الطالب: القواسم المشتركة بين المجموعتين هي:
1. الألف جاءت ساكنة وسبقت بفتحة في {أغنيَآء} من أمثلة المجموعة الأولى، وكذلك الحال في {العقَاب} من أمثلة المجموعة الثانية.
2. الواو جاءت ساكنة وسبقت بضمة في {سُو?ء} من أمثلة المجموعة الأولى، وكذلك الحال في {يضربُون} من أمثلة المجموعة الثانية.
3. الياء جاءت ساكنة وسبقت بكسرة في {سِى?ء} من أمثلة المجموعة الأولى، وكذلك الحال في {وسنزِيد} من أمثلة المجموعة الثانية.
المعلم: إذاً نلخص ما قلته بأن أحرف المد هي:
o الألف الساكنة المسبوقة بفتحة.
o الواو الساكنة المسبوقة بضمة.
o الياء الساكنة المسبوقة بكسرة.
الآن، ما أوجه الاتفاق والاختلاف في أمثلة المجموعة الأولى؟
الطالب: هنالك أكثر من فرق:
الفرق الأول: جاء بعد حرف المد همز في عدة كلمات، هي:
المثال الرقم المثال الرقم المثال الرقم
واعلمُو?ا أن 11 الَّذِي?أَنزل 6 فِي? أنفسكم 1
حتى?إذا 12 شركَآء 7 سُو?ء 2
ومَآ أنفقتم 13 أهوَآءهم 8 أغنيَآء 3
الفقرَآء 14 إنمَآ أنت 9 سِى?ء 4
المعلم: هل كل الأمثلة على نفس السياق؟
الطالب: لا، الأمثلة جاءت على قسمين:
الأول: جاءت الهمزة بعد حرف المد مباشرة في نفس الكلمة، مثل: {الفقرَآء}.
الثاني: جاءت الهمزة بعد حرف المد مباشرة في الكلمة الثانية، مثل: {فِي? أنفسكم}.
المعلم: إذاً المد بسبب الهمزة يقع على قسمين:
الأول: المد المتصل: هو أن يأتي الهمز بعد حرف المد مباشرة في كلمة واحدة سواء أكان الهمز في وسط الكلمة أم في آخرها، نحو: {شركَآء}، {أهوَآءهم}.
الثاني: المد المنفصل: هو أن يأتي الهمز بعد حرف المد بشرط انفصالهما، بحيث يكون حرف المد في كلمة والهمز في أول الكلمة الثانية، نحو: {الَّذِي?أَنزل}.
هذا بالنسبة للفرق الأول، فما هو الفرق الثاني؟
الطالب: الفرق الثاني هو: في الأمثلة التالية جاء بعد حرف المد حرف ولم يأت همز؛ وهذا الحرف جاء في بعض الكلمات مشدداً وفي كلمة واحدة جاء ساكناً، والكلمات هي:
المثال الرقم المثال الرقم
تضَآرَّ 3 ءَآلْئَن 1
حَآجَّ 4 أتحجوُ?نّي 2
المعلم: هذا صحيح، فالمد هنا بسبب السكون وقد وقع في كلمة ولم يقع في حرف، ويقسم المد في هذا المجال إلى قسمين:
الأول: المد اللازم الكلمي المثقل:
هو أن يقع بعد حرف المد حرف ساكن سكوناً أصليّاً مدغم فيما بعده، في كلمة واحدة، مثل: {تضَآرَّ}، و {أتحجوُ?نّي}، ولم يقع مثال للياء في القرآن الكريم.
الثاني: المد اللازم الكلمي المخفف:
هو أن يقع بعد حرف المد حرف ساكن سكوناً أصليّاً غير مدغم في كلمة واحدة، وذلك في كلمة: {ءَآلْئَن}، ولم يرد غيرها في القرآن الكريم.
