[تحريرمسألة " وإن إلياس "]
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[23 Aug 2010, 10:08 م]ـ
اختلف عن ابن ذكوان في قوله تعالي " و إن إلياس " قال الإمام الشاطبي رحمه الله:
......................... وَإِلْيَاسَ حَذْفُ الْهَمْزِ بِالْخُلْفِ (مُـ) ـثِّلاَ
واختلف الأئمة المتأخرون في إثبات وجه وصل الهمز أو قطعها في " إلياس " من طريق النقاش.
فذهب الإمام المتولي وعامر والزيات وصاحب الفريدة ـ رحمهم الله جميعا ـ إلي إثبات الوصل في الهمز فقط للنقاش ولم يذكروا خلفا في المسألة، بل نفوا أن يكون هناك ثمة خُلف عن النقاش قال الإمام المتولي في الروض النضير:
وَ بِالمَدِّ وَصْلَ إِلْيَاسَ خَصَّ هِشَامِهِمْ ... فِيهِ عَنِ النَّقَّاشِ وَصْلٌ تَوَصَّلاَ
وَ بِالْخُلْفِ لِلصُّورِيِّ ثُمَّ ابْنِ أَخْرَمٍ ** وَ لَيْسَ عَنِ المُطَّوِّعِي السَّكتُ مُوصِلاَ
......... و لَمْ يُختَلَف فِي وصلها عَن النَّقَّاشِ عَن الأخفش، و اختُلِفَ عَن الصُّورِي، و ابن الأَخْرَم؛ ............. ، و مَن وَصَلَهَا فَتحَهَا ابتِدَاء.)) ا. هـ
وتبعه الشيخ الزيات في الأبيات المتقدمة للمتولي فقال: .... روى هشام إلياس بالقطع و الوصل، إلا أن الوصل يمتنع على قصر المنفصل، وروى النقاش الوصل، وروى الصوري و ابن الأخرم الوجهين، لكن يمتنع السكت المطلق على القطع لابن الأخرم، و يمتنع السكت للمطوعي على الوصل، و للرملي على القطع، ومن وصل إلياس ابتدأها بالفتح .. ) ا. هـ
وذكر صاحب الفريدة قول المتولي والزيات ـ رحمهما الله ـ إلا أنه في مقدمة كتابه عند ذكره طرق النقاش العشرة ذكر للشاطبي الوجهين وللتيسير الوصل فقط والطريق الوحيد الذي عزا فيه القطع من كتاب الكامل حيث قال: وإن إلياس بقطع الهمزة (هكذا في الكامل) ج1ص292 وذكر له التوسط في المنفصل والطول في المتصل،وبالرجوع للنسخة الطبوعة من الكامل لم أجد الكلمة أصلا في النسخة التي حققها الأخ جمال السيد رفاعي.
وترك صاحب الفريدة كلمة "إلياس "سهوا في بعض طرق النقاش مثل المستنير، ووجدت في المستنير ذكر الوصل عن ابن عامر إلا الوليد، إذن النقاش بالوصل من المستنير.
فكونه أثبت القطع للنقاش من كتاب الكامل ولم يثبته في جمع الآية فهذا مخالف لما أصلّه في مقدمة كتابه، أو أنه تبع الشيخ الزيات في المسألة كما أشار في نقله عن التنقيح للشيخ الزيات، أو أنه سها عن ذلك.
إلا أن هناك بعض المحررين أثبتوا القطع للنقاش مثل المنصوري والطباخ والإبياري في شرحه والخليجي وإليك نص الشيخ الخليجي: ((ولابن ذكوان في قوله تعالي "وإن إلياس " إلي "تتقون" وصل همزة "إلياس " وقطعها علي توسط المنفصل ووصلها فقط علي مده، فله ثلاثة أوجه تفهم من قولنا:
إلياس صل واقطع بتوسيط بدا ... عند ابن ذكوان وصل إن تمددا) مقرب التحرير ص220
بل ووافق الإمام الأزميري هذه المدرسة حيث قال في عمدة العرفان: قوله تعالى: (و إن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون) يختص وجه الوصل لهشام بوجه المد فى المنفصل و يختص وجه الطول لابن ذكوان بوجه وصل الهمزة، و إذا وصلت إلى قوله الأولين فيأتى له ستة أوجه.) ا. هـ
وتفصيل هذه الستة وضحهها الشيخ جمال شرف بقوله:
(إلياس) وصل، (منفصل) توسط، (الأولين) سكت وعدمه.
(إلياس) وصل، (منفصل) إشباع، (الأولين) سكت وعدمه
(إلياس) قطع، (منفصل) توسط، (الأولين) سكت وعدمه) تحريرات الطيبة ص363.
فقد أثبت الأزميري الوجهين علي التوسط وهو طريق الشاطبي ـ رحمه الله ـ، وبهذا يتضح أن ثمة خلاف في المسألة وبالرجوع إلي التيسير ومعلوم أن طريق الداني في التيسير كما أخبر هو قائلا: ... حدثنا عبد الله بن ذكوان قال حدثنا أيوب بن تميم التميمي قال حدثنا يحيى بن الحرث الذماري قال قرأت على ابن عامر قال أبو عمرو وقرأت بها القرآن كله على عبد العزيز بن جعفر الفارسي المقرئ وقال لي قرأت بها على أبو بكر محمد بن الحسن النقاش وقال قرأت بها بدمشق على أبي عبد الله هرون بن موسى بن شريك الأخفش ورواها الأخفش عن عبد الله بن ذكوان.) ا. هـ
¥