وذهب آخرون من الشراح إلى أن وجه الشبه هو الخلاف لهما؛ وعليه فليعقوب وجهان هما إثبات الهاء وعدمه، كما أن للبزي وجهين هما إثبات الهاء وعدمه، ومن هؤلاء الرميلي، وتبعه الخليجي الذي يقول (حل المشكلات: 39): "لو وقف يعقوب على فسواهن وعلى هو وهي وقف بهاء السكت فقط من طريق الدرة، وكذلك لو وقف على ياء المتكلم المشددة نحو: إلي وعلي ومصرخي، وله في الوقف على "ما" الاستفهامية المجرورة نحو لم وبم وفيم هاء السكت وعدمها، هذا ما قرأت به من طريق الدرة ونص عليه شارحها الرميلي وأفتيت به وأخذت عليه خطوط مشيخة مقارئ الاسكندرية سنة: 1316 هجرية".
يبدو من كلام الخليجي أنه يتحدث عن معركة اختلفت فيها الفتاوي وأخذت عليها الخطوط، حول هذه المسألة، وكان من أبطالها الخليجي، وإن لم نعرف معارضيه فيها، وبقيت ذيول منها لدى المعاصرين كما رأينا في النصوص السابقة. ويبدو أن هذه المعركة كمعركة الغنة للأزرق، كانت مظهرا من مظاهر الصراع بين اتجاه المتولي والاتجاه التقليدي الذي كان يسيطر على التحريرات قبله والذي يمثله الخليجي؛ ومن الأدلة على ذلك أننا نرى أتباع المتولي متحمسين في الرد على القول الذي ذهب إليه الخليجي.
المراجع:
- الإيضاح لمتن الدرة – تأليف: الزبيدي الناشري (عفيف الدين أبي التوفيق عثمان بن عمر اليمني) – تحقيق: عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى – دار الضياء – طنطا – ط 3 – 1423هـ / 2003م.
- حل المشكلات وتوضيح التحريرات – تحقيق: الخليجي (محمد بن عبد الرحمن) - تحقيق: جمال الدين محمد شرف و/ عبد الله علوان – دار الصحابة للتراث بطنطا – طنطا –1422هـ 2002م.
- شرح الدرة المضية في القراءات الثلاث المروية - تأليف: النويري (أبي القاسم محمد بن محمد بن محمد) - تحقيق: عبد الرافع بن رضوان بن علي الشرقاوي – مكتبة الرشد للنشر والتوزيع – الرياض – ط 1 – 1424 هـ / 2003م.
- شرح السمنودي على متن الدرة - تأليف: السمنودي (محمد بن حسن) – مكتبة القاهرة – القاهرة – 1424هـ / 2003م (ط. مصورة عن ط. 1342هـ).
- الوجوه المسفرة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة – تأليف: المتولي (محمد بن أحمد) – ضمن: إتحاف البررة بالمتون العشرة – مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر – 1354هـ / 1935م.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[15 Jun 2010, 04:02 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
الخلاف في المسألة نشأ عند المتأخّرين على ابن الجزريّ في شرحهم لكلامه في الدرّة مع أنّ عبارته في التحبير واضحة، والنثر أدلى من النظم كما هو معلوم. وإذا توقّفنا إلى هذا الحدّ لم ندخل بعد في إطار التحريرات لأنّ الخلاف يكمل في شرح كلام الناظم لا أكثر ولا أقلّ. خلافاً ما إذا رجعنا إلى مصادر قراءة يعقوب من التحبير وتتبعنا المسألة سيتّضح هل ثبت الخلاف عن يعقوب في المسألة أم لا، وفي هذه الحالة يمكن أن نقول بأننا حرّرنا المسألة وفق منهج المحررين في الجملة.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[16 Jun 2010, 08:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة.
وفقكم الله.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[05 Jul 2010, 12:13 ص]ـ
جزاك الله خيرًا يا دكتور على هذه الفوائد القيمة, مزيدًا من هذه المعارك.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[05 Jul 2010, 05:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وأبشركم بأن هذه السلسلة ستتواصل، بعد تغيير اسمها. إن شاء الله.