[توجيه الفضلاء لأحكام الراء]
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[05 Jul 2010, 09:37 م]ـ
[توجيه الفضلاء لأحكام الراء]
جمع وترتيب
سامح سالم عبد الحميد
الحمد لله على ما أنعم , والشكر له على ما ألهم, وصلى الله على محمد وسلم، وبعد ...
فلما رأيت في كتب التجويد الكلام على أحكام الراء يطول شرحه, بحيث يصعب حفظه، أردت أن أختصر لإخواني أحكامها ليعم النفع ثم أقوم بشرحه، ولم أجد أحسن من كتاب الإضاءة للضباع فهو من أفضل الكتب التي اختصرت أحكامها ولذلك نقلت منه هذا الاختصار مع بعض الزيادات ثم أقوم بالشرح المفصل مع العناية بالتوجيه , و الله أسال القبول.
اعلم – رحمني الله وإياك - أن الأصل في الراء التفخيم ولكنني سأذكر أحكام ترقيقها لقلتها ولابد أن تفهم – أحسن الله إليك – أن ما لم يذكر من الأحكام فحكمه التفخيم ورحم الله الشاطبي إذ يقول:
وما كان ذا ضد فإني بضده ****** غنى فزاحم بالذكاء لتفضلا
-1 يرقق حفص الراء في حالتين في الوصل:
(1) إذا كسرت نحو: رضا و رجال
(2) إذا سكنت بعد كسرة أصلية متصلة وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو: مرية
-2 ويرقق الراء في حالتين في الوقف:
(1) إذا وقعت بعد ياء ساكنة نحو: خير و قدير
(2) إذا وقعت بعد كسرة متصلة نحو قدر بضم القاف وكسر الدال أو بعد كسرة منفصلة بساكن نحو الشعر
تنبيهات:
(1) الكلمات الآتية فيها الوجهان في حالة الوقف:
(أ) (ونذر) في ستة مواضع سورة القمر و أيضا (يسر) في سورة الفجر
وأيضا (أسر و فأسر) و أيضا (القطر) والترقيق أولى في هذه الكلمات.
(ب) كلمة (مصر) التفخيم أولى.
(ج) كلمة (فرق) بها الوجهان أيضا لكن يرجع هذا إلى الطريق الذي تقرأ به فإن كنت تقرأ مثلا من الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق روضة ابن المعدل فلك التفخيم فقط.
(د) الراء الموقوف عليها بالسكون وقبلها فتح أو ضم أو ساكن مسبوق بفتح أو ضم وهى في الوصل مكسورة نحو: البشر والنذر والعصر التفخيم أولى وذهب البعض إلى أن الترقيق خطأ.
(2) يجب أن ينتبه القارئ الكريم إلى أن بعض الأحكام سوف تتغير إذا قرأ بالروم.
(3) كلمة (مجريها) حكم الراء الترقيق لأن هذه الكلمة ممالة لحفص.
ص: (الأصل في الراء التفخيم)
ش: اعلم – رحمني الله وإياك – أنني سأذكر أحكام ترقيق الراء لقلتها ولابد أن تفهم – أحسن الله إليك – أن ما لم يذكر من الأحكام فحكمه التفخيم
قال الطيبى:
وما خلت من موجب الترقيق **** فحكمها التفخيم بالتحقيق
ورحم الله الشاطبي إذ يقول:
وما كان ذا ضد فإني بضده **** غنى فزاحم بالذكاء لتفضلا
اعلم أن القراء اختلفوا في أصل الراء هل هو التفخيم وإنما ترقق لسبب أو أنها عرية عن وصفي الترقيق والتفخيم فتفخم لسبب وترقق لآخر
فذهب الجمهور إلى الأول (الأصل في الراء التفخيم) وهو الذي عليه العمل الآن
واحتجوا على أن أصل الراء التفخيم بكونها متمكنة في ظهر اللسان فقربت بذلك من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الأطباق وتمكنت منزلتها لما عرض لها من التكرار حتى حكموا للفتحة فيها بأنها في تقدير فتحتين كما حكموا للكسرة فيها بأنها في قوة كسرتين.
وقال آخرون ليس للراء أصل في التفخيم ولا في الترقيق وإنما يعرض لها ذلك بحسب حركتها فترقق مع الكسرة لتسفلها وتفخم مع الفتحة والضمة لتصعدهما فإذا سكنت جرت على حكم المجاور لها.
قلت ـ ابن الجزري ـ: والقولان محتملان.
فائدة الخلاف
وقد تظهر فائدة الخلاف في الوقف على المكسور إذا لم يكن قبله ما يقتضى الترقيق فإنه بالوقف تزول كسرة الراء الموجبة لترقيقها فتفخم حينئذ على الأصل على القول الأول وترقق على القول الثاني من حيث إن السكون عارض وأنه لا أصل لها في التفخيم ترجع إليه فيتجه الترقيق. وقد أشار في التبصرة إلى ذلك حيث قال: (أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصول وبعضه أخذ سماعاً، ولو قال قائل إنني أقف في جميع الباب كما أصل سواء أسكنت أو رمت لكان لقوله وجه من القياس مستثبت والأول أحسن.
¥