[رواية حفص عند الإمام الطبري]
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[03 Jun 2010, 08:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتبعت ما اختص به حفص دون سائر القراء في تفسير الامام الطبري واعتمدت بحث الاستاذ الدكتور أحمد القضاة "ما اختص به حفص دون سائر القراء العشرة ورواتهم " في تحديد هذه الكلمات التي انفرد حفص بها
وهي سبع وخمسون كلمة وخلصت أن الأمام الطبري لم يذكر ما رواه حفص عند ذكره لهذه الكلمات المختلف في قراءتها في تفسيره إلا في أربع كلمات ولم ينسب القراءة في هذه المواضع التي ذكرها الى الإمام عاصم وذكرها بصيغة "روي، ذكر " المبني للمفعول إلا واحدة وهذا يشير أن رواة حفص غير مشتهرة عند الامام الطبري ولم تصل إليه ولم يسمعها ..
1) قال أبو جعفر: واختلفت القرأة في قراءة قوله:"من الذين استحق عليهم الأوليان".
فقرأ ذلك قرأة الحجاز والعراق والشأم: مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ، بضم"التاء".
وروي عن علي، وأبيّ بن كعب، والحسن البصري أنهم قرءوا ذلك: مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ، بفتح"التاء".
2) وأما قوله: (سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ) فإن قرّاء الأمصار على رفع "سواءٌ بالعاكف، والعاكف به، وإعمال جعلناه في الهاء المتصلة به، واللام التي في قوله للناس، ثم استأنف الكلام بسواء،
وقد ذُكر عن بعض القرّاء أنه قرأه نصبا على إعمال جعلناه فيه، وذلك وإن كان له وجه في العربية، فقراءة لا أستجيز القراءة بها لإجماع الحجة من القرّاء على خلافه
3) " إِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا" الاحزاب 13
وقوله: (لا مُقامَ لَكُمْ فارْجِعُوا) بفتح الميم من مقام. يقول: لا مكان لكم، تقومون فيه، ........................ والقراءة على فتح الميم من قوله: (لا مَقَامَ لَكُمْ) بمعنى: لا موضع قيام لكم، وهي القراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها، لإجماع الحجة من القرّاء عليها.
وذُكر عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ذلك (لا مُقامَ لَكُمْ) بضم الميم؛ يعني: لا إقامة لكم.
4) "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) يونس
) وبرفع "المتاع" قرأت القراء سوى عبد الله بن أبي إسحاق، فإنه نصبه، بمعنى: إنما بغيكم على أنفسكم متاعًا في الحياة الدنيا، فجعل "البغي" مرفوعًا بقوله: (على أنفسكم)، و"المتاع" منصوبًا على الحال.
وقد قسمت تتبعي لرواة حفص في تفسير الإمام الطبري ثلاثة أقسام على النحو التالي:
أولا: إذا انفرد حفص برواية وجه واتفق القراء على وجه آخر فإ ن الامام الطبري –رحمه الله-لا يذكر خلافا بين القراء إنما يأتي بتفسير الآية وهذا يشير أن الامام الطبري لم تصل إليه رواية حفص وأذكربعض الامثلة لذلك
قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
"يَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) النور
وقوله: (وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا) ... الآية، يقول: والشهادة الخامسة: أن غضب الله عليها إن كان زوجها فيما رماها به من الزنا من الصادقين. ورفع قوله: (وَالْخَامِسَةُ) في كلتا الآيتين، بأن التي تليها."
فالامام الطبري لم يذكر رواية حفص وهي بنصب " الخامسة"
قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)
القول في تأويل قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ "
يقول تعالى ذكره: قل يا محمد: يا رب افصل بيني وبين من كذّبني من مشركي قومي وكفر بك، وعبد غيرك، بإحلال عذابك ونقمتك بهم، وذلك هو الحقّ الذي أمر الله تعالى نبيه أن يسأل ربه الحكم به، وهو نظير قوله جلّ ثناؤه (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) "
¥