تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قصر اللين بين الحبس وترك المطّ أو الزيادة حركتين في المدّ (2)

ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:30 ص]ـ

قصر اللين بين الحبس وتلاك المطّ أو الزيادة حركتين في المدّ (2)

باب ذكر نصوصٍ وأقوال صريحة وظاهرة في كون المراد بالقصر هو الحبس وعدم المدّ البتّة:

قال الإمام الحصري في أحكام القرآن: "وينبغي أن يُعلم أنّ المراد بالقصر في حرفيّ اللين حذف المدّ منهما مطلقا , بحيث يكون النطق بهما عند الوقف كالنطق بهما عند الوصل , إجراءً لهما مَجرى الحروف الصحيحة , كما يؤخذ من النشر"1

ويقو الإمام المرعشي عليه رحمة الله: "اعلم أنه ليس في بحرفي اللين مدٌّ طبيعي كما سبق، فمعني القصر فيهما في الاستعمال الأكثر: سلب المد بالكلية"2

وقد أورد الأستاذ محمود محمد عبد المنعم محمد في "الروضة الندية" هذا القول مقرّاً وغير منكر معنونا له بفائدة3

ونسبه الدكتور احميتوا في موسوعته العدد 28 عند تعرضه للمسألة لكل من الخراز في القصد النافع (لوحة 118) وتبعه ابن المجراد في الإيضاح (لوحة58)

قال الإمام الشاطبي:

وَإنْ تَسْكُنِ الْيَا بينَ فَتحِ وهمزةٍ بكِلْمةٍ أو واوٍ فوجهان جُمِّلا

بطولٍ وقصرِ وَصْلُ وَرْشٍ ووَقْفُهُ وعند سكون الوقف للكلّ أعْمِلا

وعنهم سقوطُ المَدِّ فيه وورشُهُم يوافقهم في حيثُ لا همزَ مُدْخَلا

ورغم اختلاف القراء في معنى قوله "سقوط المدّ" إلاّ أنّه ظاهر في ذهابه وتركه من جهة اللغة أوّلا إذ السقوط ها هنا مرادفٌ ومساوٍ للحذف والذهاب والترك.

هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنّ أعرف الشراح بالناظم تلميذُه الذي أخذ عنه مباشرة الإمام السخاوي عليه رحمة الله يقول في شرحه: "فقد صار للقراء في الياء والواو المفتوح ما قبلها عند سكون الوقف ثلاثة مذاهب: ـ إسقاط المدّ وهو مذهب النحويين لذهاب معظم المدّ واللين بتغير الحركة4 , ولكون سكون الوقف عارضا , وكلّ واحد من هذين يوجب ترك الزيادة. واعتل الذين مدوا زائدين في التمكين5 , بالفصل بين الساكنين , ولم يفرقوا بينه وبين الضرب الأوّل؛ الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها."6

ثم ثاني أشهر شراح الشاطبية تلميذ السخاوي الإمام الجعبري عليه رحمة الله يقول في شرح البيت الأخير: "ولم أقف على نصٍ في اللين والمفهوم من القصيد القصر قُصور"7

وقد أورد الشيخ محمد عبد الدايم خميس في شرحه للشاطبية عند تعرضه لذات البيت القولان ـ المدّ والحبس ـ مقدما القول الثاني بتقديمه أولا وبوسمه بأنّه "الأَوْلَى" وهذا نصّ كلامه " تهميشة: يؤخذ من تعبير الناظم بكلمة سقوط المدّ فيه إشارة إلى قاعدتين في حقيقة معرفة اللين: الأوْلى: أنه لا مدّ في اللين أصلا , فلسقوطه وحذفه في الوصل وهو الأصل , فالأولى سقوطه وحذفه في الفرع وهو الوقف , لأنّ الفرع يتبع الأصل غالبا فإذا وَصَلَ وجد به حركة واحدة فرقا بينه وبين حرف المدّ فأنّ قصره حركتان وهذا فيه حركة , وعلى هذا يكون قصره بحركة ومدّه بخمس حركات والتوسط ثلاث. الثاني: أي أنّ المراد من سقوط المدّ في اللين , أي ترك الزيادة التي تشمل التوسط والطول , فلا يبقى إلاّ القصر الذي يقدر بحركتين على تقدير بأنّ السكون الأول قائم مقام حركة ثم أتى بحركة فاصلة بين الساكنين , أو بحمله على ما فيه حرف المدّ , لاتفاقهما في صفة اللين فتساويا في القصر حركتين والتوسط أربع والمدّ ستّ " 8

وممّن ذكر الخلاف وأنّ الوجهين معمول بهما الشيخ السادات السيد منصور أحمد أحد كبار علماء الأزهر الشريف في تعليقه على الروضة الندية بقوله " والقولان معمول بهما " 9

وممّن ذهبوا إلى ترك المدّ في اللين ولكن باصطلاحات أخرى غير الحبس ابن يالوشة باستعمال لفظ الاستغناء عن المدّ يقول عليه رحمة الله: " .... ووجه القصر أنّ الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقا فاستغني عن المدّ .... "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير