تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أدائية تتعلق بتلاوة القرآن , وبأحكام التلاوة المدوّنة في تلك الكُتيبات والأسباب هي أنّ الأداء المنطوق أصابه تلوث العاميات المعاصرة , والمكتوب أصابه الخلل بسبب التقعيد لهذه اللهجة العامية , ونلحظ كذلك تباينا ظاهرا بين أداء بعض الأحكام وطريقة وصفها في كتب التلاوة و كما أنّ هناك اختلافا بين نطق عدد من الأحرف الفصيحة التي نزل بها القرآن وبين طريقة أدائها ووصفها في الكتب المعاصرة. وكان ذلك قد لفت نظري منذ سنوات وكتبت عدة أبحاث في فترات متتابعة تعالج بعضا من تلك الظواهر الأدائية في التلاوة وصارت عندي قناعة بضرورة اعتناء القائمين على أمر تعليم تلاوة القرآن بتلك القضايا حتى تلتقي كلمتهم على رأيٍ موحّد فيها وحتى تتوحد صور الأداء فالمصريّ يقرأ وحدات القرآن الصوتية بلهجته العامية والشاميّ يغلب على أدائه الإمالة في بعض الحروف وكذلك أهل الخليج غلب عليهم بعض الظواهر البدوية النّبطية , وأهل المغرب العربيّ لهم ظواهر خاصة في الأداء ويستطيع المستمع المدقق أن يحكم على القارئ من أيّ الديار هو بسبب لهجته العامية فمثلا استمع لقارئ من افريقيا أو السودان أو من العراق ستجد تباينا بين لهجة هؤلاء وهؤلاء والكلّ يدّعي أنه بلغ ذروة سنام الإتقان ويرمي غيره بالجهل بالأداء وحنكته. وأنادي إلى صياغة كتب التجويد الحديثة بالاعتماد الكليّ على ما سطّره الأوائل في مصنّفاتهم , فهم أقرب لعصر السلف والأحرى بنا التمسك بما نقلوه لأنهم قوّة علمية لا قبل لنا بها ... ولا شكّ في أنّ قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأوّل وتعتمد على المشافهة والتلقي لكن قد يصيب التلقي تلوث اللهجات العامية بسبب طول سلسلة الأسانيد أو بسبب تغير المشافهة كما يقول محمد المرعشي (1150 هـ): "لمّا طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء كثير من شيوخ الأداء , والشيخ الماهر الجامع بين الرواية والدراية , المتفطّن لدقائق الخلل في المخارج والصفات , أعزّ من الكبريت الأحمر ... فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد بل نتأمل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان مسائل هذا الفنّ ونقيس ما سمعنا من الشيوخ على ما أودِعَ في الكتب فما وافقه فهو الحقّ وما خالفه فالحقّ ما في الكتب ... " 19

الهوامش:

15 الفهيه هو الجاهل العييّ

16 شرح المقدمة الجزرية لعصام الدين أحمد بن مصطفى بن خليل المعروف بطاش كبرى زادة (968 هـ) بتحقيق الأستاذ فرغلي سيد عرباوي ص16 من مقدمة المحقق

17 باحث في علم الصوتيات التجويد والقراءات والمدرس سابقا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية له عدة بحوث في غاية الأهمية وتحقيقات تراثية في غاية الصحة والتدقيق

18 كلام الأستاذ غانم قدوري الحمد في "الدراسات الصوتية" ص11 بتصرف من الناقل

19 الحواشي المفهمة لابن الناظم , من مقدمة الدراسة , الصفحة: 11 - 12 - 13

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير