[قراءة الإمام نافع المدني، رواته الأربعة، وطرقهم العشرة " الحلقة الأولى "]
ـ[أبو تراب الجزائري]ــــــــ[27 May 2010, 08:47 م]ـ
قراءة الإمام نافع المدني، رواته الأربعة، وطرقهم العشرة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، سيد خلق الله أجمعين، وعلى آل بيته الطاهرين، وصحبه الأكرمين، ومَنْ تبعه من المؤمنين، صلاةً دائمة إلى يوم الدين. وبعد:
ـ من القراء الأعلام، وأحد البدور السبعة، الذين ذاع صيتهم واشتهرت قراءتهم في الأمصار، وتلقت الأمة تلاوتهم بالصحة والقبول، وكثرت الرواية عنهم، إمام أهل المدينة، " أبو رؤيم نافع بن عبد الرحمن المدني ".
* قال في قراءته الإمام مالك بن أنس، وأحمد بن حنبل، ما نصه:
قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول قراءة أهل المدينة سنة، قيل له قراءة نافع قال:نعم. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي أََيُ القراءة أحب إليك، قال قراءة أهل المدينة، قلت فإن لم يكن، قال قراءة عاصم.
* تَلقَّى الإمام نافع رحمه الله، القرآن الكريم عرضاً وسماعاً عن جماعة من تابعي أهل المدينة منهم:
يزيد بن رومان، ومسلم بن جندب، وصالح بن خوات، والأصبغ بن عبد العزيز النحوي، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبوجعفر يزيد بن القعقاع القارئ، و شيبة بن نصاح، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، و الزهري، وغيرهم من التابعين.
* وروى القراءة عنه، عرضاً وسماعاً، خلق كثير، منهم:
إسماعيل بن جعفر، وعيسى بن وردان، و سليمان بن مسلم بن جماز، و الإمام مالك بن أنس، وهؤلاء من أقرانه. و إسحاق بن محمد، و أبو بكر و إسماعيل ابنا أبي أويس، وعيسى بن مينا قالون، و هؤلاء من أهل المدينة. و أبوعمرو بن العلاء، و عثمان بن سعيد ورش، و عبد الله بن وهب، و الليث بن سعد، و أشهب بن عبد العزيز، و هؤلاء من أهل مصر، و غيرهم من أهل الشام و المغرب.
* ومن جملة هؤلاء الآخذين عن هذا الإمام الجليل، اشتهر عنه أربع رواة، أخذوا القراءة عنه تلاوة، وأدوها إلينا حكاية ورواية وهم:
1 ـ إسماعيل بن جعفر أبي كثير الأنصاري، توفي ببغداد سنة 180 هـ
2 ـ إسحاق بن محمد المسيبي، توفي سنة 206 هـ.
3 ـ عيسى بن مينا قالون، توفي سنة 220 هـ. وهؤلاء الثلاثة مدنيون.
4 ـ عثمان بن سعيد ورش المصري، توفي سنة 197 هـ.
* أشار إليهم الحاقظ أبي عمرو الداني في الأرجوزة المنبهة، فقال:
ممَّن روى عن نافعٍ إسحاقُ ومثلهُ ثلاثةٌ حذَّاقُ
ورشٌ وقالونُ وإسماعيلُ وكلُّهم مؤْتمنٌ جليلُ
فهؤلاء الرَّاويُّون عنهُ أربعةٌ فاحفظهُ وعلمنْهُ
* فقول الحافظ في هؤلاء الرواة الأربعة " حذَّاقٌ، وكلهم مؤتمنٌ جليلُ " شهادةٌ على عدالتهم، وضبطهم، فيما نقلوه، فشهادةُ الحافظ أبي عمرو الداني إمام أهل المشرق والمغرب، تُغْنِينَا عن البحث في كتب تراجم وسير القراء، فلا أحد أعلم منه، بأحوال القراء وأخبار الرواة، وكلُّ من ألَّف بعده في علم التراجم، أخذ من أقواله.
يقول في ذلك الإمام ابن الجزري رحمه الله، في معرض كلامه على معرفة أحوال رجال القراءات: " وإذا كان صحة السند من أركان القراءة كما تقدم، تعين أن يعرف حال رجال القراءات، كما يعرف أحوال رجال الحديث، لا جرم اعتنى الناس بذلك قديماً، وحرص الأئمة على ضبطه عظيماً، وأفضل من علمناه تعاطى ذلك وحققه، وقيد شوارده ومطلقه، إماما الغرب والشرق، الحافظ الكبير الثقة، أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ـ مؤلف التيسير، وجامع البيان، وتاريخ القراء، وغير ذلك ممن انتهى إليه تحقيق هذا العلم وضبطه وإتقانه ببلاد الأندلس والقطر الغربي.
. . .. "
والله الموفق
يتبع. . .
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[17 Nov 2010, 10:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للتذكير بمواصلة البحث والإفادة
بارك الله فيكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 Nov 2010, 12:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وننتظر إكمال البحث.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[17 Nov 2010, 01:51 م]ـ
شكرا للشيخ/أبي تراب الجزائري، وأضم صوتي إلى صوتي الأستاذين حكيم بن منصور وزكرياء توناتي حاثين على وفاء الوعد بمواصلة البحث.
ونضيف إثراءً عند قول الشيخ أبي تراب الجزائري "روى عنه خلق كثير" أن الشيخ أبا سرحان مسعود بن جموع، أحد أبرز تلاميذ عبد الرحمن بن القاضي الفاسي قد حدّهم في كفاية التحصيل ص 158 سطر أول بقوله "والذين رووا عن نافع مائتان وستون رجلا، والمشهور منهم أربعة، كما في المنبهة" وإن ذكر المحقق في الهامش أن في نسخة (ج) مائتان وخمسون.
ولا يخفى أن عدّ أبي عمر بن العلاء من المصريين سهو قلم
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[17 Nov 2010, 05:01 م]ـ
تسجيل متابعة ...
وللإشارة والتذكير فهناك منظومات في العشر الصغرى لنافع، أهمها وأشهرها: الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع، لابن بري أبي الحسن الرباطي التازي، الذي جمع فيه قراءة نافع من رواية ورش طريق أبي يعقوب الأزرق، ورواية قالون طريق أبي نشيط المروزي، ثم تفصيل عقد الدرر، لابن غازي المكناسي، حيث ذكر فيه ما لم يذكره ابن بري في الدرر من طرق نافع العشرة.
واصل أخي الفاضل ...