ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:24 م]ـ
اختلف الأئمّة في تقديم أحد أوجه البدل إلى مذهبين: الأوّل توسيطه وهو مذهب جمهور المغاربة لثبوته في كتاب التيسير ومن سلك مسلكه كابن برّي وغيره ولكونه الأشهر عند الداني لقراءته به على ابن خاقان وفارس ابن أحمد. والمذهب الثاني هو القصر لثبوته عند الجميع ما عدا الأزرق ولقوّته في القياس وهو مذهب الإمام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى. فشهرة التوسط عند المغاربة نسبيّة برواية الداني، فإذا نظرنا بهذا المنظار يمكن تقديم التقليل في ذوات الهاء بالتبعيّة لما رواه الداني عن ابن خاقان وفارس ابن أحمد في تقليل ذوات الهاء وتوسيط البدل.
ولكن إن نظرنا إلى الشهرة بمنظارها الواسع أي بالنسبة لجمهور القراء من جهة، والقياس من جهة أخرى فيقدّم القصر مع الفتح.
وإذا نظرنا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن الجزري في نشره نجد أنّ طول البدل هو الأكثر ثبوتاً وبالتالي يمكن تقديمه من هذه الحيثيّة.
أقول: ثبوت توسط البدل مع التقليل عند المغاربة أو في قطر من الأقطار لا يعني أنّه الأقوى في الرواية إذا نظرنا بالمنظار الواسع.
فالمسألة اجتهادية محضة تحتاج إلى تأصيل وتقعيد إذ المذاهب متضاربة وأدلّتها معتبرة جميعاً.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[سليم محمد ربيع]ــــــــ[01 Sep 2010, 07:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
المقدم عند أهل الأداء من المغاربة هو التوسط كما ذكر السيد هاشم في حصنه، وهو المختار كما نصّ عليه الخرّاز في شرح البرّيّة، وكذا قدّمه إمامنا ابن برّي رض1 في قوله:
وبعدها ثبتت او تغيرت * فاقصر وعن ورش توسط ثبت
مع أنه اتّبع الشاطبي في جميع نظمه، إلا أنّه قدّم التوسّط ولم يذكر الإشباع ربما تبعا لإنكار الداني له على ما يظهر من جامعه أو لقول الشاطبي (وقد يروى لورش مطولا).
وبالعكس من ذلك أنكر ابن غلبون المد الزائد على القصر في البدل في تذكرته وأشار إليه الشاطبي في حرزه. وأغرب المنتوري في شرح الدرر فأنكر التوسط وأثبت الإشباع.
وقال الشيخ محمد بن عنتر البتروني وهو أحد شيوخ سند العلامة المقرئ محمد ابن أبي القاسم البوجليلي: وأما باب (ءامنوا) و (شيء) فبالتوسط فقط لورش قرأنا اهـ
وأحبّ هنا أن أسرد قول أحد علماء الجزائر وهو العلامة أحمد بن ثابت الشريف التلمساني في الرسالة الغرّاء في ترتيب اختلاف وجوه القراء حيث يقول: واختار الشاطبي القصر فيما وقع حرف المد بعد الهمزة نحو الآخرة وآمنوا، ورجّح الداني التوسط، ورجّح أبو محمد مكي الإشباع، وقرأت من القصيد بالثلاثة على حسب الترقّي (أي بتقديم القصر ثم التوسط ثم الطول هكذا صعودا)، وقرأت من الطيّبة بالتدلّي (أي بتقديم الطول ثم التوسط ثم القصر هكذا نزولا) اهـ
قلت والتوسط هو الذي ضبطت عليه مصاحف المغرب الأقصى والجزائر.
أما باب (ضحاها) من حيث علاقتها بالبدل، فقد قرأت مؤخرا رسالة في الكلمات الممالة لورش من طريق الحرز للعلامة عبد الرازق موسى رحمه الله وقد ذكر فيه صراحة أن هذا الباب ينطبق عليه التحرير المعروف أي القصر مع الفتح، والتوسط مع التقليل، والطول مع الوجهين، والله تعالى أعلم.