تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولم أرهم يدرون ورشا قراءة=فكيف لهم أن يقرؤوا لأبي عمرو؟!

فألزمت نفسي أن أقول قصيدة=أبث بها علمي وأجري إلى الأجر

فيا رب عذر للبخيل بماله=وما لبخيل بالمسائل من عذر

فجئت بها فهرية حصرية=على كل خاقانية قبلها تزري

على مائتي بيت تنيف تسعة=وقد نظمت نظم الجمان على النحر

وما أعطيت بين القصائد حقها=ولو كتبت بالمسك عظما عن الحبر

تنوب عن الكتب الضخام لقارئ=وتسهل حفظا للمقيمين والسفر

وفيها من الذكر المطهر جملة=فلا تقرها إلا وأنت على طهر

والإمام الحصري أيضا هو صاحب القصيدة المشهورة:

يا ليل الصب متى غده؟! =أقيام الساعة موعده؟!

فلولا هذان الحاكمان لما كانت بين أيدينا اليوم القصيدة الحصرية.

لقد رفع الله هذين الحاكمين باهتمامها بكتاب الله، وجعل لهما بذلك لسان صدق في الآخرين؛ روى مسلم أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان، وكان عمر يستعمله على مكة؛ فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزي. قال: ومن ابن أبزي؟ قال: مولى من موالينا. قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله - عز وجل - وإنه عالم بالفرائض. قال عمر: أما إن نبيكم – صلى الله عليه وسلم – قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين.

وها نحن اليوم بعد نحو ألف سنة نقدر هذين الحاكمين الأميين، ونشيد بفضلهما، وندعو لهما كما طلب منا إمامنا الحصري؛ لأن الله رفعهما بكتابه، وها نحن بالمقابل نحتقر معاصريهما من الحكام العلماء الذين كانوا يطلبون الأباطيل؛ فوضعهم الله بكتابه, وإن كنا ندعو للجميع بالرحمة والمغفرة.

فاعتبروا يا أولي الأبصار!

انظر حول الموضوع:

- قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش: 2/ 21 – تأليف: د. عبد الهادي حميتو – ط وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.

- منح الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحصرية - لابن عظيمة الإشبيلي – تحقيق: توفيق العبقري – ط وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.

وما يحيلان إليه مع مصادر.

ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[19 Jul 2010, 08:09 م]ـ

سبحان الله

بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفع الله بكم

في نتظار مواضيعكم المتميزة

ـ[أحمد كوري]ــــــــ[20 Jul 2010, 01:25 ص]ـ

جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة، وشكرا جزيلا لكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير