[استشكالات في النشر – 1 (ألتفسير أم التعشير؟)]
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[04 Jul 2010, 02:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الإمام ابن الجزري في النشر (1/ 32 ط الضباع): "نعم كانوا ربما يدخلون التفسير في القراءة إيضاحا وبيانا؛ لأنهم محققون لما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا، فهم آمنون من الالتباس. وربما كان بعضهم يكتبه معه لكن ابن مسعود رضي الله عنه كان يكره ذلك ويمنع منه؛ فروى مسروق عنه أنه كان يكره التفسير في القرآن وروى غيره عنه: "جردوا القرآن ولا تلبسوا به ما ليس منه".
محل الاستشكال:
مَن خرج حديث ابن مسعود أنه كان يكره "التفسير" في القرآن؟
فالذي وقفت عليه أن ابن مسعود كان يكره "التعشير" في القرآن، كما رواه:
- عبد الرزاق في مصنفه: 4/ 322، برقم: 7942 (ط حبيب الرحمن الأعظمي).
- وابن أبي شيبة في مصنفه: 2/ 238، برقم: 8536 (ط مكتبة الرشد).
- وأبو عبيد في فضائل القرآن (باب تعشير المصاحف وفواتح السور ورؤوس الآي): 2/ 232، من طريقين، برقم: 900 901 (ط وزارة الأوقاف المغربية).
- وابن أبي داوود في المصاحف: 155 – 156 (ط دار الكتب العلمية)، من عدة طرق عن مسروق عن ابن مسعود.
- والبيهقي في شعب الإيمان: 2/ 547، برقم: 2672 (ط دار الكتب العلمية).
واتفقوا كلهم على "التعشير" بدل "التفسير" الوارد في النشر.
والتعشير: وضع علامة بعد كل عشر آيات من القرآن.
وقد ورد الحديث في "النشر" بلفظ "التفسير" في طبعة الضباع، وقد راجعت هذا النص في مخطوطتين من النشر فوجدتهما متفقتين مع المطبوعة، وهما:
1 – نسخة محفوظة بالخزانة الحسنية بالرباط، تحت رقم: (11135). (اللوحة: 11 ب).
2 – نسخة محفوظة بالخزانة الحسنية بالرباط، تحت رقم: (2484). (اللوحة: 8 ب).
علاوة على أن السياق يدل على أن الإمام ابن الجزري يقصد التفسير لا التعشير.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 Jul 2010, 10:29 ص]ـ
أنقل لكم ما كتبه الدكتور السالم الجكني على هامش هذا الموضع، كتَبَ:
كذا في جميع النسخ "التفسير" بالفاء والسين المهملة، وهو تصحيف صوابه: (التعشير) ...... ، فهذا هو الذي روى مسروق كُره ابن مسعود له، وروى عنه أيضا أنه: كان يحك التعشير من المصحف، والتعشير هو: ..... ..... .....
انظر: فضائل القرآن لأبي عبيد: 394، المصاحف: 170، المحكم في نقط المصاحف: 14، البيان في عد آي القرآن للداني: 129، تفسير القرطبي: 1/ 63، الإتقان: 4/ 160.
انتهى.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[04 Jul 2010, 04:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا فضيلة الشيخ، وشكرا لكم، وجزى الله خيرا فضيلة الشيخ الدكتور السالم الجكني، فقد أفاد وأجاد. وليت تحقيقه للنشر ينشر ورقيا أو ألكترونيا حتى نستفيد منه. فالمهتمون بالنشر عطشون إليه كثيرا.