تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مسائل في الشاطبية]

ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[28 Aug 2010, 11:31 م]ـ

كثيرًا ما ينبهنا مشايخنا وشراح الشاطبية على ألفاظ مجملة في أبياتها لم تبين، أو أن ظاهرها يوهم خلاف الصواب، ولكن أرى - برأيي المتواضع - أن الشاطبي لم يهم فيها وهما كاملا بل كلامه له توجيه صحيح، مثال ذلك:

قوله: وخلفهم في الناس في الجر حصلا

يقولون: إن ظاهر عبارته توهم أن الخلاف ثابت لأبي عمرو من الروايتين، والتحقيق أن الإمالة للدوري والفتح للسوسي.

ولكنني أقول - يا مشايخنا الكرام - ألا يُخَرَّج كلام الشاطبي على أن الخلاف في إمالة (الناس) ثابت في الجملة عن أبي عمرو البصري ثم اختلف الرواة عنه فمنهم من روى عنه الإمالة وهو الدوري ومنهم من روى الفتح وهو السوسي؟

ونظير ذلك مثلا إذا ذكر الشاطبي خلافا لورش فيقول الشراح: لورش من طريق الأزرق كذا ومن طريق الأصفهاني كذا، فليكن هذا مثله؟

ومثال آخر، قوله:

ودونك الادغام الكبير وقطبه أبو عمرو البصري فيه تحفلا

قال في الوافي: "وصريح النظم يفيد أن الإدغام لأبي عمرو من الروايتين، ولكن المقروء به المعول عليه المأخوذ به من طريق الشاطبية والتيسير أن الإدغام خاص برواية السوسي عن أبي عمرو وأما الدوري فليس له من طريق النظم وأصله إلا الإظهار".

أفلا نقول: إن أبا عمرو البصري اهتم بشأن الإدغام واشتهر به وقرأ وأقرأ به، ثم اختلفت الرواة عنه؟

ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[29 Aug 2010, 06:22 ص]ـ

ألا يُخَرَّج كلام الشاطبي على أن الخلاف في إمالة (الناس) ثابت في الجملة عن أبي عمرو البصري ...

تخريج كلام الشاطبي أمر سهل، ولكن الإشكال في ظاهر النظم فإنه لا يفيد التفصيل الذي عمل به الشاطبي والذي نقله السخاوي في فتح الوصيد، ولذلك قال بعض الشراح إن الشاطبي لو قال بدل (حصِّلا) (طفلا) لزال الإشكال.

ونظير ذلك مثلا إذا ذكر الشاطبي خلافا لورش فيقول الشراح: لورش من طريق الأزرق كذا ومن طريق الأصفهاني كذا، فليكن هذا مثله؟

رأيي أن هذا المذكور ليس نظيره، وذلك لأن رواية ورش في الشاطبية إنما هي من طريق الأزرق، وإذا ذكر ورش في الشاطبية فإن الذهن لا ينصرف إلى غير الأزرق، وهذا خلاف ما ذكر أولاً، فإن نسبة الخلف لأبي عمرو توهم ثبوت الخلف له باعتبار راوييه.

أفلا نقول: إن أبا عمرو البصري اهتم بشأن الإدغام واشتهر به وقرأ وأقرأ به، ثم اختلفت الرواة عنه؟

والإشكال ليس في اهتمام أبي عمرو بالإدغام الكبير، بل في إفادة النظم لاختلاف الرواة عنه، فهل ظاهر النظم يفيد عمل الناظم الذي نقله السخاوي وغيره من الشراح وهو أن الإدغام الكبير من مختصات الإمام السوسي؟.

الجواب: لا، ولذلك عدل بعض العلماء البيت بقوله:

ودونك الإدغام الكبير وقطبه = أبو عمرو البصري لسوسي اعملاَ

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير