[مع علماء رسم المصحف والوقف والابتداء بخصوص كتب مقطوع القرآن وموصوله.]
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[08 Jul 2010, 01:42 م]ـ
ذكر محمد بن إسحاق النديم البغدادي الوراق (ت 385 هـ) في كتابه " الفهرست " أربعة من العلماء صنفوا في هذا الفن، وهم: ابن عامر، وحمزة، والكسائي، والسري (؟).
حيث قال: ((الكتب المؤلفة في " مقطوع القرآن وموصوله ": " كتاب الكسائي". " كتاب السري ". " كتاب حمزة بن حبيب ". " كتاب عبد الله بن عامر ")).
وعلى الرغم من أن النديم قد وضع هذه الكتب الأربعة في فن مستقل، ولم يدرجها مع الكتب المصنفة في رسم المصحف، ولا في الوقف والابتداء.
وتبعه على ذلك بعض المفهرسين. يراجع: تاريخ التراث العربي، وأعلام الدراسات القرآنية، ومعجم الدراسات القرآنية، ومعجم مصنفات القرآن الكريم.
وفيما يخص كتاب " مقطوع القرآن وموصوله " للكسائي – وحده - تبعه كثيرون، ويكفي أن ننظر في هذه المراجع عند ترجمة الكسائي: نزهة الألباء، ومعجم الأدباء، وإنباه الرواة، ومعرفة القراء، والوافي بالوفيات، وغاية النهاية، وتحفة الأديب، وطبقات المفسرين للداودي ... وغيرها، ولم يذكر واحد منهم أن موضوع هذه الكتب هو رسم المصحف، ولا الوقف والابتداء.
على الرغم من ذلك فإن شيوخنا الأجلاء الذين تتبعوا الكتب المصنفة في رسم المصحف – وعلى رأسهم: أستاذنا الدكتور غانم قدوري الحمد -، وتبعه على ذلك السادة الدكاتره/ أحمد شرشال، وسعود الفنيسان، ومولاي محمد الإدريس، وعبد الحفيظ الهندي، ومهدي قارئ ... وغيرهم قد أدرجوا الكتب الثلاثة الأولى فقط (؟!) ضمن الكتب المصنفة في هذا الفن.
كما أن شيوخنا الذين تتبعوا الكتب المصنفة في الوقف والابتداء – وهم كثيرون؛ منهم: الدكاتره/ أحمد خطاب العمر، وخديجة أحمد مفتي، ومحمد العيدي، وعبد الله المطيري ... وغيرهم – قد وضعوا الكتب الثلاثة الأولى فقط (؟!) ضمن الكتب المصنفة في الوقف والابتداء، ولم يأت واحد من هؤلاء ولا من هؤلاء على ذكر " كتاب السري "، كما لم يأت واحد منهم على ذكر كتاب ابن البناء البغدادي، ولا كتاب محيي الدين بن عربي.
ولم أجد واحداً منهم ذكر حجة واحدة لإدراج هذه الكتب ضمن هذا الفن أو ذاك، إلا الأخت الباحثة المجتهدة خلود العبدلي في بحثها الموصول لفظا المفصول معنى (هامش) صـ 45 – 46، التي رجحت أن موضوع هذه الكتب الثلاثة (!) هو الرسم القرآني، وضعفت أن يكون موضوعها الوقف والابتداء، واستدلت على ذلك ببعض الشواهد، والأدلة العقلية، ثم قالت: ((وعلى كل حال؛ فإن هذه الكتب من تراثنا المفقود الذي لم يوقف له على أثر)).
وما ذكرته الأخت الباحثة من بعض الشواهد والأدلة العقلية مردود عليها، وسأفصل القول في كل ذلك، ولكنني أرجو من شيوخنا الأفاضل سالفي الذكر أو من ينوب عنهم أن يذكروا العلل التي من أجلها أدرجوا هذه الكتب في هذا الفن، أو ذاك.
وأقول للقوم جميعاً:
إن الأمر ليس بالسهل الهين؛ لأنه – إن صح ما ذهبت إليه في بحثي – فإنه سيؤرخ لعلم جليل، وصلتنا عنه نقول كثيرة لعلماء أجلاء في القرنين الخامس والسادس الهجريين، قبل ابن الجوزي وغيره.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[10 Aug 2010, 04:49 م]ـ
لعل السرى يقصد به: أبو إسحاق بن إبراهيم بن السري الزجاج (ت 311 هـ)، وله كتاب في والوقف والابتداء ذكره صاحب هدية العارفين في ترجمته
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[18 Aug 2010, 01:41 ص]ـ
أما احتمال كون المقصود بالسري أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل الزجاج فهو أحد الاحتمالات، وأما كون الزجاج صنف كتاباً في الوقف والابتداء، بعنوان: " القطع والاستئناف "، أو " الوقف والابتداء " فهو غير صحيح.
ويبقى الموضوع الأصلي مطروحاً للنقاش.