[ومن الاستدراك على ابن الجزري (1)]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 Jun 2010, 04:20 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه جزئية من كتابي ـ قيد الإنشاء ـ سيتهيأ للنشر في بضعة أسابيع ـ إن شاء الله ـ تيسير طرق النشر من أصوله إلى الرواة.
ولعل كتابي هذا نافلة أتنفّل بها قبل الفريضة وهي كتابي " تحرير القراءات من الرواة إلى المصاحف العثمانية " والله المستعان.
قلت في المستدرك:
إن الطريقين المنتقاتين في النشر ـ كما في النسخ المتاحة ـ لروح عن يعقوب من طريق الزبيري هما:
1. من قراءة أبي العلاء في غايته ـ أبي عليّ الحسن الحداد ـ أبي القاسم العطار ـ شيخيه المغازلي وابن أبولة كلاهما ـ غلام ابن شنبوذ ـ الزبيري ـ روح بن عبد المؤمن ـ يعقوب.
2. عن الهذلي في الكامل بالإخبار ـ أبي نصر القهندزي الهروي ـ الخبازي ـ ابن حبشان الجوهري ـ الزبيري ـ روح ابن عبد المؤمن ـ يعقوب.
ولا أعتبر أمهات النشر أو أصوله المتأخرة عن الرواة العشرين ذات قيمة علمية كبرى إذا ما قيست بأمهات النشر القريبة جدا من الرواة العشرين كسبعة ابن مجاهد وكتب الداني وابني غلبون والكامل للهذلي.
وهكذا تسقط القيمة العلمية للإسناد المنتقى في النشر من غاية الاختصار لأبي العلاء الهمذاني المتوفى (569 هـ) إذا ما قيس بأمهات النشر قبله.
وهكذا لا يستقيم ـ والله أعلم ـ اعتبار الزبيري طريقا ثانية لروح مع ابن وهب كما في النشر تبعا لأبي العلاء الهمذاني في غاية الاختصار كما في الفقرة (80) إجمالا وفي الفقرة (135) تفصيلا أي في الصفحتين (1/ 75) (1/ 118) وكما في السلاسل الذهبية للدكتور أيمن سويد برقم (985، 986) في الصفحة 472 تبعا لهما.
لا يستقيم لأن ابن الجزري في النشر قد انتقى الطريق الثانية لروح من طريق الزبيري من كتاب الكامل للهذلي المتوفى (465 هـ)، وهو أصل من أصول النشر سبق غاية أبي العلاء بأكثر مائة عام مع ما للهذلي من كثرة الشيوخ والآخذين عنه، ولكتاب الكامل للهذلي أكثر دقة وتحريرا من استدراكات المحقق ابن الجزري.
ولقد ابن الجزري إلى الاعتراف بذلك إذ انتقى منه حوالي مائة وأربعين طريقا.
إن الطريق الثانية المنتقاة في النشر من الكامل للهذلي هي كالتالي:
قال الهذلي في الكامل ص: 262 - 263 (طبعة مؤسسة سما للنشر والتوزيع بتحقيق جمال بن السيد رفاعي الشايب) ما نصه:
"طريق الزبيري أخبرنا أبو نصر عن أبي الحسين علي بن حبشان على أبي عبد الله الزبير بن أحمد الزبيري على ابن وهب على روح ": اهـ المراد منه.
يعني الهذلي في الكامل إخبارا ـ أبي نصر القهندزي الهروي ـ أبي الحسين الخبازي ـ ابن حبشان الجوهري ـ الزبيري (ت 317 هـ) ـ ابن وهب الثقفي (ت بعيد 270 هـ) ـ روح (ت 235 هـ) ـ يعقوب.
واستشكل أخي وصديقي الشيخ الدكتور السالم الجكني حفظه الله تلقي الزبيري من روح بن عبد المؤمن مباشرة فقال:
"ومحل الاشكال هو:
ما بين سنة وفاة روح ووفاة الزبيري (83سنة):
- هل عاش الزبيري هذا العمر كله فضلاً عن أكثر منه؟
لا أدري، لم أجد من ذكر سنة ولاته، لكن الشك عندي لايزال قائماً في ذلك بدليل أنهم لم يشيروا إلى ذلك، بل اكتفوا ببيان مكانته الفقهية عند الشافعية " اهـ محل الغرض من كلام الدكتور السالم الجكني.
وكان استشكاله سبب إعادتي البحث في هذه الجزئية.
وابن وهب هو المرقم في غاية النهاية برقم (3521) من رجال المستنير لابن سوار وغاية الاختصار لأبي العلاء ومبهج سبط الخياط والكفاية الكبرى للقلانسي وكامل الهذلي أثبتوا كلهم قراءته على روح راوي يعقوب قال ابن الجزري عنه: ولازمه وصار أجل أصحابه وأخصّهم به وأعرفهم بقراءته وأحذقهم اهـ ولكن ابن الجزري لم يعدد الزبيري من تلامذته اهـ.
والزبيري المتوفى (317 هـ) هو المرقم في غاية النهاية برقم (1286) الزبير بن أحمد بن سليمان، وأثبت قراءته على روح بن عبد المؤمن راوي يعقوب ولم يعدده من تلامذة ابن وهب.
قال ابن الجزري في أسانيده " وقرأ الزبيري وابن وهب على أبي الحسن روح بن عبد المؤمن بن عبدة ابن مسلم الهذلي مولاهم البصري النحوي اهـ "
ولكأن ابن الجزري رحمه الله أثبت به إسقاطه أخذ الزبيري عن محمد بن وهب الثقفي على روح ليثبت بدله تلقي الزبيري مباشرة من روح بن عبد المؤمن لئلا تنخرم القاعدة التي أصّلها " باثنين في اثنين " أي أنه انتقى في النشر لروح طريقين هما ابن وهب والزبيري كلاهما عنه وانتقى لكل منهما طريقين هما المعدل وحمزة بن عليّ عن ابن وهب، وهما غلام ابن شنبوذ وابن حبشان الجوهري عن الزبيري.
ويثبت تحقيقي علميا بأن المصدر الوحيد الذي أثبت قراءة الزبيري على روح من أمهات النشر هو غاية الاختصار لأبي العلاء الهمذاني وتبعه ابن الجزري تقليدا لا يزيد انفراد أبي العلاء الهمذاني في غاية الاختصار بإثبات قراءة الزبيري على روح، ولعل ابن وهب سقط من ناسخي غاية الاختصار القدماء والله أعلم.
طالب العلم
الحسن بن ماديك
[email protected]
002224945444