والآن: ماذا بقي من الفروق؟
الطالب: بقي لديّ الحروف التي تأتي في أوائل السور، و هي -كما جاءت في الأمثلة-: {طس?} و {ا?لر} و {ا?لم?}.
المعلم: هل هناك فرق بينها مما درسناه في أحكام الميم الساكنة، مع مراعاة كون هذه الحروف تلفظ بشكل منفصل، فمثلاً: {ا?لم?} لا تقرأ على صورة (ألم)، بل تقرأ على هذه الصورة: (ألف لام ميم)؟
الطالب: إذاً وبناءً على هذا التفصيل فقد وقع إدغام بين اللام والميم في {ا?لم?}، ولم يقع إدغام في: {ا?لر}؛ لأنها تُقرأ -كما وضحت أيها المعلم- على صورة (ألف لام را)، ولا في: {طس?}؛ لأنها تُقرأ على صورة: (طا سين).
المعلم: إذاً المد في الحروف التي تأتي في فواتح بعض السور القرآنية يُقسم إلى قسمين:
القسم الأول: المد اللازم الحرفي المثقل:
وهو أن يقع بعد حرف المد حرفٌ ساكن سكوناً أصليّاً مدغمٌ فيما بعده، نحو: اللام في {ا?لم?}.
القسم الثاني: المد اللازم الحرفي المخفف:
وهو أن يأتي بعد حرف المد حرفٌ ساكن سكوناً أصليّاً غيرُ مدغم فيما بعده، نحو: {ا?لر}.
المرحلة الثالثة: التقويم:
المعلم: في ختام هذه الحصة يمكن لنا جميعاً أن نحدد مفهوم (المد) وأقسامه؛ فالمد هو: إطالة الصوت بأحد حروف المد وهي: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، والواو الساكنة المضموم ما قبلها.
ويقسم المد إلى قسمين أساسيين هما: المد الطبيعي، والمد الفرعي.
فالمد الطبيعي لا يعتمد على سبب، أما المد الفرعي فيعتمد على سبب وهو كما شاهدنا إما همز أو سكون، وفي حالة الهمزة قد يكون المد واجباً متصلاً فيقع حرف المد والهمزة في كلمة واحدة، وقد يكون منفصلا فيقع حرف المد في كلمة وتأتي الهمزة في الكلمة الثانية مباشرة. وقد يكون بسبب السكون فهو الذي يقع في الحروف المقطعة في فواتح السور، أو في بعض الكلمات، وفي حالة وقوعه في الكلمات قد يأتي الحرف الذي يلي حرف المد مشدداً أو غير مشدد.
في الدروس التالية سنوضح لكم -أيها الطلبة- المزيد من أحكام المد، لكن مطلوب منكم استخراج أمثلة أخرى على المدود لكي نناقشها ونكمل أحكام المدود بالشرح والتفصيل في الحصص القادمة إن شاء الله تعالى.
المراجع:
• الحسيني، ذياب صالح، (2007م)، فاعلية استراتيجيتي التعلم بالاكتشاف والخرائط المفاهيمية في تحصيل طلبة المرحلة الثانوية في مادة التربية الإسلامية في دولة الكويت، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة عمان العربية للدراسات العليا، عمان، الأردن، ص59 وما بعدها.
• الخوالدة وعيد، ناصر أحمد ويحيى إسماعيل، (2003م)، طرائق تدريس التربية الإسلامية وأساليبها وتطبيقاتها العملية، ط3، الكويت: دار الفلاح، ص343 وما بعدها.
• سلامة، عادل، (2002م)، طرائق تدريس العلوم ودورها في تنمية التفكير، ط1، عمان: دار الفكر، ص196.
• شكري وآخرون، (2006م)، المنير في أحكام التجويد، ط8، عمان: جمعية المحافظة على القرآن الكريم، ص 78 - 79،83 - 86.
المصدر - مجلة الفرقان رقم الإصدار 76 - سنة 1988 - شهر 5
¥