الأول: الغنة صوت يشبه صوت الغزال حين ضاع ولدها وهي صفة ذاتية للميم والنون ولو تنوينا قوية فيهما ومن ثم جذبتها حالة الإخفاء أو ما في حكمها من الإدغام بالغنة من مخرجهما الأصلي وحولتهما إلي الخيشوم علي الصحيح كما أن صفة المد جذبت الواو والياء من مخرجهما الأصلي وحولتهما إلي الجوف علي الصحيح قاله الناظم ـ رحمه الله ـ أما حالة الإظهار فلم تقو الغنة فيهما فلم تحولا حينئذ عن مخرجهما الأصلي، وكذلك الواو والياء إذا لم يكونا حرفي مد لم يتحولا إلي الجوف لعدم المقتضي لذلك.
الثاني: الغنة تجري في الخيشوم كجريان المد في الجوف فمن ثم كانت الغنة شبيهة.
1. إن حروف المد تمنع الإدغام بخلاف حروف الغنة.
2. إن الغنة صفة ذاتية في حرفيها، وأما المد فصفة ذاتية في بعض حروفه وهو الألف وعرضية الواو والياء إذا تحركتا مثلا.
3. حروف المد بمنزلة الحركة في الفصل بين الساكنين، وحروف الغنة ليست كذلك فلا يقال في نحو: (أنت) وقفا مثلا: الغنة فصلت بين الساكنين، إذ النون ساكنة والتاء ساكنة، واجتماع الساكنين علي غير حده مرفوض في غير الوقف، أما في الوقف فمغتفر (الحمد) وقفا.
4. لا يجوز مط الغنة في حرفيها كالمد في حروفه لعدم الرواية بذلك)) انتهي بتصرف نقلا عن كتاب الفوائد التجويدية " للشيخ عبد الرزاق علي موسي صـ 40
أقول: وقد زاد بعضهم بأن الغنة تتبع ما بعدها والمد تابع لما قبله ـ أي الألف ـ
وأما قوله " واجتماع الساكنين علي غير حده مرفوض في غير الوقف" هذا الكلام كلام النحاة، ويقصدون بقولهم: علي غير حده " أن يكون الساكن الأول حرف مد مثل "الضالين " وأشباهها وصلا وهذا حده عندهم،و (غير حده) يقصدون به أن يكون الساكنان حرفين صحيحين ـ أي ليس الأول حرف مد ـ، وقد تواترت القراءات الصحيحة عن القراء بجواز اجتماع الساكنين علي غير حده مثل" نعما ـ بإسكان العين والميم الأولي المدغمة ـ ومثل تاءات البزي، ويهدي وغيرها من الكلمات وقد وفينا هذه المسألة في بحث " رسالة فاصلة في التقاء الأحرف الساكنة " فراجعه
الإظهار:
معنى الإظهار في اللغة: البيان،
وفي اصطلاح القراء:
إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر ـ وأحرفه ستة وهي: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الستة بعد النون الساكنة سواء أكانا في كلمة أم في كلمتين ـ أو بعد التنوين، ولا يكونان إلا في كلمتين وجب إظهار هذه النون، ووجب إظهار هذا التنوين ـو يسمى ذلك الإظهار: إظهارا حلقيا لخروج أحرفه من الحلق ـ وهذه الأحرف رتبت حسب مخارجها، فالهمز والهاء يخرجان من أقصى الحلق، والعين والحاء يخرجان من وسط الحلق، والغين والخاء يخرجان من أدنى الحلق.)) انظر التحفة العنبرية
اختلفوا في عدد أحرف الإظهار:
فذكربعضهم: أنها ستة وهذا ما عليه الجمهور
وعند أبي جعفرالقارئ أربعة وجعل الخاءوالغين من حروف الإخفاء.
واختلف عن أبي جعفر في ثلاث كلمات "إن يكن غنيا أو فقيرا "النساء 135 و"فسينغضون " الإسراء 51 و"المنخنقة " المائدة 3 بلا خلاف من طريق الدرة في الثلاث كلمات "وبغين خا الاخفا سوي ينغض يكن منخنق ألا" وبالخلاف من طريق الطيبة فيهن. " لا منخنق ينغض يكن بعض أبي "
قال الداني في جامع البيان:" واختلف عن نافع عند ثلاثة أحرف منها وهي الهمزة والخاء والغين فروي ورش عنه أنه ألقي الهمزة علي النون الساكنة والتنوين وأسقطها من اللفظ لثقلها. وروي المسيبي عنه أنه أخفي النون والتنوين عند الخاء والغين في المتصل والمنفصل جميعا لقربهما من أقصي اللسان القاف والكاف،وكذلك روي ابن شنبوذ عن أبي حسان عن أبي نشيط عن قالون،ومحمد ابن سعدان عن أبي عمرو أنه أخفاها عند الخاء وحدها،وبإظهارها عندهما قرأت إلا في رواية المسيبي وحده .. ـ ثم ذكر يكن وينغض دون ذكر المنخنقة .. "صـ292،293
وقال في النشر: " وانفرد ابن مهران عن ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون بالإخفاء أيضاً عند الغين والخاء في جميع القرآن ولم يستثن شيئاً واتبعه على ذلك أبو القاسم الهذلي في كامله." 2/ 79
أقول: والمعمول عن نافع الإظهار في الستة أحرف إلا ورشا نقل حركة الهمزة للنون كما سبق.
إذن في الإظهار الخلاف كالآتي:
1 ـ الجمهور علي الإظهار عند الستة أحرف
¥