[مصحف القراءات العشر على الأوجه الراجحة، لمشرف الحمراني]
ـ[معاذ صفوت محمود]ــــــــ[14 Jun 2010, 12:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد ظهر في سوق الكتب القرآنية مؤخراً مصحف القراءات العشر على الأوجه الراجحة المعتبرة، اعتنى به مشرف الحمراني، وقد اقتنيته وأنا فرحٌ مسرور بجودة طباعته وفخامة تصميمه، وخدمته الطباعية الفاخرة؛ ولكني بعد نظر وتأمل في بعض المواضع منه وجدت للرجل فِكراً خاصًّا تلقاه من الشيخ النحَّاس، وهو شيخه، ومداره على اعتماد الأوجه الواردة في التيسير والتحبير، وإهمال ما زادته الشاطبية على التيسير، وقد وجدت فيه على عجالة سريعة في المراجعة أوجهًا ملغاةً كثيرة، تجدونها مفصلة في الملحق الذي ألحق بآخر المصحف على شكل أصول للقراء العشرة ورواتهم.
وقد تزامن ذلك مع بحث محكم نشرته مجلة معهد الإمام الشاطبي العلمية، في العدد الثامن، بعنوان/ "مازاده الإمام الشاطبي في حرز الأماني على التيسير للإمام الداني بين القراءة والمنع" للدكتور سامي عبد الشكور، فإذا البحث يدعم ما يُعرف من أن الشاطبي رض1 يؤخذ بما زاده على التيسير، مما نص عليه السادة الشراح المحررون، كالسخاوي وأبي شامة وغيرهما رحم الله الجميع.
فأود من السادة العلماء ذوي الاهتمام بالتحرير والتنقيح إبداء الرأي في هذا الكتاب (أعني كتاب مشرف الحمراني)، ليتسنى لطلبة العلم أخذ الموقف الصحيح منه، والله الموفق لكل خير.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[24 Jun 2010, 12:07 ص]ـ
ألف الدكتور علي محمد توفيق النحاس ـ حفظه الله ـ كتاباً أسماه:
"الرسالة الغراء في الأوجه المقدمة في الأداء للعشرة القراء"، قال في مقدمته ص5: ((وأعني بالوجه المقدم في الأداء ذلك الوجه الذي قرأ به الداني، أو ابن الجزري على شيخه، في كل رواية مسندة من طريق الكتابين، ورُويتْ بوجه أو أكثر. فكان مدار الترجيح هو السند المتصل من صاحب الكتاب إلى الراوي عن الإمام القارئ)) ا. هـ.
وهو بهذا الاصطلاح يخالف اصطلاح القراء في (المقدم أداءً)، فإن معناه عندهم: أن يكون للقارئ أو الراوي أو الطريق أكثر من وجه صحيح في الكلمة، فيقدم أحدهما لمرجح ما.
وهذا التقديم لا يعني بحال إبطال الوجه الآخر كما فهمتُه من اصطلاح الشيخ النحاس.
قال المقرئ المحقق الشيخ إيهاب فكري ـ حفظه الله ـ في تقريب الشاطبية ص3: ((وقد سبق أن ألفتُ رسالة في إيضاح القواعد اللازمة لضبط التحريرات المذكورة على منظومة الشاطبية في كتيب أسميته: "التيسير فيما على الشاطبية من تحرير"، وذلك تنبيهاً على عدم الخوض في التحرير بدون أصول ثابتة، فإن عدم المنهجية في نقد المنظومة المباركة الشاطبية أدى لاضطراب كثير في التحريرات، وزادت أهمية الأمر عندي عندما اطلعتُ على بعض الكتب المؤلفة حديثاً في الأوجه المقدمة في الأداء، فخشيتُ أن يصل الأمر بصاحبها إلى إبطال وإلغاء منظومة الشاطبية، ولذلك أرسلتُ له نصيحةً عن طريق أحد الفضلاء، فردَّ النصيحة بقوله: (إننا لا نفهم ما يقول). فازدادتْ خشيتي أن الغرور قد يصل بصاحب هذا المنهج إلى إلغاء الشاطبية، وهذا هو ما حدث فعلاً، وسمعتُ من بعض الفضلاء نقلاً عن بعض تلامذة صاحب الأوجه المقدمة في الأداء ممن يتصدر للإقراء في القاهرة هذا العام 1425هـ، فقد بلغني أن بعض من يتصدر للإقراء يقصر الإقراء بالشاطبية على ما في التيسير ـ من باب ادعاء تحرير الطرق ـ فكانت النتيجة هي إلغاء الإقراء بهذه المنظومة المباركة التي قبلها المسلمون لقرون عديدة، وقرؤوها بها وأقرؤوا، ولكن هذا الإلغاء لن يصادف نجاحاً ـ إن شاء الله تعالى ـ لأنَّ الله ـ سبحانه ـ قد رزق هذه المنظومة المباركة القبول من الجميع، ووصف كثير من العلماء مؤلفها بأنه ولي من أولياء الله تعالى، فلن يكون لهذه النابتة التي نبتت في القاهرة القدرة على إلغاء هذه المنظومة المباركة، والله المستعان)) ا. هـ.
¥