ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[07 Oct 2010, 07:20 ص]ـ
إنّ العديد من أهل العلم يذهبون إلى أنّ المقصود بالتسبيع في لغة العرب المبالغة في التكثير فيعبرون عنها في الآحاد بالسبعة وفي العشرة بالسبعين وفي المئات بالسبعمائة وفي الآلاف بالسبعة آلاف والسبعمائة ألف وهكذا ... ولا يقصدون بهذا العدد عينه ... فقد يكون القصد بالسبعة ثمانية أو تسعة أو ستة ... إذا كانت هذه المعدودات بها كثيرة جدّا بالنسبة لأمثالها وأقرانها ...
وإلى هذا الرأي أشار ابن الجزري في النشر بقوله: (وقيل ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص بل المراد السعة والتيسير وانه لا حرج عليهم في قراءته بما هو من لغات العرب من حيث إن الله تعالى أذن لهم في ذلك والعرب يطلقون لفظ السبع والسبعين والسبعمائة ولا يريدون حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص بل يريدون الكثرة والمبالغة من غير حصر قال تعالى (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل. و: إن تستغفر لهم سبعين مرة) وقال صلى الله عليه وسلم في الحسنة "إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة" وكذا حمل بعضهم قوله صلى الله عليه وسلم "الإيمان بضع وسبعون شعبة")
ولكنه رحمه الله ضعّف هذا الفهم واستدل على استزادة النبي صلى الله عليه وسلم للحروف وتعداد الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة إلى السبعة قرينة ودليلا على إرادة حقيقة السبعة قال رحمه الله: (وهذا جيد لولا أن الحديث يأباه فإنه ثبت في الحديث من غير وجه أنه لما أتاه جبريل بحرف واحد قال له ميكائيل استزده وانه سأل الله تعالى التهوين على أمته فأتاه على حرفين فأمره ميكائيل بالاستزادة، وسأل الله التخفيف فأتاه بثلاثة ولم يزل كذلك حتى بلغ سبعة أحرف. وفي حديث أبي بكره "فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهت العدة" فدل على أن إرادة حقيقة العدد .... )
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[07 Oct 2010, 02:44 م]ـ
وقال الدكتور أحمد السلّوم وفقه الله:
" وقد ذهب بعض أهل العلم في الجمع بين الحديثين إلى أنه نزل أولا على ثلاثة أحرف ثم نزل بعد ذلك على سبعة أحرف، وقد يُستدل له من وجه بحديث ابن عباس عن النبي قال: (أقرأني جبريل على حرف فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف) متفق عليه، فهو من وجه يفيد التدرج في الأحرف، ومن وجه آخر فإن هذا التدرج كان في مجلس واحد، ابتدأ بحرف واحد وانتهى بسبعة أحرف، ثم خرج إليهم النبي بأحرف سبعة، ولم يخرج إليهم أثناء المجلس بثلاثة أحرف ليتسنى لأحد روايتها عن النبي، ولذلك حكم أبو عبيد على هذه الرواية بأنها غير محفوظة "
[أحمد بن فارس السلوم: جهود الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام في علوم القراءات، ط1 دار ابن حزم، ص 151].
قلتُ: قوله صل1 (فراجعته، فلم أزل أستزيده فيزيدني)، وردُّ جبريل - عليه السلام - رسولَ الله صل1 ثلاث ردات، واختلاف ذكر المكان في بعض روايات الحديث (أحجار المراء، أضاة بني غفار) = كل ذلك قد يُفهم منه أن الرخصة لم تكن في مجلس واحد! وهذا موضع للبحث والنقاش.
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[08 Oct 2010, 11:49 ص]ـ
وقال في (غريب الحديث): " إلا أنه في بعض الحديث: (نزل القرآن على خمسة)، وليس فيه ذكر أحرف؛ فهذا قول قد يحتمل المعنى الذي في حديث الليث ".
.ويقصد بحديث الليث ما روي من طريقه عن أبي سلمة مرفوعا: (نزل القرآن على سبعة أحرف: حلال، وحرام، وأمر، ونهي، وخبر ما كان قبلكم، وخبر ما هو كائن بعدكم، وضرب الأمثال). قال أبو عبيد: " ولسنا ندري ما وجه هذا الحديث؛ لأنه شاذ غير مسند، والأحاديث المسندة المثبتة ترده ".
لم أفهم المقصود،
ليتكم تتكرمون بإيضاح المعنى شكر الله لكم.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Oct 2010, 02:53 م]ـ
انظر: غريب الحديث، 2/ 644 - 649. وفقكم الله وبارك فيكم.