تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2) قلقلة الدَّال الساكنة التي بعدها الدَّال (وَقَد دَّخَلُوا): وهذا لا يصح لوجود الإدغام المثلي الكامل، بل ندغم وتصبح هكذا: (وَقَدَّخَلُوا).

3) قلقلة الباء الساكنة التي بعدها الباء (اذْهَب بِّكَتَابِي): وهذا لا يصح لوجود الإدغام المثلي الكامل، بل تصبح هكذا: (اذْهَبِّكِتَابِي).

شروط إدغام المثلين الصغير

ويشترط في إدغام المثلين الصغير شرطان:

الأول:

أن لا يكون أول المثلين حرف مدٍّ، مثل: (ءَامَنُوْا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، (اصْبِرُوْا وَ صَابِرُوا)، (الَّذِيْ يُوَسْوِسُ)، (فِيْ يَومٍ).

فهنا لا يصحُّ الإدغام حفاظاً على عدم ذهاب المد، ولأنَّ الرِّواية عن حفص جاءت بالإظهار - والله أعلم -.

تنبيه: أما إن كانت الواو لينية - أي ساكنة وقبلها فتح - فإنها تدغم كما سبق، لأنَّ الواو والياء اللَّيِّنتين يخرجان من مخرج المتحركتين، ولم يقع في القرآن الكريم ياء لينية - أي ساكنة وقبلها فتح - بعدها ياء متحركة.

الثاني:

إذا كان الأول من المثلين هاء سكت، وهو في موضع واحد، وهو قوله تعالى: (مَالِيَه هَّلَكَ) - في حالة الوصل -.

فهنا يكون فيها الوجهان:

1) الإدغام طرداً لقاعدة إدغام المثلين الصغير، ننطقها هكذا (مَالِيَهَّلَكَ).

2) الإظهار مع السكت على الهاء. (والسكت: الوقف قليلاً بدون تنفس).

* وأما في حالة الوقف: فإننا نقف على كلمة (مَالِيَهْ) مع التنفس ثم نبدأ (هَلَكَ عَنِّي).

* وقد أشار إلى هذه الشروط الشيخ الجمزروي – رحمه الله - في منظومته (كنز المعاني بتحرير حرز الأماني) (1) ( http://tafsir.net/vb/#_ftn2) ، فقال:

وما أول المثلين فيه مسكنٌ ** فلا بُدَّ من إدغامه متمثِّلا

لدى الكلِّ إلا حرف مدِّ فأظهرنْ ** كقالوا وَهُمْ في يومٍ وامدده مُسجَلا

لكلٍّ وإلا هاء سكتٍ بماليه ** ففيه لهم خُلْفٌ والإظْهارُ فضِّلا

بسكتٍ .................... ** ...............................

(1) ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref1) ويقول بعضهم: هما الحرفان اللذان اتحدَّا في الاسم والرسم. (هداية القارئ للمرصفي 1/ 217).

(1) ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref2) الفتح الرحماني شرح كنز المعاني بتحرير حرز الأماني صـ127، 237.

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[12 Sep 2010, 09:02 ص]ـ

حكم إدغام المثلين الكبير والأمثلة عليه

الأصل في الإدغام الكبير هو من رواية السوسي عن أبي عمرو البصري من طريق الشاطبية، وأمَّا رواية حفص عن عاصم فقد جاءت بالإظهار وجهاً واحداً إلا في كلمات يسيرة ففيها الإدغام، وهي:

1) قوله تعالى: (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) (الكهف: 95). فإنَّ أصلها " مَكَّنَنِي " بنونين، وقد قرأ حفص بإدغام النون الأولى في الثانية فصارت (مَكَّنِّي) بنون واحدة مشدَّدة. وقرأ ابنُ كثير المكي بالإظهار هكذا: (مَكَّنَنِي) على الأصل.

2) قوله تعالى: (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) (النمل: 21). فإنَّ أصلها " لَيَأْتِيَنَّنِي " بنونين، وقد قرأ حفص بإدغام النون الأولى في الثانية فصارت (لَيَأْتِيَنِّي) بنون واحدة مشدَّدة. وقرأ ابنُ كثير المكي بالإظهار هكذا: (لَيَأْتِيَنَّنِي) على الأصل.

3) قوله تعالى: (وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ) (الأنفال: 42). فإنَّ أصلها " حَيِيَ " بياءين على الإظهار (الياء الأولى مكسورة والياء الثانية مفتوحة)، وقد قرأ حفص بإدغام الياء الأولى في الثانية فصارت (حَيَّ) بياء واحدة مشدَّدة. وقرأ مثله قنبل وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي، والباقون بالإظهار هكذا: (حَيِيَ) على الأصل.

4) قوله تعالى: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ) (الزمر: 64). فإنَّ أصلها " تَأْمُرُونَنِي " بنونين، وقد قرأ حفص بإدغام النون الأولى في الثانية فصارت (تَأْمُرُونِّي) بنون واحدة مشدَّدة. وقرأ ابن عامر بالإظهار هكذا: (تَأْمُرُونَنِي) على الأصل.

5) قوله تعالى: (قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ) (الأنعام: 80). فإن أصلها " أَتُحَاجُّونَنِي " بنونين، وقد قرأ حفص بإدغام النون الأولى في الثانية فصارت (أَتُحَاجُّونِّي) بنون واحدة مشدَّدة.

وهنا تنبيه: لم ترسم هذه الكلمة بنونين في المصاحف العثمانية، ولم يقرأها أحد من القرَّاء بنونين مظهرتين، ولهذا فلا عجب لو استبعدها أحدٌ عن باب الإدغام الكبير وذلك وجيه، إلا أنه تمَّ إدراجها هنا بسبب وجود من يقرأ بالتخفيف (وهم نافع وابن عامر بخلف عن هشام وأبو جعفر) وذلك في مقابل رواية حفص، والتي تقرأ بموجبها بالتشديد، ويلزم معه مدّ الواو مدّاً مشبعاً.

6) قوله تعالى: (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ) (يوسف: 11). على وجه الإدغام مع الإشمام وذلك بضم الشَّفتين مقارنًا للنطق بالنون الأولى الساكنة حالة إدغامها، وذلك إشارة إلى أن الأصل في النون الضم؛ لأنَّ كلمة " تَأْمَنَّا " أصلها (تَأْمَنُنَا) فأُدغمت النون في النون فصارت (تَأْمَنَّا) بنون واحدة مشددة.

أمَّا على وجه الاختلاس وذلك بتبعيض الحركة بصوت خفي يسمعه القريب دون البعيد، ويعبر عنه بعضهم بالإخفاء، وبعضهم يعبِّر عنه بالروم - وفيه تجوِّز - ولا بد معه من الإظهار، وهذا كله لا يتحقق إلا بالمشافهة والتلقي عن المتخصصين.

قال الإمام أبو عمرو الداني: وإشمام النون المدغمة في مثلها في قوله: (مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا) يحتمل أن يكون إشارة بالشفتين إلى الحركة بعد الإدغام، وبعد السكون، فعلى هذا يكون إدغاماً تاماً، ويحتمل أن يكون إشارة إلى النون بالحركة، فعلى هذا يكون إخفاء) (1) ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1) .

(1) (http://tafsir.net/vb/#_ftnref1) التحديد في الإتقان والتجويد للداني صـ150.

يتبع البقية - إن شاء الله تعالى -

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير