و في هذه الآية لم يذكر الإمام الطبري ما قرأ به حفص ورواية حفص " قَالَ رَبِّ"على أنه فعل ماض وأما القراء اللآخرون فقرأوا "قل " على أنه فعل أمر
ثانيا: إذا انفرد حفص برواية وجه واختلف القراء في أكثر من وجه فإن الامام الطبري لا يذكر الوجه الذي رواه حفص بينما يذكر الوجوه التي اختلف فيها القراء
قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) القصص
واختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء أهل الحجاز والبصرة: (مِنَ الرَّهَب) بفتح الراء والهاء. وقرأته عامة قرّاء الكوفة: (مِنَ الرُّهْبِ) بضم الراء وتسكين الهاء، والقول في ذلك أنهما قراءتان متفقتا المعنى مشهورتان في قراء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب."
لم يذكر الامام الطبري ما قرأ به حفص وهو " الرهب " بفتح الراء وسكون الهاء
قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
"وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)
واختلف القراء في قراءة قوله (تَسَّاقَطُ) فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة والكوفة (تَسَّاقَط) بالتاء من تساقط وتشديد السين، بمعنى: تتساقط عليك النخلة رطبًا جنيا، ثم تُدغم إحدى التاءين في الأخرى فتشدّد (1) وكأن الذين قرءوا ذلك كذلك وجهوا معنى الكلام إلى: وهزِّي إليك بجذع النخلة تساقط النخلة عليك رطبًا: وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة (تَساقَطُ) بالتاء وتخفيف السين، ووجه معنى الكلام، إلى مثل ما وجه إليه مشدّدوها، غير أنهم خالفوهم في القراءة. ورُوي عن البراء بن عازب أنه قرأ ذلك (يُساقِط) بالياء."
لم يذكر الامام الطبري ما قرأ به حفص " تُسَاقِطْ" بضم التاء وكسر القاف
ثالثا: إذا انفرد حفص بوجه وانفرد شعبة بوجه واختلف القراء فإن الامام الطبري لايذكر رواة حفص ويذكر رواية شعبة وينسبها إلى قارئها عاصم ومثال ذلك:
قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)
واختلفت القرّاء في قراءة قوله (لِمَهْلِكِهِمْ) فقرأ ذلك عامَّة قرّاء الحجاز والعراق: "لِمُهْلَكِهِمْ" بضمّ الميم وفتح اللام على توجيه ذلك إلى أنه مصدر من أهلكوا إهلاكا، وقرأه عاصم: "لِمَهْلَكِهِمْ" بفتح الميم واللام على توجيهه إلى المصدر من هلكوا هلاكا ومهلكا.
وأولى القراءتين بالصواب عندي في ذلك قراءة من قرأه: "لِمُهْلَكِهِمْ" بضمّ الميم وفتح اللام لإجماع الحجة من القرّاء عليه، واستدلالا بقوله: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ) فأن يكون المصدر من أهلكنا، إذ كان قد تقدّم قبله أولى. وقيل: أهلكناهم، وقد قال قبل: (وَتِلْكَ الْقُرَى)، لأن الهلاك إنما حلّ بأهل القرى، فعاد إلى المعنى، وأجرى الكلام عليه دون اللفظ."
لم يذكر الامام الامام الطبري ما قرأ به حفص وهو" لِمَهْلِكِهِمْ" بفتح الميم وكسر اللام وأما ماذكره عن عاصم " وقرأه عاصم: "لِمَهْلَكِهِمْ" بفتح الميم واللام" فهي رواية شعبة
إن عدم ذكر الإمام الطبري ما رواه حفص يشير أن رواة حفص لم تصل للإمام الطبري ولم يعرفها وهذه المواضع التي ذكر الإمام الطبري رواة حفص ولم ينسبها للإمام عاصم وذكرها بصيغة "روي، ذكر " المبني للمفعول الذي يشير أنها غير مشتهرة عنده
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 Jun 2010, 02:34 م]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك على الفوائد
وراجع نفس الفائدة على هذا الرابط
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=1071