"قال الشيخ أبو عمرو في شرح هذه الغنة المسماة بالنون الخفيفه: هذه النون التي مر ذكرها، فإن ذلك من الفم، وهذه من الخيشوم- قال: وشرط هذه أن يكون بعدها حرف الفم ليصح إخفاؤها، فإن كان بعدها حرف من حروف الحلق أو كانت آخر الكلام وجب أن تكون الأولى ([7] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn7))، فإذا قلت "عنك" و"منك" فمخرج هذه النون من الخيشوم، وليست تلك النون في التخفيف ([8] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn8))، فإذا قلت "من خلق" و"من أبوك" فهذه هي النون التي مخرجها من الفم، وكذلك إذا قلت "أعلن" وشبهه مما يكون آخر الكلام وجب أن تكون هي الأولى أيضا" ([9] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn9)).)) ا. هـ
قال ابن الجزري في التمهيد:" وقد ذكر بعض القراء في كتبهم أن الغنة باقية فيهما، وذكر شيخ الداني، فارس بن أحمد، في مصنف له أن الغنة ساقطة منهما إذا أظهرا، وهو مذهب النحاة، وبه صرحوا في كتبهم، وبه قرأت على كل شيوخي ما عدا قراءة يزيد والمسيبي.))
وعلق محمد مكي نصر علي هذا الخلاف قائلا:
قال المرعشي: ويمكن أن يكون النزاع لفظيا، لأن من قال ببقائها أراد عدم انفكاك أصل الغنة عن النون ولو تنوينا، ومن قال بسقوطها أراد عدم ظهورها)) ا. هـ نهاية القول المفيد صـ158
اختلفوا في سبب الإظهار.
قال بعضهم: الإظهار هو الأصل، لأن الأصل لا سبب له، وذكر في تنبيه الغافلين عند حديثه عن الإظهار قال: و الإظهار هو الأصل.
وقال بعضهم سبب الإظهار التباعد في المخرج، قال المالقي:" وأما الإظهار فلبعد المخرج. "
أقول: والذين ذكروا بُعد المخرج فلربما من باب تميم الفائدة، حيث إنهم وجدوا لكل حكم سببا وعلة، فمن هنا ذكروا سببا للإظهار. وإلا فالأحرف علي أصلها والإظهار أصل، ويشكل أيضا غنة الخاء والغين عند أبي جعفر عند من قال بالبعد رغم ما تأولوه من قربهما من أقصي اللسان، وأطلق بعضهم التقارب النسبي.قال الضباع في الإضاءة:" والإظهار هو الأصل لعدم احتياجه إلى سبب والإدغام فرعه لاحتياجه إليه كما سيأتي.
والله أعلم
[1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref1)- نقله المنتوري في شرح ابن بري لوحة 205.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref2)- الدر النثير 3/ 137.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref3)- الرعاية 193.
[4] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref4)- يريد قوله في "الكشف" 1/ 163 "لأنك إذا أدغمت في حرفين فيهما غنة، وذلك الميم والنون، فبالإدغام تلزم الغنة، لأنهما باقية غير مدغمة، وبالإظهار أيضا تلزم الغنة، لأن الأول حرف تلزمه الغنة، ومثله الثاني، فالغنة لا بد منها ظاهزة أدغمت أو لم تدغم". يعني بذلك الإدغام في "من نور" "ومن ماء" ونحوهما.
[5] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref5)- إيضاح الأسرار والبدائع لابن المجراد لوحة 94.
[6] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref6)- هذا خلاف ما تقدم من قول مكي وأبي عمرو، وهو أيضا قول الأخفش كما قال أبو عمرو في المنبهة: "وزعم الأخفش أن الغنة ... رغم بلفظ النون فاعلمنه" ..
[7] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref7)- يعني النون المظمرة المعبر عنها بالخفيفة في اصطلاحهم.
[8] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref8)- في إبراز المعاني المطبوع "التحقيق" بقافين، وهو تصحيف كما يظهر، إذ المراد "التخفيف أي الإظهار.
[9] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref9)- إبراز المعاني 750.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Aug 2010, 10:07 م]ـ
الإدغام:
تعريف الإدغام: لغة الإدخال
¥