وأما الحلقة الثانية أي أسانيد مصنفي طرق الرواة ـ ومنها أمهات كتاب النشر ـ إلى الرواة والقراء العشرة فلا خلاف في اتصالها كذلك بل نجزم به ولكن عوادي الدهر وتحريف النساخ وتصحيفهم جعل ضبطها وتحريرها وتصحيحها من مواضع الإشكال ـ ولم تستغرقه ـ وحولها يدور جزء عريض من تحرير طرق القراءات، ولقد تتبعتها أكثر من عشرين حولا جزئية جزئية ولاستغراقي في تتبعها اضطررت إلى الرجوع إلى كل حرف من أحرف الخلاف وقع للراوي فيه الوجهان، فاكتسبت دراية جعلتني أطمئن إلى أن ابن الجزري يستحق أكثر من لقب المحقق وإلى أن نقله من عشرات الكتب التي اعتمدها طرقا لكتابه النشر أصح وأن اعتماده أولى للباحثين المعاصرين من تحقيق السادة الدكاترة ـ إلا قليلا منهم ـ مخطوطات أمهات النشر وغيرها من كتب التخصص ولا نظلمهم فضيلة سبق إخراجها من عالم المخطوطات.
ولقد وقع في يدي كتاب السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية لخادم القرآن الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله ورعاه، فكنت ـ ولا أزال ـ به حفيا، لما سيوفره لي من الجهد والوقت، وعلمت أني سأفرغ لمراجعته وتتبعه قبل الاستعانة به، فتصفحته تصفحا ابتدائيا عشوائيا فوقعت عيناي على الصفحات (351 – 353) بعنوان (طرق رواية شعبة عن عاصم معزوة إلى مصادرها الأصول) وكذا الصفحات (356 - 367).
وكانت البداية ...
بداية تتبع عمل الدكتور أيمن سويد حفظه الله.
وقبل الاسترسال في الملاحظات بدءا بأول الكتاب، سأحكي للإخوة الباحثين المتخصصين كيف كانت البداية ليتمكنوا من فهم واستيعاب أسلوبي الذي انفردت به حين أفرغ لتتبع الطرق أو لتحريرها، وأتراجع عن هذا الإطلاق في هذا الموضع، إذ هو من كلام العوام وإنما يقع مدلول "تحرير طرق القراءات" على أكثر من هذا الاستدراك أو التصحيح بل على أعمق منه وأدق وأرق وأخفى.
لقد اعتمد الشيخ الدكتور أيمن حفظه الله ورعاه لرواية أبي بكر شعبة على كتب من مصنفات طرق الرواة قرأت أسماءها فكدت أسقط من هول المفاجأة إذ نسي عدة كتب هي من طرق النشر لرواية أبي بكر شعبة عن عاصم، نسيها الدكتور أيمن تقليدا منه ـ في أحسن الاحتمالات وأحسن المخارج ـ النسخة المتوفرة من كتاب النشر ولعلها النسخة المطبوعة القديمة التي حققها الشيخ علي محمد الضباع شيخ عموم المقارئ بالديار المصرية الذي قرأ كتاب النشر من أوله إلى آخره على شيخه عن مثله إلى منتهاه ابن الجزري، قراءة ابتدائية لم تنتبه إلى ما فيه تفتقر إليه من صفحات وفقرات بكاملها حذفت بعوادي الدهر أو سقطت من النساخ ويستدل من خبر هذالا الفن ودراه عليها بالسياق وبتحرير المحقق ابن الجزري في كل حرف وقع فيه الوجهان فأكثر عن الراوي، ولم تنتبه تلك القراءات الابتدائية إلى سقوط طرق بكاملها من أسانيد ابن الجزري في المجلد الأول.
لقد سقط من كتاب النشر أثناء إيراده طرق شعبة على سبيل المثال لا الحصر والاستقصاء كل من الأمهات التالية:
1. التذكرة لأبي الحسن طاهر بن غلبون الحلبي نزيل مصر ت 399 هـ
2. الإرشاد لأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون نزيل مصر ت 389 هـ
3. الهادي لابن سفيان القيرواني ت 415 هـ
4. الهداية للمهدوي المغربي ت بعد 430 هـ
5. التبصرة لمكي بن أبي طالب الأندلسي ت 437 هـ
وعلمت ذلك بتتبعي الأحرف التي وقع فيها لشعبة أبي بكر الوجهان ومنها النماذج التالية:
ـ قال في النشر (2/ 261) في فرش الأنعام:
¥