ولعل أكبر المنتصرين لهذا المذهب هو الأستاذ أو عمر عبد الحكيم عبد الرزاق في بحثه " القيّم القول المتين في تجويد قصر اللين " تجده على الشبكة في موقع مزامير داوود وموقع قراء المغرب وغيرها من المواقع المتخصصة وليعلم القارئ أنّني أخرتُ الحديث عن هذا الرأي لأنّ نصوص أهل العلم التي نقلها الكاتب ليست بذلك البيان والوضوح الذي يسمح بإصدار مثل هذا الحكم والتقعيد لهذا المذهب والذبّ عنه خاصة وأنّ طريقتي ومنهجي في البحث في أيّ علم من العلوم وفي أيّ صنف من الفنون أن أنطلق من نصوص وأقوال وأراء صريحة صحيحة لأهل العلم والاختصاص من المجتهدين الأكفاء القادرين والقابلين لإصدار مثل هذه الفتاوى والاجتهادات والأحكام , لا يهمّ إن كانوا قلّة أو كثرة لا يهمّ إن كانت مذاهبهم متداولة معروفة مشتهرة أو كانت مجهولة مغمورة مندثرة ما دامت صادرة عمّن يحلّ له في شرعنا الحنيف أن يجتهد , ويكون لاجتهاده عند أهل العلم وزنه المرموق وقدره المحفوظ ... ثم بعد ذلك لطالب العلم الحقّ في تحرير المسألة والتوسع فيها ببسط أدلة بعض المجتهدين وتوطيدها ودعمها بما يمكنه من حجج وأدلة من المنقول والمعقول كما له أن يفعل عكس ذلك مع أدلة المخالفين فيجتهد في بيان بطلانها وضحدها ويسترسل في مناقشتها والرد عليها ما شاء ... لكن كلّ ذلك ينبغي أن يتقيد بعدم الخروج عن مذهب المجتهدين إلى مذهب ورأي محدث جديد هو وليد فكره القاصر واجتهاده الباطل وإن أصاب ...
والذي يبدو لي والله أعلم أن هذا القول الثالث مبني على نصوص محتملة فيها كثير من الغموض لا ترتقي إلى نصوص القائلين بالمذهبين المتقدمين63 من حيث بيانها ووضوحها
وللحديث عن هذا الرأي الثالث نبدأ بأقوال صاحب الرسالة المذكورة وهي صريحة واضحة ولنحاول بعد ذلك مقارنتها بما ساقه من نصوص وأدلة لنقف والله أعلم على البون والفرق بين الأمرين فممّا ذكره في الخاتمة
" ... ويترجح من ذلك كله أن الوقف بشئ من المد في اللين الراجح في الأمر وإلا يصل المد إلي مقدار المد الطبيعي. والله أعلم"
هذا هو استنتاجه أما الأدلة والنصوص فنورد أهمها وجلّها إن لم أقل كلّها
• الأقوال والنصوص التي ساقها:
1. وقال الشيخ عطية قابل نصر ـ رحمه الله ـ في كتابه غاية المريد (وإن كان السكون العارض قبله حرف لِين مثل: {خَوْفٍ}، {بيْت}، {شَيء}، {سُوْء}، فإنه يأخذ الأوجه السابقة حيثما أتى إلا أنهم اختلفوا في وجه القَصْرِ فبعض العلماء يقول: بأن المراد بالقصر المد حركتين إجراء له مجرى المد العارض للسكون واعتبار حرف اللِّين كحرف المد عند الوقف على ما بعده تسهيلا للنطق، وهكذا قال صاحب العميد.
وأكثر شرَّاح الشاطبية يقولون في معنى قول الإمام الشاطبي "وعنهم سقوط المد فيه": أن المراد به القصر حركتين كالمد العارض للسكون.
والبعض الآخر من العلماء يقول: بأن المراد بالقصر حذف المد مطلقًا بحيث يكون النطق بحرفي اللِّين عند الوقف كالنطق بهما حالة الوصل إجراء لهما مجرى الحروف الصحيحة.
كما اختلفوا في وجه الرَّوم فأكثرهم يقول: بأن الروم يأتي مع القَصْر الذي هو عدم المد أصالة لأن حرف اللِّين في حالة الوصل لم يكن فيه مدٌّ مطلقًا عكس المد العارض للسكون الذي يكون في الوصل مدًّا طبيعيًّا كما سبق بيانه.
وبعضهم يقول: بأن الروم يأتي مع القصر الذي هو بمعنى "مدٍّ ما" وقدَّروه بأنه دون المد الطبيعي وقد أورد ذلك العلامة الضبَّاع في كتابه "الإضاءة في أصول القراءة"، وذكر بأن ممن قال بهذا الرأي الدَّاني ومكي إذ قالا: "في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد"، وكذلك الجعبري قال: "واللِّين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقدر الطبع" وعلى هذا فالرَّوم فيه يكون على مثل ذلك ولا يضبط هذا إلا بالمشافهة.)) ا. هـ الصفحة 05 من البحث
¥