ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[10 Jul 2010, 07:15 ص]ـ
مما رأيت من التساهل عند بعض المشايخ المشهورين بالإقراء باليمن عدم التركيز على الأحكام التجويدية فيأخذ الطالب الإجازة من هذا الشيخ وقراءته أشبه بقراءة العوام.
أخي الكريم إبراهيم الفقيه حفظك الله:
فيأخذ الطالب الإجازة من هذا الشيخ وقراءته أشبه بقراءة العوام
أشعر أن هذه العبارة فيها شيء من المبالغة, خاصة أنها في بعض المشايخ المشهورين, نعم قد يجاز الطالب من بعض الشيوخ ولم يصل بعد إلى الإتقان الذي ينبغي أن يصل إليه المجاز وهو مما يمكن أن يطلق عليه تساهلاً, لكن ليس إلى الحد الذي ذكرتَه.
ومعذرةً سيدي إبراهيم الفقيه ما قصدتُّ الاعتراض عليك.
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[13 Jul 2010, 04:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما يجدر على حافظ القرآن الاعتناء به ـ في نظري القاصر، وقد أغفله إخواننا ـ قبل خوض غمار البحث عن الإجازة في القرآن الكريم، أن يكون سائرا في طلبه على أساس متين، وأرض مذللة بعلوم الآلة وعلى رأسها علم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وفهم لمعاني الكلام، لأن المجازين في عصرنا الحاضر ـ وما أكثرهم ـ قد برزوا إلى الناس في حلة الانتهاء من الطلب، ويراهم الرائي في عداد المتقنين، وقد رأيت الواحد منهم وقد صار يشارإليه بالبنان، وتصدى لإقراء القرآن، لا يحسن يقيم جملة، سواء في كلامه أو كتاباته، من غير أن يلحن، فضلا أن يُستمتع ببلاغته وحسن سبكه للكلام، وقد غفل المسكين أنه يقرئ أحسن الحديث، وأبلغ العبارات، وأسمقها في سماء المعاني. وإذا نظرنا إلى حسن فهمه لكتاب الله عز وجل نجده في معزل عن ذلك، لأنه لا يحفظ غريب كلماته، ولا يفقه جميل عباراته، ولا يعرف أسباب نزوله، فكيف بمثل هذا أن يحسن ترتيله، ويجود وقفه وابتداءه؟.
لقد صب علماء القراءات والتجويد في عصرنا الحديث اهتمامهم على تجويد اللفظ، وتحسين الأداء، وتطريب الصوت بالنغم، وهذه الأمور الثلاثة لا تعدو أن تكون وسائل توصلنا إلى الغاية الحميدة التي من أجلها أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه: كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب، لذلك تجد أحدنا إذا أنصت لتلاوة من التلاوات، أو دخل في صلاته مأموما في أحد المساجد، يخرج بتقرير تفصيلي حول قراءة المرتل أو الإمام: من حيث حسن صوته، وحسن تلفظه للحروف، وهل فخم حروف التفخيم، وأحسن قرع حروف القلقلة، وفرّق بين الصغرى والكبرى منها، وهل أشبع الغنن، وأعطى المدود حقها من الحركات، وهل وهل وهل؟ ...
وإذا سألته عن المعاني التي أفادها من المقدار الذي قرأه الإمام من الآيات، يفغر فاه مندهشا، ولا يحير جوابا.
إنني لا أقلل من شأن هذا الفن أبدا ـ وكيف ذلك وقد امتن المولى عليّ بالتخصص فيه ـ، وإنما أردت أن أستذكر وإخواني مدى حاجتنا إلى التربية الروحية التي أودعها الله سبحانه في كتابه، وإذا كان المشتغلون بكتاب الله عز وجل قد خلت قلوبهم من هذه التربية فكيف بغيرهم، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن لله أهلين من الناس، قالوا من هم يارسول الله؟، قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"، أخرجه أحمد وابن ماجه، قال الإمام السندي: "أهل القرآن: أي حفظته العاملون به"، ولا يعمل به إلا من علمه وفقهه.
اللهم يا كريم رقق بالقرآن العظيم قلوبنا، وجدد الإيمان في قلوبنا، وارفع الغشاوة والقسوة عن قلوبنا، آمين.